الاختلاف فيما يفعل الإخوان والمخلصون داخل الائتلاف

عبد الله المنصور

ماذا يفعل الإخوان المسلمون والمخلصون داخل الائتلاف ؟ ...أجمع المحققون على أن الكَفَّ فعل يحاسب عليه العبد فيما إذا تعلق به واجب . وأي واجب أعظم من حقن دماء أمة تستباح حرمتها وعرضها وهؤلاء داخل الائتلاف لا يفعلون شيئا !؟ تخيلوا فقط لهفة أمتكم في الداخل وحاجتهم إليكم أنتم يا من نصبتم أنفسكم قادة لهم وساسة وتذكروا قول النبي صلى الله عليه وسلم "مامن أمير عشرة إلا وهو يؤتى به يوم القيامة مغلولا حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور"ودعاءه (ص) "اللهم من ولي من أمتي أمرا فشق عليهم فاشقق عليه"وإن عذاب الولي ليس كعذاب أحدوعذابه قدر مسؤوليته .سأل معاوية الأحنف : ما الزمان يا أحنف ؟ فقال الأحنف: أنت الزمان إن صلحت صلح وإن فسدت فسد وإن أشقى الولاة من شقيت به رعيته .فهل من مدكر ؟

فماذا يفعل الإخوان والمخلصون ممن يفترض أنهم ممثلو الحراك الثوري داخل الائتلاف ؟ وهل رضي هؤلاء والإخوان بسياسة الخطيب -ومن ورائه رياض سيف ومن معه- المعلنة حول الحوار والرافضة للتدخل والتسليح والمعتزلة الغرب وللشارع العربي والإسلامي إمعانا منها في تحقيق أهدافها وغاياتها أو قل أهداف الغرب وغايته في الحل السلمي الواهم المزعوم ؟ 

فإن كان الإخوان والمخلصون رافضون لهذه السياسة فلماذا يلتزمون الصمت ؟ لقائل أن يقول معرّضاً بهم هم يلتزمونه رغبة منهم في أن يتتام احتراق الخطيب ومن معه ومن ثم يعود لهم دورهم الرائد ! فإن كان هذا حقا فهل رضي هؤلاء أن يكون ثمن مكسبهم هذا أطنان الدم المهراق من أمتهم ؟ وإلا فما الذي يمنعهم إذاً أن يصدحون بمعارضتهم لتلكم السياسة ؟ بيان حقيقة صاحب القرار داخل الائتلاف 

وإن كان الإخوان والمخلصون متفقين مع ما تضمنته مبادرة رياض سيف وأتت به ولأجله من الحل السلمي فلم هذا الرياء من الائتلاف ؟ ولم لا يعلنون صراحة عن قبولهم بالحل السلمي ويخاطبون أئمة النظام به وأنهم موافقون على الحوار معهم بيد أنهم يشترطون لهذا ذهاب بشاروحده أو عائلة الأسد فقط أو آل مخلوف معهم (قل سموهم). فهذا أجدر أن يشق صفوف النصيرية من داخلها وينقلبون على بشار أو آل الأسد . أما أن تقولوا بأنكم تريدون الحل السلمي وذهاب كلّ النظام ممن تلطخت أيديهم بالدماء وأنكم تريدون حوار من لم تتلطخ منهم! فهذا هراء وسقط من القول لا تخادعون به غير أنفسكم لأن كل من لم تتلطخ يده في الدماء هو خارج دائرة القرار في سوريا,سلوا النساء في سوريا والعذارى في خدورهن يجيبونكم بهذا الذي لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان .إن الغرب يريد دولة سورية فيدرالية منزوعة السلاح لأنالاستمرار على هذا النحو سيفضي في النهاية إلى مثل هذه النتيجة الحتمية فإن كان هذا هو مقصودكم فبينوا وإن لم يكن وهذا هو الظن بكم فماذا تنتظرون ؟        

كل المشاكل والمخارج تفتح أمامكم في الغرب ولا عذر لكم في المحاولة على الأقل لشرح مواقفكم أمام الرأي العام الغربي فحتى تهمة التطرف تجعلون منها تصب في مصلحة الثورة إذا تم إحسان الجواب عنها وكذلك السلاح الكيماوي إن الخوض فيه متعدد الفوائد من استجلاب للحظر الجوي ومن تأمين حياة الأمة بالمطالبة باتلافه مما يظهرنا أيضا بمظهر مخالف لما يشيعه المغرضون عن الثورة السورية...الخ      

إن كنتم راضون بهذه السياسة السلبية سياسة الانتظار والسعي وراء روسيا وترك السفر إلى الغرب وترك التأثير على القرار الغربي فصارحوا الأمة بما أسلفت آنفا وإلا فما المانع من السفر إلى الغرب الذي باتت تتعالى فيه صيحات شرفائه عن العار الذي يلحقهم والمجتمع الدولي وخاصة بعد توثيق مجلس الأمن لمقتل أكثر من 60 ألف سوري .والائتلاف في غفلة معتزل بحجة عدم الافتضاح! وأي فضيحة أعظم من فضيحته عند الله ثم تركه الأمة تغرق في الدماء ولا يستفرغ الجهد والسبل في خلاصها ونجاتها !؟ .بل ولا يسعى حتى على الساحة العربيةسواء  مصر أم غيرها لأنه لا يمكن تخيل عجز مرسي وبن كيران وغيرهما عن دعوة انعقاد الجمعية العمومية ولا التهديد بأن العرب لن يبقوا مكتوفي الأيدي تجاه ذبح الشام لا يمكن تخيل اجتماع العالم كله علينا وأنتم صامتون وثمة سبل للخروج من هذا النفق لا تتبعوها إلا وأنتم مختارون داعون لهذه السياسة وربما تستفرغون الجهد في إقناع من يأبى تلك السياسة من الحكام العرب كما حصل في الماضي مع المغرب وما فعله بالذات غليون مع وزير الخارجية المغربي العثماني ! مما يجعلكم متواطؤون مع الغرب على الاستغراق في استنزاف الأمة حتى بلوغ درجة الحرج التي يبلغ عندها الوهن والخراب والبلاء غايته بحيث يرضخ للحوار عندئذ كلا من الجيش الحر والنظام  ويتمكن الغرب من فرض كافة إملاءاته وليس بعضها !؟  

فما الذي يمنع الائتلاف من أن يجوب العالم بهذا وبمثل هذه الصورة !!؟ ما الذي يمنعه من المطالبة بمطالب الثورة وتخويف الرأي العام الغربي والعربي من السلاح الكيماوي ؟ ومن التعريف بحقيقة ما يتعرض له المجتمع السوري وأطفاله ونساؤه ؟ وما الذي يمنعكم من حمله -الائتلاف-على هذا ؟ 

كنت قد أيّدت الائتلاف وهذه أولى مقالاتي حول تأليفه تحت صورة من ستحاجّكم عند الله  ...ولكن ماعلى هذه السياسة أيدته ولو عاد إلى الجادة لعدت لتأييده.