تضامناً مع المحاضر الجامعي الدكتور يوسف جبارين
تضامناً مع المحاضر الجامعي
الدكتور يوسف جبارين
شاكر فريد حسن
الدكتور يوسف تيسير جبارين القادم والآتي من ربى ام الفحم ، هو اكاديمي معروف ومثقف عقلاني متنور ومناضل سياسي ، حاصل على شهادة الدكتوراة من جامعة واشنطن ، ويعمل محاضراً في جامعة حيفا. وهو يشارك في نضالات شعبنا ومعاركه السياسية والوطنية من اجل حقوقه اليومية والمطلبية ، ويشارك ايضاً في المناظرات والحلقات والندوات السياسية والفكرية ، وكانت آخر مشاركة له في مدينة الناصرة ضمن "اسبوع مقاومة الابرتهايد الاسرائيلي ".
لكن هذه المشاركة لم ترق لوزير الخارجية المستقيل ، وزعيم حزب يسرائيل بيتينو افيغدور ليبرمان ، المعروف بمواقفه العنصرية المعادية للعرب وللحقوق الفلسطينية ، والمؤيدة للتوسع الاستيطاني السرطاني في الاراضي المحتلة ، فشنّ هجوماً تحريضياً فاشستياً شرساً على الدكتور يوسف جبارين ، على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، مطالباً بفصله من الجامعة وسحب لقبه الاكاديمي، وبذلك يواصل ليبرمان بث سمومه العنصرية الحاقدة ، وغرس كل اشكال الكراهية والبغضاء ضد العرب .
ان هذا التحريض ضد المحاضر الجامعي العربي د. يوسف جبارين يأتي في ظل تصاعد موجة العنصرية والفاشية ، وتنامي شرعية الاعتداءات على المواطنين العرب ، واستمراراً للهجمة العنصرية منفلتة العقال ضد جماهيرنا العربية الباقية في وطنها التاريخي وممثليها في الكنيست ، وضد القوى الوطنية والحركات السياسية الفاعلة في الشارع العربي. وهذه التصريحات الليبرمانية الفاشية الرعناء ضد جبارين ما هي الا تجسيد وتعبير حقيقي عن الخطاب العنصري ، الذي اصبح امراً طبيعياً وشائعاً وسائداً في المجتمع الاسرائيلي ، الذي وصل الى ملاعب كرة القدم والمدارس واروقة البرلمان .
والواقع ان ما نشهده من تحريض عنصري متواصل ومستمر ضد جماهيرنا هو نتيجة حتمية للاحتلال الاستيطاني الصهيوني ، ومن افرازات القوانين العنصرية الاضطهادية الابرتهايدية ، التي اقرتها وشرعنتها الكنيست في عهد حكومة بنيامين نتنياهو ، حيث اشعلت هذه القوانين نار الحقد والعنف والكراهية والعداء للعرب. وما تصريحات ليرمان سوى مقدمة وتمهيد لـ"بشائر" حكومة الاستيطان القادمة بزعامة نتنياهو ، التي ستكون اسوأ من سابقاتها من حكومات بكل ما يتعلق بقضايا جماهيرنا العربية وحقوقها الانسانية والمعيشية العادلية ، والهجوم على الحريات الديمقراطية والاكاديمية ، وما يخص الموضوع الفلسطيني والمفاوضات السلمية .
اننا نستنكر تصريحات ليبرمان ، ونحذر من تفاقم واتساع المد الفاشي ، وآفة التحريض العنصري المسموم ، ويجب الوقوف معاً ، وبوحدة قوية ومتينة ، في مواجهة السياسة العنصرية غير المسبوقة ، ولاج لوضع حد لانفلات عناصر اليمين المتطرف وسوائب الفاشيين ، الذين يقودون اوسع وأكبر حملة تحريضية معادية ومناوئة لك ما هو عربي وفلسطيني ،التي تمثلت بمحاولة اقتحام البلدات العربية وآخرها قرية مصمص ، التي صدت زمرة بن ايري على ابوابها ، ولم تسمح بتدنيس ترابها المقدس الطاهر . وكذلك بالاعتداءات المتلاحقة على عدد من الشبان العرب في يافا ونتانيا والقدس ، وعلى المربية سهاد زميرو ابنة قلنسوة ، التي تعمل في مدرسة يهودية ، خلال قيامها بواجب العزاء ومواساة صديقتها اليهودية في القدس .
اننا نتضامن مع الدكتور يوسف جبارين ونقف الى جانبه امام حملة التحريض العنصري ضده ، ونشد على يديه لمواصلة عمله الاكاديمي ، والمشاركة في الندوات السياسية والايام الدراسية لكشف وفضح سياسة الابرتهايد ، التي تمارسها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة بحق جماهيرنا وضد شعبنا الفلسطيني، الرامية الى تهجيره وترحيله من ارضه ووطنه واقامة الوطن اليهودي الصهيوني الخالي من العرب . ويا جبل ما تهزك ريح، وليخيط ليبرمان بغير هذه المسلة.