السامية وأضاليل الصهيونية

السامية وأضاليل الصهيونية

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / ‏13‏/01‏/13استطاعت الحركة الصهيونية اقناع الاوروبيين وغيرهم وفي مقدمتهم الالمان جراء تاريخ المانيا تجاه اليهود زمن الحرب العالمية الثانية ان اليهودية الى جانب انها دين جنس ايضا واليهود شعب الله المختار اضافة الى انهم من الجنس السامي . واستغلت الصهيونية اتهام كل من ينتقد سياسة الكيان الصهيوني السامية لاتهام منتقد الصهاينة بمعاداته للسامية ,.

ومن خلال مناقشة حول انتقاد بعض اليهود والنصارى اضافة  الى المسلمين لسياسة الكيان الصهيوني ما اذا كان يهوديا ما اعتنق النصرانية او الاسلام  وقام بتوجيه انتقادات للصهاينة لم يعد ساميا  من خلال توجيه سؤال / للمحرر  / مدير معهد  موسى مانديلسون للدراسات والعلوم اليهودية في جامعة  مدينة بوتسدام القريبة من العاصمة برلين يوليوس شوبس أجاب بالايجاب اي ان كل يهودي اعتنق الاسلام او النصرانية او بقي على يهوديته يعتبر معاد للسامية . الا ان صاحب / هذه السطور/ قام بدحض تأكيدات شوبس وذلك من خلال ندوة حول السامية وانتقاد الصهاينة دعا اليها مبرة / هاينريش بول / للدراسات السياسية والمساعدات الانسانية بالعاصمة الالمانية برلين يوم  الاحد من  13  كانون ثان/يناير الحالي ، اذ انه من المعروف ان السامية منبثقة من الشعوب السامية ، واذا ما عدنا الى العهد القديم وخاصة التوراة التي تؤكد بأن العرب والفرس والروم هم ابناء سام بن نوح عليه الصلاة والسلام ، اذ فان الاوروبيين من   سلالة الروم  الا ان الرجل امتنع عن التعليق .

ويعود سبب دعوة المعهد المذكور لمناقشة اصول الحركة الصهيونية والعداء للسامية ، تصنيف مركز سيمون فيزنتال لشخصيات سياسية وثقافية  في لائحته السنوية لعام 2012  الصحافي الالماني ياكوب/ يعقوب / اوجشتاين صاحب صحيفة / الجمعة / من اشد اعداء السامية في المانيا جراء انتقاداته لسياسة الكيان الصهيوني كما وضع المعهد في لائحته الكاتب الالماني الحائز على جائزة نوبل للادب جونتر جراس بسبب شعر كتبه ينتقد من خلاله سياسة الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين في قطاع غزة وتهويد الاراضي الفلسطينية ضمن المعادين للسامية  اضافة الى جماعة الاخوان المسلمين في سوريا ومصر في مقدمتهم عصام العريان والوهابيين / السلفيين / بالمملكة العربية السعودية والحكومة الايرانية وحزب / جوبيك / الهنغاري القومي،  كما كان المركز المذكور قد وضع في عام 1985 استاذ التاريخ الحديث والعلوم الدينية في جامعة مدينة كولونيا  باول روزنتال ضمن المعادين للسامية علما انه يهودي وذلك بسبب مدحه المسلمين واتهامه الصهيونية العالمية بتشويه سمعة المسلمين والاحتيال على العالم مفتخرا بجنسيته الثانية التي يحملها وهي جنسية الدولة العثمانية .

وقد احتدمت في الاونة الاخيرة مناقشات مؤيدين ومنتقدين لسياسة الكيان الصهيوني حول انتقادات اوجشتاين  لسياسة الكيان الصهيوني الذي وصفه في افتتاحيته بالمعادي للسلام فبناء المستوطنات وحصار شعب غزة لا يحمل في طياته رغبة الكيان الصهيوني بالسلام بالمنطقة الى جانب ان كل من ينتقد هذه السياسة تسعى الصهيونية بالاساءة الى سمعته مؤكدا ان اكثر محبي السلام بالعالم وخاصة المتعاطفين مع الفلسطينيين سواء كانوا من اوروبا وغيرها اصبحوا بالنسبة للصهيونية معادين للسامية داعيا الى ضرورة مناقشة السامية مناقشة تاريخية سياسية علمية وميدانية منتقدا الادارة الامريكية التي تخضع للوبي الصهيوني اذ وعلى حد رأيه يجب ان يكون الرئيس الامريكي وغيره من قادة دول العالم وخاصة في اوروبا مستقلين تماما واصفا انتقادت بعض السياسيين الالمان بيع السعودية وقطر دبابات ومعدات عسكرية اخرى بينما يلتزمون الصمت تجاه استلام الكيان الصهيوني معدات عسكرية المانية لا تقتصر على سلاح معين واصفا الصمت بالمريب والجبن .

وقد اثار الصحافي اليهودي من اصل بولندي هندريك برودر  وهو أحد اشد المعادين للاسلام في المانيا واوروبا تصريحات اوجشتاين متهمه بالعداء للسامية والتحريض على الكيان الصهيوني الذي له الحق بتوسعة المستوطنات لايواء اليهود الذين يريدون العودة الى أرض الآباء والاجداد مؤكدا ان حصار غزة جاء للحيلولة دون تدفق الاسلاميين الى القطاع لاقامة دولة اسلامية فيه مشيرا بندوة هذا اليوم الاحد ان تصريحات اوجشتاين  لا تعتبر دراسة صحافية  انما هي معاداة صريحة لليهودية والسامية .

ويوافق ميشيل فريدمان الذي شغل حتى عام 2003 نائبا لرئاسة مجلس اليهود الالماني الاعلى وعضو مجمع اليهود الاوروبي قبل افتضاح امره بتجارته النساء والمخدرات وكان سببا رئيسيا وراء مقتل السياسي الالماني  يورجين موليمان في ايار/ مايو من عام 2003 عندما كان يهم القفز بمظلته التي لم تنفتح اتهامات برودر للصحافي اوجشتاين  مشيرا ان كل من ينتقد الكيان الصهيوني معاد للسامية ودراسة الحركة الصهيونية دراسة علمية وميدانية مضيعة للوقت يريد اصحابها تصديق من يزعم بأكاذيب محارق اليهود في بولندا التي ارتكبها النازيون بمعسكرات الاعتقال بمدينة  / اوشفيتس / الى جانب مقتل اكثر من خمسة ملايين يهودي في المانيا واوروبا  مطالبا وضع حد لظاهرة العداء للاجانب ويعني بذلك اليهود مضيفا ان على اوجشتاين تغيير اسمه الاول  / يعقوب / الذي يعتبر اسما يهوديا قحا الى اسم آخر .

الا أن رئيس مجلس اليهود الالماني الاعلى ديتر جراومان أكد براءة مجلسه من تصريحات فريدمان وبرودر مشيرا ان السياسة التي ينتهجها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة لا تعبر عن اليهود في المانيا واوروبا ، فقد اساءت هذه السياسة لليهود في المانيا والعالم واصبح كل يهودي بنظر الآخرين يحمل تبعية الصهيونية مؤكدا تأييده لانتقادات الصحافي اوجشتاين اذ يجب ان يكون هناك انتقادات وبدونها فان الكيان الصهيوني سيستمر في سياسته المعادية للسلام .

وأوجشتاين هذا واسمه توماس يعقوب ، هو الابن الشرعي للكاتب الالماني مارتين فيلسر  صاحب كتاب / موت كاتب / الذي روى فيه افتراءات الحركة الصهيونية على اهل الفكر والسياسة والدراية في اوروبا ، وقد اتهمه الصهاينة بالمعاداة للسامية ومارسوا ضغوطا على بعض دور النشر في مقدمتهم دار نشر صحيفة / فرانكفورتر الجماينه / بعدم طبع وتوزيع كتابه وساهمت دار نشر بنشر كتابه ولكن بشكل رديء للغاية . ومن اجل دحض الشبهات عن فيلسر قام المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر عام 2002 بوضع حد لتلك الانتقادات بعرض فيلسر كتابه ومناقشته في رئاسة الحزب الديموقراطي الاشتراكي .

ويعتبر رودولف اوجشتاين احد مؤسسي مجلة / شبيغل/ المعروفة أبا بالتبني للصحافي توماس يعقوب اوجشتاين وذلك بعد زواجه من أمه .