حول اجتماع القاهرة ومحاولة الالتفاف على التمثيل الشرعي للشعب السوري
بيان "التجمع الوطني السوري" حول اجتماع القاهرة
ومحاولة الالتفاف على التمثيل الشرعي للشعب السوري
تكاثرت في الأشهر الأخيرة المبادرات حول المسألة السورية، فمن مبادرة "دي مستورا" إلى مبادرة موسكو، فالقاهرة، التي تبدأ اليوم في الثاني والعشرين من كانون ثاني/يناير، بدعوة من إحدى الهيئات ذات الصلة بوزارة الخارجية المصرية.
ولأنه تمت تغطية مبادرتي دي مستورا وموسكو بمواقف نقدية كثيرة تتفق وآراء "التجمع الوطني السوري"، فإننا سنركز أنظارنا على مبادرة القاهرة، التي تشترك مع المبادرتين سالفتي الذكر في عيبين جوهريين: الأول منهما يتعلق بالقفز عن وثيقة جنيف1 والحل السياسي الذي وافق أعضاء مجلس الأمن دائمي العضوية على أن يطبق بواسطة "هيئة حكم انتقالية" كاملة الصلاحيات تقوم برضا الطرفين، وتنقل سورية، بضمانة المجلس، إلى نظام تعددي ديمقراطي يقوم على أنقاض نظامها الاستبدادي الحالي.
أما العيب الثاني، فيتصل بالائتلاف الوطني كممثل سياسي شرعي للسوريين، نال اعتراف نحو مائة وعشرين دولة، وتتعامل معه جميع هيئات ومؤسسات الشرعية الدولية، وينفرد بين جميع أطراف المعارضة بالحضور والعمل على سائر جبهات الصراع ضد النظام، ويعتبر مصير الثورة مرتبطا به وبأنشطته وخياراته وسياساته في المجالات السياسية والعسكرية.
كي لا نطيل، تتجاوز مبادرة القاهرة وثيقة جنيف وقرارات مجلس الأمن، التي كنا ننتظر أن يكون البحث في تطبيقها ونيل الإجماع على أسسها وسبلها موضوعها الوحيد، لكننا فوجئنا في "التجمع" بذهاب اللقاء إلى معارج لا تخدم القضية السورية، أو وحدة مواقف المعارضة، أو تطبيق حل جنيف السياسي الذي يحظى بقبول وطني سوري عام.
وأثار استغرابنا قصر تمثيل مكونات الائتلاف على طرف واحد، ومنع تأشيرة الدخول إلى مصر عن أحد مبعوثي رئيس الائتلاف الشخصيين، والقفز عن المسائل المهمة التي تطرح نفسها على العمل الوطني اليوم، وتجميع عدد متنافر من المدعوين لعقد "لقاء تشاوري " دون أي إعداد أو تحضير، لن ينجم عنه غير المزيد من الانقسام والتبعثر في صف وطني كنا نتوقع أن يكون حسن انتقاء ممثليه، وتحديد موضوعات مداولاته، وتقريب وجهات نظر أطرافه أول واجباته، في هذا الظرف الحساس الذي نعيشه.
وللعلم، فإن "التجمع الوطني السوري" يعتقد أن هيئة التنسيق لن تخرج رابحة من لقاء كهذا، وهو يلفت نظر قادتها، وخاصة منهم الاخ حسن عبد العظيم، إلى أن وحدة الموقف المعارض، إما أن تكون مع الائتلاف أو أنها لن تكون، وأن أكذوبة ازدواجية التمثيل بين الائتلاف والهيئة فخ يُراد به تدمير مؤسسات العمل الوطني والديمقراطي والقضاء النهائي على الثورة.
يتعرض الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لعملية تهميش، تفقده موقعه كقائد للعمل الوطني وحاضن للقسم الأكبر من القوى السياسية والعسكرية المدنية والديمقراطية.
ويعتقد "التجمع الوطني السوري" أن للتهميش هدفا محددا هو تقويض التمثيل السياسي للسوريين، المعترف به دوليا، وسحب هذه الورقة الاستراتيجية الهامة من المعارضة، لما يترتب عليها من التزامات دولية وعربية وإقليمية تجاه الثورة، واعتراف من الشرعية الدولية ومعظم الفاعلين الدوليين بأن سورية ذاهبة إلى ما بعد نظام الاستبداد الأسدي.
يتجاهل لقاء القاهرة هذه الحقيقة التي يعتقد "التجمع" أنها يجب أن تكون مصلحة وطنية عليا بالنسبة إلى جميع أطراف المعارضة الوطنية، بما في ذلك هيئة التنسيق، رغم إدراكه لما شاب عمل الائتلاف وتمثيله من نواقص وعيوب.
لن يخدم لقاءُ القاهرة شعبَنا السوري، لأنه يتجاهل الموضوع الوحيد الذي تطرحه على العمل الوطني إمكانية انعقاد مؤتمر جديد للسلام والتسوية السياسية في بلادنا: ألا وهو تحديد أسس وسبل تطبيق وثيقة جنيف1 نصا وروحا. كما يتجاهل الائتلاف كممثل سياسي للشعب السوري، وكحاضن لقطاعات واسعة ووازنة من المعارضة داخل وطننا وخارجه، سترفض ما سينتج عنه من انقسامات وخلافات.
ويبقى "التجمع الوطني السوري" مصمما على النضال من أجل إبقاء يد الائتلاف ممدودة إلى مختلف أطياف المعارضة، ويبقى واثقا من أن الوطنيين السوريين لن يفرطوا بحقوق قررها جنيف1 لشعبهم، وبائتلاف يمثلهم، ولا بد أن يحظى بكامل دعمهم كي ينتصر نضالهم من أجل الحرية والعدالة والمساواة والكرامة.
التجمع الوطني السوري
22 كانون ثاني/ يناير 2015