العرب يخذلوننا من جديد
ثامر سباعنة
سجن مجدو - فلسطين
لن اعود بالتاريخ الى 1948 او 1967 وما قبل ذلك او حتى مابعده ، وما تعرضت له فلسطين بقضيتها وشعبها ومقدساتها من خذلان وتخاذل عربي ، سواء تخاذل سياسي او عسكري او حتى مالي واجتماعي ، لن ادخل بين ثنايا تاريخ هذا التخاذل لانه بات معروفا للجميع ، لكني ساتحدث عن الحاضر عن ايامنا هذه ، و مابعد ما قيل انه ربيع عربي .
قبل ايام قليله تحركت الرسمية الفلسطينية نحو الامم المتحده وتحت غطاء عربي من اجل الاعتراف بدولة فلسطينية غير كاملة العضوية ، وقبل هذا التوجه سمعنا الوعود والتأكيدات من الرسميات العربية التي تدعم الخطوة و تعلن وقوفها الكامل خلف الارداه الفلسطينيه ، وبالفعل تمت الخطوة وتم الاعتراف بالدوله الفلسطينية بصفة مراقب بالامم المتحده.
أعلنت دولة الاحتلال حربها السياسية والماليه ضد السطلة الفلسطينية وساندت امريكا – راعي السلام النزيه – ساندت دولة الاحتلال بل قامت ايضا بالتضييق السياسي والمالي على السلطه ، تناخى العرب واعلنوا شبكة امان مالية للسلطه ، بل واعلنوا ان اجتماع وزراء الخارجية العرب سيعقد في رام الله من اجل التأكيد على مساندة ودعم الفلسطينيين سياسيا.
شبكة الامان العربية المالية لم يدفع منها شيء للسلطه ولازال الموظف الفلسطيني بلا راتب ، والمواطن الفلسطيني العادي تخنقه الديون والالتزامات ، واجتماع وزراء الخارجية العرب في رام الله لم يعقد وحضر فقط نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية و ووزير الخارجية المصري محمد كمال عمرو ، هنالك من قال – واظنه صادق – ان امريكا من ضغط لالغاء هذا الاجتماع العربي في رام الله.
لن اتحدث عن اسباب الازمة المالية عند السلطه وان كانت مفتعله ام حقيقية لكن ساكتب عن التخاذل والخلان العربي الرسمي تجاه فلسطين ، ومقدار الهوان الذي لازالت دولنا وحكوماتنا العربية تعيشه رغم نسائم الربيع العربي الذي تمر فيه هذه الدول ، ان الدول العربية عندما تقدم شبكة امان مالية للسلطه هي لا تتمنن على الشعب الفلسطيني و لا تتفضل عليه انما هو واجب على الدول العربية وحكوماتها ان تساند الفلسطينيين بكل الطرق والوسائل المتاحه ، فالدول والحكومات العربية التي تسارع لشراء اندية وفرق و ملاعب وحدائق بمليارات الدولارات في اوروبا وامريكا الاولى بها ان تساند الفلسطينيين وتوفر لهم مقومات الصبر والثبات ، ذلك الفلسطيني المقدسي الذي يهدم بيته من قبل الاحتلال بسبب عدم دفع ترخيص منزله الاولى بحكوماتنا العربية ان تسارع لدعمه ليبقى مزروعا بارض القدس بدلا من ان يقتلع ليبنى بدلا من منزله مستوطنه جديده ليكتمل بها تهويد القدس ، ان المزارع الفلسطيني الذي يسهر ليله و يعمل طول نهاره ليحافظ على زيتوناته الرومية في ارضه فيجيء مستوطن حاقد ليقطع هذه الزيتونات او يحرقها لعله يجعل المزارع الفلسطيني يهرب من ارضه ، هذا المزارع اولى بالدعم العربي كي يثبت ويثبت ويثبت ، ذلك الشاب الفلسطيني الذي تعلم واتنهى دراسته الجامعية بتفوق ولم يجد عملا في فلسطين فقرر الهجرة للخارج هو اولى بالدعم العربي كي يثبت في وطنه ويعمرها بدلا من ان نزيد اعداد النازحين واللاجئين.
لا بد لحكوماتنا العربية ان تعتق نفسها من القرار والهيمنة الامريكيه ، وان تكون مع فلسطين.