سلميتنا من ثوابتنا

ولن نحيد عنها

لقد حسم الإخوان المسلمون موقفهم من العنف والإرهاب منذ الفترة الأولى للتأسيس، ومرورا بالمراحل التي مرت بها الجماعة، وتفاعلها مع قضايا الوطن والأمة، وكان من الممكن في أية لحظة في التاريخ الممتلئ بالتنكيل من الحكومات المتعاقبة أن تعطيها المبرر لتغيبر النهج، ولكن أبت الجماعة وقبضت على جمر الحق والتزمت الخط المستقيم والنهج السلمي والنضال المدني والتدافع السياسي والتمسك بآليات الديمقراطية وخيارات الشعب وربت أجيالا عدة على ذلك النهج القويم العظيم لأن ذلك فوق أنه ثابت من ثوابت فهمها فهو مبدأ عقيدي تتعبد به إلى الله تعالى الذي هو غاية سعيها.

وعندما جاءت مرحلة التدافع الجديدة، التي أوجدتها السلطة الإنقلابية في مصر عقب قيامها بإنقلاب عسكري غاشم في 3 يوليو 2013 أقصى سلطة شرعية منتخبة انتخابا حرا شفافا وحل مجالس نيابية جاءت عبر انتخابات شعبية حرة وألغي دستورا أعدته لجنة منتخبة وأقره الشعب المصري بنسبة تقارب الثلثين في استفتاء شعبي شاركت فيه كل القوى والتيارات السياسية بلا إستثناء.

كل هذه الإجراءات قابلته الجماعة برفض شعبي كان مبدأه ومنتهاه هذا الشعار الثابت " سلميتنا أقوى من الرصاص " فظلت حتى اليوم وبعد اليوم متمسكه – قولا وعملا- بالسلمية والمقاومة المدنية السياسية بالرغم من كل ما ارتكبته السلطة الإنقلابية من المجازر البشرية وفي مقدمتها مذبحتا رابعة العدوية والنهضة، وسط حملة شيطنة من إعلام الانقلاب وأذرعه الأمنية والعسكرية، تستهدف دفع المصريين وفي القلب منهم الإخوان المسلمين إلى العنف لتكون الكفة سواء ولكن هيهات.

وعقب مهزلة محكمة مصرية في مقاطعة المنيا الخاصة بقرار إعدام 529 مناهضا للانقلاب بينهم عدد من الإخوان، كان بيان الإخوان مكررا لذات المعاني الداعمة للسلمية حيث قال: "إن غرض الانقلابيين القتلة من مثل هذه الأحكام هو إخراج الثورة المصرية عن سلميتها المبدعة، ولكن هذا لن يكون بإذن الله، وستبقى ثورتنا سلمية، ولن يزيدنا هذا الظلم والبغي والعدوان إلا ثباتًا وصمودًا، وإصرارًا على دحر الانقلاب العسكري الدموي، واستعادة حريتنا وكرامتنا وسيادتنا".

لقد كان خط سلطة الإنقلاب منذ البداية واضحا في ضوء قول قائد الجيش الفريق عبج الفتاح السيسي في 16 يوليو 2013 " أعطوني تفويضا شعبيا لمواجهة الإرهاب المحتمل !" ..

فعقب فشل سلطة الإنقلاب في ايقاف ثورة الشعب المصري ورفضه لكل ما قام به سلطة الإنقلاب في فعاليات سلمية مبهرة بالرغم مما تقوم به الأجهزة الامنية من اعتقال وقتل للمشاركين فيها، جاء المسلسل الجديد في وقوع سلسلة من عمليات التفجير والإرهاب الغامضة وقيام إجهزة أعلام سلكة الإنقلاب بجملة مصاحبة دوما تحاول سريعا إإلصاق تهم الإرهاب والعنف بالإخوان المسلمين دون أي دليل أو إثبات مقدم من سلكات التحقيق والإتهام في الحوادث بل ومع وجود بيانات اعتراف من جهات أخرى تقول السلطات المصرية بأنها هي المرتكبة للحوادث، حتى انتهى الأمر إلى التسارع عبر الإعلان غير القانوني من سلطة الإنقلاب - وليس حتى من القضاء - بأن جماعة الإخوان "إرهابية.

إن الإخوان لا يحتاجون كل دقيقة إلى إعادة التذكير بموقفهم الثابت والاستراتيجي باعتماد النضال السلمي والمدني لاسترداد الثورة ومكتسباتها الديمقراطية وإقرار أهدافها التغييرية بما يحفظ المؤسسات ويحقق السلم الأهلي عبر عدالة حقيقية وتمكين واضح للثورة وإرادة الشعب.