مرحبا بك أيها الأبيض
مصطفى العلي
مرحبا بك أيها الثلج أتيتنا تُلبس الكون حلّة موحّدة من لون أبيض كالحليب بعد أن مزق الزمهرير ثيابه وتركه عاريا لايستر جسده المقرور شيء
لونك الأبيض الناصع هو لون الفطرة, لون ثياب الولادة ولون ثياب الرحيل وهو أيضا لون أرض المحشر بيضاء مستوية كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا لمنظرك الرائع ! تأتينا من رحم الغيمة تهطل على الأرض أسراباً من فَراش أبيض, جيوشٌا من نتف قطن تتراقص على كف الريح , نثرٌا من حبوب بوشار تلقي بها السماء الرحيمة على الأرض المكتئبة حباتٍ من فرح.....
- ما الذي يجري كيف يحصل ما يحصل!؟
-أهي غربال جبارة ! ؟أم أنها محلجة قطن هائلة نصبت بين السماء والأرض !؟ أم أنه غزل بنات الغيمات يغزلنه وينثرنه في كل الإتجاهات هدايا بهجة ومرح!؟
أنت صلة رحم من السماء للأرض يفرح بك أهلها فيجتمعون يصلون ما بينهم يلتئمون في حميمية رائعة حيث تسيل حول مواقدهم آلاف الذكريات الطيبة والقصص الدافئة يرويها الأجداد للأحفاد.
لونك كلون قلب المؤمن لا يعرف غلّا ولا ضغينة أحوج نحن اليوم ما نكون لهذه التذكرة فلا تحملنا قسوة الطغاة علينا أن نقسو على إخواننا بل نكون في حاجة بعضنا نقيل عثرةً , نؤمّن خائفا , نضمّد قلبا مكلوما أو نجبر خاطرا مكسورا
أنت فأل خير لنا فلونك الأبيض لون الفرح والفرج .
فلعلك تحمل لنا بشارة فرج بزوال الضيق والكرب والحرج عن صدر هذه الأمة التي طالت عليها الغمة .
وبالرغم من أن البرد والصقيع هم من بعض حاشيتك والصقيع هو أحد علامات الموت إلاّ أنه الموت الذي تنبثق من قلبه الحياة. أما يقولون عندنا يذوب الثلج ويبين المرج)!؟
يقولون إن صقيعك يقتل حشرات الأرض وهو فأل جميل آخر لنا أن نقضي على حشرات تداعت علينا من كل فجاج الأرض ويومئذ نحيا حياة نظيفة كريمة في وطن حر نظيف جميل مثلك أيها الثلج.