الإعدام حرقاً لمعاذ الكساسبة رداً على الأبواق التي تقول الحرب ليست حربنا
الإعدام حرقاً لمعاذ الكساسبة
رداً على الأبواق التي تقول الحرب ليست حربنا
مؤمن محمد نديم كويفاتيه
منذ اللحظات الأولى من انطلاق الثورة السورية المباركة ضد نظام الإجرام والقتل الأسدي أعلنها المجرم الأكبر بشار الأسد بأنه سيغرق المنطقة ، وأن لديه أدواته وخلاياه النائمة وأساليبه وعصاباته المدربة على العمل المافوي ، وعلى لسان مفتيه بأنه سيرسل انتحارية لكل دول العالم ، ولن تسلم دولة من جرائمهم الآثمة ، وكل دول العالم تدرك حقيقة هذه العصابة التي تحكم سورية الملطخة أياديها بدماء الناس أياً كان جنسهم ، والغارقة بدماء السوريين ، فهي من أرسلت وأسست فرق الموت في لبنان لاغتيال معارضيها ومن ثم الاستيلاء على لبنان ، وهي من أرسلت فرقاً لتغتال وتقتل في كل من الأردن وفرنسا والعراق وألمانيا ودول عديدة ، وهي من استجلبت العناصر المتطرفة الى سورية ودربتهم في معسكراتها ، ومن ثم أرسلتهم الى العراق لصناعة الحرب الطائفية ، وبعدما فاحت رائحتها النتنة ، وأثناء عودتهم عن طريق سورية اعتقلتهم لتداري فضيحتها ، ومن ثم أطلقتهم مع بدء الثورة السورية بالتنسيق مع نوري المالكي الذي أطلقهم من سجونه تحت دعاوي الفرار ليُنشئوا هذا التنظيم من خلال هؤلاء المُطلقين ليكون وبالاً على الثورة السورية ، وينفذوا كامل مخططاتهم وأولها استهداف ثوارنا ومناطقهم المحررة ، ومن ثمّ قيامهم بكل الأعمال القذرة التي لم يستطع نظام الإجرام الاستمرار فيها بعد الإدانات الدولية ليتولاها داعش ، وأولاها تصفية الصحفيين السوريين والعرب والأجانب وكل من يفكر القدوم لسورية لتغطية مايجري فيها من جرائم بشار الأسد وعصاباته والمليشيات الشيعية الداعشية والحرس الثوري الإيراني ، وكذلك تصفية عمّال الإغاثة والسياسيين ومن يخطر على باله مساعدة الشعب السوري ، والأعمال الإجرامية المنافية لمبادئ الإسلام والإنسانية ومنها مانراه من الذبح والأعمال الشائنة ، وخاصة بثوارنا الذين اعتبروهم مرتدين ، وقاموا على تنفيذ قطع رؤوس محتجزيهم والتمثيل بجثثهم ونشرها على الخلائق بلا وازع ولاضمير وعن طريق داعش تحققت كل رغبات نظام الإجرام التي كان يقوم بها بنفسه ، وآخرها مارأيناه في حرق الأسير الأردني معاذ الكساسبة رحمه الله بطريقة وحشية وبربرية ، لم يُقدم على مثلها إلا عصابات الأسد والمالكي والطائفية الداعشية الشيعية.
وداعش المُسماة بالدولة الإسلامية التي صنعتها الاستخبارات الأسدية والإيرانية والمالكية ، وهي لاتمت الى الإسلام بصلة ، والتي أرادها بشار الأسد أن تكون البديل عن الثوار لإنهاء الثورة مستعطفاً الغرب والعالم كي يكونوا معه على أنه يواجه الإرهاب وليس هو من صنعه ، ورأيناه كيف يقوم بقصف جبهات الثوار كي يُمكن داعش من التقدم ، ولايقوم على قصف داعش ، بل يُخلي لها المعسكرات بما فيها من العتاد والعدّة ليعطيها القوة لاجتياح المناطق المحررة ، تماما كما فعل المالكي بأمر الملالي بالانسحاب من المدن العراقية وما حوته من المعسكرات والعتاد الأمريكي المتطور والذي قدرت أثمانه بالمليارات كي يكون هناك تحالف دولي معه ومع نظام الاجرام الأسدي لإعادة تأهيل المجرم بشار ونظامه الإجرامي ، وإن كان الثمن التضحية بمنصبه كرئيس وزراء سمعاً وطاعة لأمر الولي الفقيه ، مع أن هذا المنصب لم يخرج عن إطار حزبه الطائفي البغيض ، وقد رأينا كيف تعقدت الأمور ، وكيف انّ الرئيس الأمريكي أوباما لايتكلم عن بشار ولاجرائمه ، ولابراميل الموت ، ولاصواريخ البالستية وقنابله العنقودية ، ولاعن استخدامه للكيماوي وقتل عشرات الآلاف تحت التعذيب حتى بلغ ضحاياه من الأبرياء المدنيين السوريين ماتجاوز النصف مليون انسان ، ونصف الشعب السوري صار مابين نازح ولاجئ ، ولاعن تدميره لنصف مباني سورية ومدارسها ومساجدها وكنائسها ، بل فقط عن داعش ، لأن خطة زراعة داعش وصناعتها لم تكن من رأس المالكي وبشار الأسد فقط ، بل برسم الأمريكي والإيراني لصناعة شرق أوسط جديد تكون فيه إيران شرطي المنطقة بتمكينها لحماية مصالح الأمريكيين ، وعلى الجميع السمع والطاعة ، تماماً كما تحدث الملك الأردني عبدالله بن الحسين من قبل عن الهلال الشيعي للإطباق على المنطقة والسيطرة عليها ، بينما هناك مضللون باسم محللون وخبراء استراتيجيون في الخليج وقادة الأزمات يروجون بأن ذلك لن يخيفنا ، فالدول التي فيها الاحتراب حولنا ، ودولنا آمنة بهذا المنطق الأعوج الذي يسود بعض دول الخليج ويصرحون به على الفضائيات ، وهذا والله يُذكرني بأخر عهد الخلافة العباسية ، والناس وعقلائهم يُحذرون من التاتار والمغول ، وابن العلقمي يُطمئن الخليفة اللاهي السكران المنتشي أننا في أمان ، والوضع تحت السيطرة ، ولن يستطيع أحد ان يفكر باجتياز الحدود ، ورأينا فيما بعد مالذي جرى ؟ ومن دفع الأثمان؟
ويأتي هذا العمل الإجرامي البشع بهذه الجريمة النكراء بحرق إنسان وهو حي كرد على الذين يقولون أن لاشأن لنا بما يجري في سورية ، وأن الحرب ليست حربنا ، فتراجع العرب وتقدم بني صفيون بعصاباتهم وجرائمهم وبمن اصطنعوهم ، حتى وصلوا الى عقر معظم دولنا ، ليُعلن اليوم الأردن قراره الجريء على لسان جيشه الذي أكد في بيانه " أن قصاصه سيكون من طواغيت الأرض ومن يشد على أيديهم وسيكونُ انتقامه بحجمِ مصيبةِ الأردنيينَ جميعاً " وأنا باعتقادي بأنه لن يكون ذلك إلا بدعم الجيش السوري الحر وثوارنا لمقاتلة الطواغيت كما جاء في البيان ، وذلك باستهداف القاتل الحقيقي بشار الأسد وعصاباته صانعتهم وأداتهم داعش ، لأقدم أحر التعازي لأسرة الطيار معاذ الكساسبة والى الأردن الحبيب حكومة وشعباً ، والذي تمّ اعدامه حرقاً بصورة مفزعة ومفجعة ، وهي نفس منهجية نظام الاجرام الأسدي في قتل ضحاياه وبطرق أسوأ من ذلك بكثير من الشناعة والهمجية والوحشية والبربرية ، فداعش طفل العصابة الأسدية ، وهو لايُساوي شيء قي بحر جرائمه ، ، وداعش أحد أفرع وأذرع نظام الاجرام الأسدي ، والحرب يجب أن تكون على الصانع أولاً ومن ثم يتم سحق المصنوع اتوماتيكياً ، وبالله المستعان ولاحول ولاقوة إلا بالله.