الإعلام الظلوم

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

متابعة لحركة الإعلام  ومستويات التطور الذي ولجه والمعوقات المؤشرة على أداءه، وكذلك نظرة المشاهد والمتابع لكافة البرامج وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة  ، بل وحتى العاملين فيه "أصحاب المهنة" !!! ..

ولعل ذلك يعد موضوعا شائكا ويحتاج الى تسليط الضوء وتفكيك جزئياته وعناصره بحيث ان كانت هنالك سلبيات ترافق أداءه فأنها بحاجة لإعادتها لمسبباتها.

ان الإعلام هو جزء من السياسة او بمعنى اخر ان الإعلام هو الوجه الاخر للسياسة، هكذا توصلنا بحكم معرفتنا ومزاولتنا للمهنة الى هذا الاشتقاق، فلا يمكن الفصل كثيرا بينهما، فالسياسي هو صانع الحدث بينما الإعلامي هو الناقل له وبالنتيجة تكون عملية تشاركية امام الناس، فالسائل هو الإعلامي بينما المجيب هو السياسي !!!

وفي هذا فان اسباب تطور حركة الإعلام البطيئة ان جاز التعبير ترجع لاسباب سياسية واقتصادية اكثر من غيرها لان الوعي متوفر لدى الإعلامي ، وتحضرني في هذا مقولة الإعلامي المعروف فؤاد مطر عندما قال " الإعلام يعاني كافة ما تعانيه الدول من مشاكل"، ويعزو أسبابه الى تخلف البيئة التي ينتمي اليها من خلال الوساطة والتدخل السياسي في العمل الإعلامي وقمع الحريات، فكلها أشياء أثرت على الإبداع الإعلامي والحقيقة من يقول ان الإعلام تأخر كثيرا في فهم متطلبات المرحلة الراهنة واستحقاقات الجمهور فيها فهو كلام ليس دقيق لاننا اتفقنا ان الوعي موجود لدى الإعلامي بدليل ان كثيرا من الإعلاميين نجحوا وتفوقوا على نظرائهم الاجانب في المؤسسات الإعلامية الاجنبية !!!

ان غالبية الإعلاميين الشباب يمتلكون الحماس اللازم للمساهمة في المعرفة الإنسانية من خلال طرح الاراء الجوهرية تواصلا مع النهوض بمسيرة المهنة !!! ...

والواقع ان الزخم الإعلامي والتوجه نحوه لفت انظار الناس جميعا في فترة ما يطلق عليها ﺒ"احداث الربيع العربي" والبعض الاخر يطلق عليها ﺒ"ثورات الخريف العربي" وكل له رأيه في هذا.

وبرغم انه جسد وظيفة الإعلام الحر بانه "صوت الناس ولسان حاله المعبر وضميره النابض" لكن الحياد الحقيقي للإعلام المستقل هو من يظهر صورة الطرفين المتخاصمين. وباعتقادنا ان الإعلام سواء الاجنبي أو الحكومي والمستقل سجلت عليه مثالب واضحة، فالاجنبي بدون شك انصاع لاجندات سياسية واضحة تخدم توجهات الدول التي ينتمي اليها او التي تموله، واما الحكومي فكان "براباكندا" يخدم مصالح الحكومة ..

لم نرى إعلاما حياديا على الاطلاق ، كما ان الإعلام يقف امام جبل من الاشكاليات والتحديات السياسية الموروثة المتعلقة بعدم رغبة المسؤول الحكومي في التعاطي الايجابي ولا يتمتع بهامش الحرية عند التقصي عن المعلومات والافكار، فتوصد ابواب المسؤول بوجهه بعكس زميله الاجنبي سواء في بلده او بلداننا وبالطبع هذا هو حال المؤسسات الإعلامية وانعكاسات هذا تأتي الرسالة الإعلامية هامشية ومجتزأة ولا تعطي صورة الواقع الحقيقي.

ثم أن بعضا من إعلاميينا لا يزجون أنفسهم في جوهر القضية أو الحدث ويفتقرون للدقة والجرأة والتسطيح بسبب قلة الخبرة والتدريب ...

وباعتقادنا ان ذلك بحاجة لإعادة النظر عند كثير من مؤسساتنا الإعلامية التلفزيونية والإذاعية تحديدا لإكساب الخبرات والمهارات في الجوانب الحوارية ...

الا ان البرامج السياسية والاقتصادية فأنها تأتي توظيفا لأهداف المؤسسة الإعلامية وبالنتيجة فان الإعلامي ربما يكون هو الضحية قبل الجمهور. ومتى ما توفرت البيئة السليمة التي تتطلب المال المستقل للمؤسسة والوعي الديمقراطي لدى المسئول والحرفية اللازمة للصحفي عند ذاك فلا خوف على الإعلام .

هذا رؤيا خاصة تحمل في طياتها إضاءات جادة في الطريق فهل أنت معي أخى المشاهد والمستمع !!!