الجزيرة السوداء

خليل الجبالي

[email protected]

إن طرح قناة الجزيرة مباشر مصر لبعض الموضوعات التي يئن منها المواطن بصفة يومية في ذلك التوقيت الغير مناسب والمضطرب عن بعض السلع والخدمات مثل رغيف الخبز والغاز والبطالة وغيرهم من منظور أسود، حيث تختار بعض الأماكن المكتظة والمشحونة بأراء غير راضية عن الحكومة الحالية عن تلك الخدمات ومدي توفرها مما يجعل الرد غير إيجابي تماماً وهو ما يروج صورة قاتمة ومخالفة للواقع مما يجعلنا نتسأل لماذا الجزيرة تخلت عن الحيادية في تلك الفترة.

يقوم  محاورو ومراسلو  قناة الجزيرة مباشرـ مصر بدفع الناس إلي إبداء أرائهم في الحكومة الحالية وعلاقتها بسوء الأحوال المعيشية ، فيأتيهم رد المواطنيين كالصاعقة علي رؤوسهم أن تلك الأحوال لم تكن مستجدة في ظل النظام الحالي ولكنها متراكمة من العهد البائد، ويضع المحاورون والمراسلون أيضاً بين يدي الضيوف ما يلصق التقصير في نظام الرئيس مرسي والحكومة الحالية للنيل منهم.

إن محاولة قناة الجزيرة مباشر مصر من وضع نظارة سوداء علي عيون المصريين ليروا بها خطوات الإصلاح والتقدم للحكومة الحالية أنه ليس فيها أمل ولا بريق نور يجعلك تظن أنها مملوكة لفلول النظام السابق أو تمول من جيوبهم حتي تملأ قلبك بالإحباط  والتثبيط.

عندما تأتي الجزيرة مباشرـ مصر ببعض الضيوف ليصفوا عهد مبارك بعهد الحريات والرخاء والديمقراطية والأمن والإستقرار علي الرغم مما ذقناه منه يجعلك تقف في حيرة من توجه تلك القناة السوداء!.

وتأتي تلك القناة أيضاً بضيوف  يصفوا عهد الرئيس مرسي بعهد الديكتاتورية والرجعية والبطالة وسوء المعيشة وإنحدار في المستوي السياسي والإقتصادي، بل وصل بهم الأمرفي وصفه أنه عهد الإنحدار الأخلاقي والتطرف الطائفي حيث يتحدثون عن مقاطع فيديو تظهر محاولة إعتداء علي مسيحية من قبل بلطجية حدث في عهد مبارك سنة 2010 علي أنه حدث اليوم.

كنا ننظر إلي قناة الجزيرة مباشر مصر علي أنها قناة حيادية تنقل الصورة كما هي من جميع جوانبها وبكل أطرافها ولكن أعيننا خابت رؤيتها اليوم حيث أصبح الواقع لتلك القناة لا يختلف كثيراً عن القنوات التي يمتلكها الفلول ومعارضي الرئيس مرسي  وخاصة بعد  حرق مقرها علي أيدي بلطجية الفلول في عهد حكم العسكر بعد الثورة.

إن قناة الجزيرة الأم لم تسطع أن تنقل لنا أحداثاً حيادية داخل دول الخليج أو تنشر حوارات مع المعارضة داخل تلك الدول وخاصة قطر والبحرين والإمارات وغيرهم علي الرغم من وجود قلاقل واعتراضات وثورات كامنة في تلك الدول بغض النظر عن مدي قوتها من ضعفها.

إن ما يقوم به الدكتور باسم عودة من إنجازات سواء في رغيف الخبز أو الغاز أوبعض المحاصيل الزراعية مثل القمح والأرز وغيرهما لمن الأولي أن تعرضه تلك القناة في صورة إيجابية وحيادية، حيث أن تلك الإنجازات تمس حياة المواطنين لتبث الأمل في نفوسهم، وياليتها فعلت!.

إننا نربأ بتلك القناة أن تعيش في وحل المغرضين والمتحيزين والداعمين لجبهة الإنقاذ والفلول والثورة المضادة حيث أنها أصبحت لسان حالهم في نقل الصورة السوداء إلي الشعب المصري لكي يري مصر الجديدة بنظارة سوداء.

إن الشعب المصري يعي جيداً من هم الذين يقفون جواره في محنته، ومن هم الذين يدعمون الثورة المضادة بتحسين صورة الفساد والبلطجة وإنتشار الفوضي وتحسين عهد مبارك في تلك المرحلة مهما إختلفت وسائلهم.

فهل تراجع الجزيرة السوداء توجهها وتعود إلي حياديتها كما كانت من قبل؟