وزارة الثقافة.. وقالوا صدقنا فقلنا نعم!

محمود القاعود

[email protected]

من أحد الألغاز التى تسيطر على المجتمع المصري هو لغز وزارة الثقافة؛ فهذه الوزارة تكاد تكون شبه دولة مستقلة تُحكم من قبل اليسار ولا تخضع للدولة الأم فى أى شئ !

منذ أيام والحديث يدور حول وفود تذهب وتجيئ لاقناع معالى الوزير " المستقيل " صابر عرب ليكمل فترته لحين تشكيل حكومة جديدة ، وكأن الأرحام عقمت أن تنجب بديلا لفريد عصره صابر عرب!

كما تواترت الأنباء عن لقاء جمع بين الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء والدكتور صابر عرب لاقناع الأخير بالعدول عن استقالته، ولتستمر مهزلة الاحتكار اليساري العلمانى لوزارة الثقافة..

السؤال الآن: لماذا هذا الإصرار العجيب على ما يمكن أن نسميه " شعونة" – من الشيوعية – وزارة الثقافة؟؟ ولماذا هذا التمسك بشخص صابر عرب محدود الموهبة والثقافة والفكر ؟؟ وهل التيار الإسلامي يعى خطورة أمر هذه الوزارة أو يؤمن بشئ اسمه الثقافة ؟؟

ما معنى أن تتقدم فرقة حسب الله التابعة للوزير المستقيل باستغاثة لرئيس الوزراء أن يبقى الوزير فى منصبه ؟ الدكتور سعيد توفيق أمين عام المجلس الأعلى للثقافة والدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب وسعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون ومحمد أبو سعدة رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة ورئيس صندوق التنمية الثقافية والدكتورة كاميليا صبحى رئيس المركز القومى للترجمة.. لماذا تستمر هذه الوجوه حتى الآن فى الوزارة ؟؟ لماذا كل رجال فاروق حسنى يديرون شئون الوزارة ؟ ولماذا عندما يتم طرح البديل لابد أن يكون وفقاً لليسار هو سعيد توفيق أو أحمد مجاهد ؟

ألا يوجد رجل رشيد فى مصر يتولى أمر هذه الوزارة ، ويغلق " حنفية" الأموال والمؤتمرات والمجلات والجوائز ويعيد هيكلة الوزارة ؟؟

لقد سبق واتفق المثقفون الأصلاء على ترشيح الدكتور خالد فهمي أستاذ العلوم اللغوية بجامعة المنوفية  لتولى منصب وزير الثقافة ؟ فلماذا هذا التجاهل من قبل السلطة ؟

هل يخشى النظام اتهامات الأخونة أو حملات التشهير فى الصحف والفضائيات إن جاء بوزير يحترم الإسلام والمسلمين ؟! حسناً فالاتهامات تلاحقه من كل جانب والوزراء غير الإخوان يقولون أنهم إخوان ، ومصطلح "الأخونة" يتردد فى كل مكان حتى الميكروباص والتوك توك يوجد به من يتحدث عن "الأخونة" ، فما تخشون منه واقع بطريقة بشعة كما لو كانت جميع وزارات الدولة تنتمى للإخوان.. فلماذا لا نأتي بوزير يحترم الإسلام والمسلمين ؟ بوزير يكرم علماء الأمة وليس شبيحة حسني مبارك من اليسار والعلمانيين .. بوزير يقيم المؤتمرات التى تنفع الناس وتمكث فى الأرض .. بوزير يطهر قصور الثقافة التى تحولت إلى بؤر للشيوعية والأفكار الهدامة .. بوزير يطبع أعماء الأدباء والمفكرين الذين ينتمون لهويتهم وحضارتهم ووطنهم .. بوزير يصلى الفروض مثلما يفعل رئيس الجمهورية.. بوزير لا " يستعر" من إسلامه ، من أجل إرضاء نكبة العالم العربي المسماة " نخبة" .. بوزير يعرف أن الثقافة ليست كلمة وإنما منهج وحياة ..

إنه من غير المقبول أن تستمر سياسة وزارة الثقافة بنفس ما كانت عليه فى عهد المخلوع .. كيف أنهى الرئيس محمد مرسي حكم العسكر فى أقل من شهرين ولا يستطيع إنهاء حكم اليسار لوزارة الثقافة ؟؟ كيف يستمر وحيد عصره الماركسي  صلاح عيسي رئيساً لتحرير جريدة القاهرة  الناطقة بلسان الوزارة  للعقد الثانى على التوالى ؟

يا سادة .. لقد انتهى زمن قول أبى العلاء :

تَلَوْا بَاطِلًا وَجَلَوْا صَارِمًا ... وَقَالُوا صَدَقْنَا فَقُلْنَا نَعَمْ

انتهى الزمن الذى كان يعتبر فيه فاورق حسنى أن الحملة الصليبية الفرنسية على مصر هى " حملة الاستنارة" .. انتهى زمن جابر عصفور الذى كان يستقدم شيوعيي الكرة الأرضية ليحاضروا فى جامعة القاهرة على نفقة الشعب المسكين الذى لا يجد قوت يومه .. انتهى زمن الوصايا فى عشق النساء و وليمة لأعشاب البحر .. انتهى زمن سيد القمنى وحسن حنفى وفؤاد زكريا ومحمد سلماوي وبهاء طاهر ويوسف القعيد وجمال الغيطاني ونصر حامد أبو زيد ..

هذا زمن احترام إرادة الشعب وثقافته وهويته .. هذا زمن ثقافة الشعب لا ثقافة الفرفشة والعوامات أو بالأحرى ثقافة ثرثرة فوق النيل ..

لن نقول نعم بعد اليوم  لمسخرة وزارة الثقافة .. اعترضنا بقوة فى عصر الديكتاتور البائد حسني مبارك .. وسنعترض فى عهد الرئيس مرسي حتى تعود هذه الوزارة للشعب .. وحتى محاكمة المختطفين .. وأولهم الوزير المستقيل وسدنته الذين يرسلون البرقيات ليستمروا فى مواقعهم ..

يا فخامة الرئيس : متى تنتهى هذه المهزلة .. ومتى تتحرر مكتبة الإسكندرية من الإرهاب العلماني الشيوعي ؟ ومت يُقال إسماعيل سراج الدين ؟ ومتى .. ومتى .... ؟