لحماة.. التحية في ذكرى مجزرتها ..
لحماة.. التحية في ذكرى مجزرتها ..
عقاب يحيى
قالت حماة : أمنت بالثورة جيلاً بعد جيل..
ضجّ السكون.. فأعلنت بعض التمرد..
ثار الشباب على اغتيال الإنسان والحرية.. فحملوا رايات الشجاعة.. وكان الذي كان..
كان الحقد يفور وهو يغترف من خزين كبير، قديم بعض دمويته.. فحدثت المجزرة المقصودة..
ـ ابداُ ما كان الهدف القضاء على " المتمردين"، والمسلحين، فهؤلاء الذين ينتمون للحركة الدينية، والذي نجحوا في السيطرة على المدينة بعض الوقت.. خرجوا، وتركوا السكان لمصير الجحيم..
وكان نظام الإجرام يعدّ جريمته، وينتظر الذريعة للانتقام من حماة.. الحربة في خاصرته، والعلم الرافض لجوهره، وكي تكون درساً للسوريين جميعاً..
ـ ابيدت المدينة، قتل عشرات الآلاف، وما زالت الإحصائيات غامضة لا تعرف العدد، ولا مصير المفقودين.. وكان الانتقام مذبحة، وغلاً شاملين .. استبيحت فيها المدينة أياماً، فصال بوم الحقد ومارس القبح والعهر بكل صوره.. وأنّت حماة.. وشبابها يذبحون جماعات وفي الملعب البلدي، وكل مكان. وقصورها الأثرية، وكنائسها ومساجدها تدمر، وأحياءها القديمة تلعب فيها دبابات القصف والتدمير..وسكنت النواعير عن لحنها الشجي حيناً.. وأطلقت العنان للحزن المقيم.. لكنها كانت تخمّر الثورة لليوم الموعود.. وفي القلب غصات.. وفي الوجدان ذكريات لا تمحى..وفي الأذهان وميض.. ينتظر خيوط الفجر القادم .
ـ أرادها عبرة للمدن، والمعارضة، وكل من يتجرأ ويقول لا.. وكان له تلك" السيادة" على الشعب عقوداً. اختنق صوت المعارضة، وتبعثرت الآمال.. وقهقه مجون الحقد كطاغية من نوع خارق في مملكة الرعب الرهيبة.. وجن جنون الفجور.. واعتلى القمع صولجان البشر.. وسكتت حماة، وما باليد حيلة غير الصبر.. لكن الجمر يوقد تحت الرماد.. والعين أبداً ما أغفلت تلك المناظر.. المروّعة، ولا نست حماة.. ابناءخها، وبنيانها، وما جرى لها.. لكنها راحت تفكر بالأجدى، والأجدى ثورة شعب. والأجدى انتزاع الحرية. والأجدى تصميم حتى النصر..
ـ وكانت حماة على الموعد.. حين خرجت زرافات ووحدانا.. تعبّر عن أصالتها وأنتمائها للثورة.. عروساً في سلمية الثورة.. والحشد.. والإيمان..
ـ هي حماة الجريحة.. وحماة التي تقاوم، وهي حماة الفداء.. مدينة أبي الفداء.. تمتشق الشجاعة عهدها، وتكتب صفحات مهمة في دفتر الثورة والتاريخ ..
لها العزاء في ذكرى المجزرة / الثاني من شباط 1982/ وأكاليل الفخر وهي تقاوم ولا تستكين..