إلى مسؤولي الصفحات الثقافية في الصحافة العراقية
إلى مسؤولي الصفحات الثقافية
في الصحافة العراقية
د. حسين سرمك حسن
بمحبّة إلى الزميل رزاق ابراهيم حسن وبقية مسؤولي الصفحات الثقافية في الصحافة العراقية : إقرأوا ما يُكتب عن صفحاتكم قبل بدء يوم عملكم .
في عدد يوم 27/1/2015 من جريدة الزمان نشر الزميل رزاق ابراهيم حسن مسؤول الصفحات الثقافية في جريدة الزمان مقالة بعنوان "هذه الظاهرة المؤسفة" أشار فيها إلى رسالة وصلته من الكاتب أوس حسن يكشف فيها قيام المدعو "مختار الربيعي" بسرقة مجموعة من القصص الفلسطينية ونشرها في جريدة الزمان . القصص المسروقة حسب الشاعر والكاتب أوس حسن هي ثلاثة : اثنتان سرقهما مختار الربيعي من الراحل غسان كنفاني ، وواحدة من الكاتب والإعلامي الفلسطيني نضال حمد .
وفي عنوان مقالتي هذه أوّلاً دعوة إلى جميع الأخوة مسؤولي الصفحات الثقافية في الصحافة العراقية أن يطّلعوا على ما يُكتب ويُنشر حول صفحاتهم في المواقع والصحف الأخرى قبل أن يبدأوا يوم عملهم . والأمر بسيط لا يكلّفهم أكثر من خمسة دقائق . اكتب اسم جريدتك في حقل البحث من الإنترنت ، ثم نقرة بسيطة ، فيظهر لديك ما يُكتب عن صفحتك . ولو كان لدينا مثل هذا التقليد لاطلّع الزميل رزاق ابراهيم حسن على المقالة التي نشرناها في هذا الموقع وفي أكثر من عشرة مواقع أخر ، وكان عنوانها واضحا فاضحا صارخا وهو :
سرقة أدبيّة جديدة وعجيبة في جريدة "الزمان" :
مختار الربيعي يسرق قصّة كاملة من غسّان كنفاني
هل نحتاج إلى تكبير العنوان ؟ وسوف انشر هذه المقالة كملحق لمقالتي هذه تعميماً للفائدة ، ولاطلع الزميل رزاق على حقيقة أخرى ، وهي أنه ينشر قصائد ومقالات لاشخاص لا يعرفون اللغة العربية منها القصيدة التي ذكرناها في المقالة نفسها . وكل ذلك يأتي ضمن جهودنا الأخوية لمساندة بعضنا البعض من اجل الإرتفاع بمستوى الصفحات الثقافية في صحافتنا أوّلا ، وقطع الطريق على الدخلاء الذين يستسهلون عملية الإبداع المقدس ثانياً ، وفضح السارقين واللصوص ثالثاً .
وبعد أن كشفت سرقة المدعو مختار الربيعي لقصّة الراحل الكبير غسان كنفاني "كعك على الرصيف" بصورة كاملة وكلمة كلمة وحرفا حرفا . عدتُ لأتحقق مما نشره هذا المختار في الزمان من قصص أخرى . فوجدت العجب ، وهو سرقته لكل ما نشره في الجريدة . وقد وضعت النصوص في ملف خاص عنوانه "سرقات مختار الربيعي" لمعالجته في وقت أفرغ فيه من مشاغلي الهائلة . لكن الزميل الشاعر والكاتب "أوس حسن" سبقني بالتفاتة مباركة ، وكشف سرقة مختار الربيعي لثلاث قصص : الأولى التي كشفتها أنا أوّلاً وهي قصّة كعك على الرصيف لغسان كنفاني ، والثانية هي بومة في غرفتي لغسان أيضاً ، والثالثة هي قصة عاصفة في الليل وهي للكاتب والإعلامي الفلسطيني نضال حمد .
فما الذي تبقى في ملفّي عن سرقات مختار الربيعي ؟
لقد تبقّت في ملفّي القصص المسروقة التالية :
(1)قصّة بعنوان "زهرة المخيّم" نشرتها جريدة الزمان لمختار الربيعي يوم 1/11/2014 وهي مسروقة ( نصّاً ) من القاص والإعلامي الفلسطيني نضال حمد ، ونضال اسمه عليه فهو مؤسّس موقع الصفصاف الإلكتروني المقاوم ، وله مجموعة قصصية هي "في حضرة الحنين" .
(2)قصّة بعنوان "شىء لا يذهب" نشرتها جريدة الزمان لمختار الربيعي يوم 22/11/2015 ، وهي مسروقة ( نصّاً ) من الراحل الكبير غسان كنفاني من مجموعته "موت سرير" .
(3)قصّة قصيرة بعنوان "في جنازتي" نشرتها جريدة الزمان لمختار الربيعي يوم 13/10/2014 ، وهي مسروقة من غسان كنفاني أيضاً ومن المجموعة نفسها .
(4)قصّة قصيرة بعنوان "الوليد تلاطفه الملائكة" نشرتها جريدة الزمان لمختار الربيعي يوم 14/8/2014 ، وهذه لها حكاية ، حيث سبّت لي تعباً كبيراً . فلأنني أؤمن بأن السارق مرة واحدة سارق في كلّ المرّات على قاعدة الحكمة المعروفة الخائن مرة واحدة خائن لكل المرّات ، فقد بحثتُ عن المصدر الذي سطا عليه مختار الربيعي فلم أجده إلّا بعد عناء وذلك في كتاب للمترجم الدكتور "أحمد الخميسي" عنوانه "رائحة الخبز" ضمّ خمس عشرة قصة مترجمة عن الروسيّة منها قصّة عنوانها "كان بكاؤك في الحلم مريراً" لواحد من عمالقة القص الروسي – الثاني بعد تشخيوف كما يعدّه االخميسي بحق - وهو "يوري كازاكوف" الذي كان أدبه ممنوعاً من التداول أيام السلطات السوفيتية القمعية السابقة . هذه القصّة هي واحدة من أعاظم القصص القصيرة التي قرأتها في حياتي ، وما قام به مختار الربيعي هو ليس سرقتها فحسب ، بل تشويهها ؛ تشويه هذه القصّة العظيمة !! حيث اقتطع منها ثلاث صفحات من مجموع خمس عشرة صفحة ، وما يُحسب لمختار هو أنّه غيّر اسم نهر " ياسنوشكا " الروسي إلى نهر "دجلة" – تعب هواي ! - . لكنّه لم ينقل بعض الكلمات بصورة صحيحة – يجوز بصره ضعيف ! - حيث حوّل تناغي إلى تناخي وتترنّم إلى ترتغم وغيرها الكثير ..
وهنا يثور سؤال هل يقرأ مسؤولو الصفحات الثقافية ما يردهم من نتاجات أم ينشرونها لملء الفراغ من ناحية ، و "على الثقة " كما يرد في التعبير الشعبي من ناحية أخرى .
وتحديداً أسأل زميلي العزيز "رزاق ابراهيم حسن" : هل يعيش مختار الربيعي في منطقة عراقية تهبط فيها الثلوج باستمرارا ويأخذ طفله الصغير للنزهة على الزلاجة في الغابات البيض تحت ندف الثلوج المنهمرة ؟!
ويبقى أمر آخر هو أنّ مقالة الزميل رزاق "هذه الظاهرة المؤسفة" موجودة في الجريدة ، لكنها غير محفوظة في أرشيف الجريدة حيث لا تظهر لا باسمه ولا يالعنوان ، فأرجو أن يقوم بحفظها للتوثيق وذلك لأهميتها .
ملحق :
سرقة أدبيّة جديدة وعجيبة في جريدة "الزمان" :
مختار الربيعي يسرق قصّة كاملة من غسّان كنفاني
------------------------------------------------
د. حسين سرمك حسن
بغداد المحروسة – 30/12/2014
في موقع "الناقد العراقي" (فقط) تابعتُ نشر ست حالات من السرقة الأدبية التي أُثبتت بالأدلة القاطعة وهي :
1-مقالة الأستاذ "ناظم السعود" : (الكشف عن تفاصيل سرقة أدبية مخجلة : رياض النجار يسطو على ضيف الله و (بنات الرياض)!) التي نُشرت في موقع الناقد العراقي بتاريخ 26/12/2912 ، وكشف فيها قيام المدعو "رياض النجار" بسرقة دراسة للناقد الجزائري الأستاذ "بشير ضيف الله" عن رواية "بنات الرياض" للروائية السعودية "رجاء الصانع" .
2-قيام الدكتور "عصام المحمود كشمولة" بسرقة مقال ( قراءة في فكر العالم النفسي فخري الدباغ ) للأديب والناقد العراقي الأستاذ مهدي شاكر العبيدي ، والتي كشفها الأستاذ "رمزي العبيدي" في مقالة نُشرت في موقع الناقد العراقي يوم 27/3/2011.
3-السرقة التي كشفها الناقد الدكتور "علي داخل" بقيام المدعو "نبيل الجابري" بسرقة مقالة كاملة من أطروحة الباحث الدكتور "سرور عبد الرحمن" (قصيدة النثر في الأدب العربي، الجهود الرائدة في العراق وسوريا ولبنان) ، ونشرت تفاصل السرقة في موقع الناقد العراقي في 7/1/2013 .
4-سرقات الناقد السوري "عصام شرتح" التي كشفتها مقالة الأستاذ "أحمد محمد ويس" المعنونة بـ (قراصنة الفكر وحقوق المؤلف فصول مـن ســـــرقات ســــــارق (سرقات عصام شرتح) والمنشورة في موقع الناقد العراقي في 25/11/2011 .
5- وهناك فضيحة السرقة التي قام بها "خالد العزب المصري" والتي سطا فيها على قسم من كتاب العلامة العراقي الراحل "ميخائيل عوّاد" : “صورة مشرقة مِن حضارة بغداد في العصر العباسي” وهي منشورة في موقع الناقد العراقي يوم 5/4/2013.
6-سلسلة مقالات كاتب السطور التي كشف فيها سرقة كتاب كامل من قبل الكاتب "علي المسعود" والتي نُشرت في الموقع قبل أسابيع .
الآن تأتي سرقة لا أدري ماذا اسمّيها فعليّاً ، سرقة توقّفتُ أمامها طويلاً لأنّها تحمل جسارة غريبة تجعلك ترجع لتتأكّد من الأشياء المؤكّدة . فقد قرأتُ في جريدة الزمان (عدد يوم 8 كانون الأول 2014) – ملحق "ألف ياء" – قصّة عنوانها : "كعك على الرصيف" لكاتب اسمه "مختار الربيعي" . كنتُ قد قرأتُ هذه القصّة مراراً من قبل وأثّرت في روحي كثيراً وانزرعت في ذهني .
لم اًصدّق أوّل الأمر ما قرأته ، وتركت الصحيفة جانباً ، وانشغلتُ بعملي . توقّعتُ أن الكثيرين من الأدباء – خصوصاً من كتًاب القصّة – سوف يكتشفون هذا الأمر وتنهال الرسائل المقرّعة على جريدة الزمان تفضح السرقة وتدينها . ولكن لم يصدر أيّ ردً ولم أقرأ – حسب اطلاعي المتواضع – أيّ تعليق أو إدانة .
ما الذي حصل لحساسيتنا النقديّة ؟
القصّة المسروقة التي سطا عليها "مختار الربيعي" هي قصّة كاملة بنفس العنوان وكلمة كلمة وحرفاً حرفاً للمبدع الفلسطيني الكبير الراحل "غسان كنفاني" .
فهل هذا معقول ؟
القصّة تجدها في عشرات المواقع الأدبية ، وهي شائعة ومعروفة كواحدة من اروع نتاجات القصّ الفلسطيني . كما تحوّلت إلى فيلم من إخراج ومونتاج وتصوير "محي الجيوسي" ، والفيلم موجود في عشرات المواقع أيضاً !
فما هذه الجسارة ؟
السرّاق يتفنّنون في إخفاء مقاطع نقديّة أو أبيات شعريّة مسروقة وتمويهها ، أمّا الآن فالسرقة تتم بسلب نص كامل من إحدى عشرة صفحة من مجموعة غسّان كنفاني الأصلية : "موت سرير رقم 12" .
فهل هي غلطة إخراجيّة مثلاً أن يخطأ مسؤول الصفحة - لسبب ما - فيضع اسم مختار الربيعي بدلاً من اسم غسان كنفاني ؟
ثمّ سألتُ نفسي أليس من المفروض أن يتأكّد مسؤول الملحق الثقافي من النصوص قبل نشرها ؟
سيقول البعض إنّ المسؤول لا وقت لديه وهو يقرأ الكثير من النصوص . طيّب ، هو مسؤول ملحق ، فما هو شغله غير قراءة النصوص التي ينشرها في الملحق ؟
لكنّ أخي – وهو أستاذ جامعي - الذي كنت أناقشه حول مسؤوليّة مسؤول الملحق خفّف من دهشتي وغضبي حين قال لي ملاحظة لا تقل أهمّية وخطورة ، وتكشف أن بعض مسؤولي الصفحات الثقافية يريدون ملء فراغات الصفحات بأي طريق ومن دون تدقيق .
وعندما سألته " كيف ؟
قال انظر إلى نفس الصفحة التي فيها القصّة المسروقة ستجد "قصيدة" لكاتب اسمه مناف العبيدي عنوانها : "أوسكار وعشقي والنار الأزلية" ، واقرأ البيت الأوّل منها لكي تهدأ . وفعلاً صُدمتُ لأنّ ملحقاً ثقافياً مهماً لجريدة معروفة ورصينة مثل جريدة "الزمان" تنشر قصيدة البيت الأوّل منها يقول :
(منذُ أن رأيت عيناها)