رسالة خاطئة من ميدان التحرير المصري للشعب السوري
رسالة خاطئة من ميدان التحرير المصري
للشعب السوري
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
ميدان التحرير المصري الذي كان يزخر بنشاطات السوريين لثورتهم المجيدة أيام الثورة المصرية وحكم العسكر نراه اليوم قد صار غير الميدان ، صور للقاتل السفاح بشار رُفعت منذ أسابيع ، واليوم نحن في احتفالية رأس السنة الميلادية ، - أمام الجامعة العربية ، على مقربة من ميدان التحرير -حضرها لفيف من الفنانين والرياضيين السوريين ، وثوار ومن أبناء الجالية السورية ، رفعوا خلالها أعلام الثورة السورية وأهازيج ثورية ، وشموع أضاءت العتمة حداداً على أرواح ودماء شهداء سورية الذين تجاوز عددهم السبعين ألف شهيد بمذابح ومجازر لم يعرفها التاريخ الإنساني بهذه الوحشية ، ومائة وعشرين ألف معوق إعاقة دائمة ، وما يقارب النصف مليون جريح ، وستة ملايين مهجر مابين في الداخل السوري ، ومليون خارجه بفعل جرائم آل الأسد منذ بدء الثورة ، وأيضا لتكون هذه الوقفة لتذكير العالم والمجتمع الدولي والإنساني بمأساة الشعب السوري ، إلا أن الأمر أغضب كما قال لنا المهاجمون مسئولي ساحة الميدان وبأوامر منهم تم اقتحام الاحتفالية لتخريبها بحجة مقتل أحدهم عصر هذا اليوم ، وكأن وجودنا هناك لنُقيم حفلاً غنائياً ، أو لنتراقص على الدماء ، وكأن رسالتنا غير واضحة بوجود أطفال ونساء وشباب وشيوخ بحالة حداد ، لنؤكد أن ماادعوه حُجّة مُدبرة ومدفوعة الأجر ، وكذلك من ادعوا قتله هو غير صحيح بل هو جريح ، هذا عدا عن احتفالات رأيناها في شوارع القاهرة بمناسبة رأس السنة ، بينما كان وجودنا هناك تجمعاً تعبيرياً ورمزياً ، ليُعطي هذا الميدان انطباعاً مؤسفاً ، وصفه البعض بالفلولية ، وهذا مالم نكن نتمناه ، وقد أعطى هؤلاء رسالة خاطئة ، نتمنى على معتصمي التحرير تفسيرها ، مما أدّى ذلك إلى تدخل الجيش لعدم الاحتكاك ، وانفضاض مئات السوريين متأسفين لما آل إليه حال هذا الميدان.