لاجئون في قبضة الشتاء
مركز أمية:
تقرير: إبراهيم الشمالي- سوريا/ فادي شامية – لبنان/ فهد صليبي – الأردن
8-1-2014
على مدى السنوات الأربعة الماضية من عمر الثورة السورية؛ لم يكن قصف النظام السوري وسياسته الممنهجة في تدمير البنى التحتية والمرافق السكنية؛ هو السبب الوحيد في معاناة السوريين، بل ظروف الحياة القاسية -وخصوصاً في فصل الشتاء- كان لها دور أيضاً في تأزم تلك المعاناة ومفاقمتها.
ما يزيد عن 10 مخيمات ضمن الأراضي السورية على الشريط الحدودي مع تركيا تعاني هذه الأيام
ومنذ اليوم الأول للعاصفة التي بدأت مساء يوم الاثنين 5-1-2015 اعتلت أصوات المناشدات والتحذيرات من العواقب، وخصوصاً على الأطفال الذين لا يستطيعون مقاومة هذه الظروف القاسية، حيث اقتلعت الرياح ما يقارب 10 خيام في مخيم "أطمة "وغمرت المياه والانهيارات الطينية ما يقارب 50 خيمة.
أما في لبنان؛ حيث للجوء طعم آخر؛ فقد تجلت المأساة الأكبر في بلدة عرسال(Arsal). هناك في تلك البلدة الوادعة بين الجبال لا سبيل للتنقل الحر، تحت طائلة الاعتقال أو الموت. البرد شديد ووسائل التدفئة قليلة، ولا سبيل لدخول المؤسسات الإغاثية منذ المعارك الأخيرة بين بعض المجموعات السورية المسلحة والجيش اللبناني.
وفي مخيم "الزعتري" (Zaatari) في الأردن، والذي يعتبر من أكبر المخيمات للاجئين السوريين في دول الجوار، حيث يضم ما يقارب 150 ألف نازح سوري يعانون كسابقيهم أوضاعاً قاسية، خصوصاً مع عددهم الكبير مقارنة بالخدمات والمساعدات التي تُقدم لهم، حيث تعرض هذا المخيم لعواصف رملية مع هبوب رياح العاصفة -كونه في منطقة صحراوية- تسمى منطقة المفرق (Mafraq) شمال الأردن، الأمر الذي أدى لاقتلاع العديد من الخيام.
وهناك العديد من مخيمات اللجوء في الداخل السوري تعيش نفس المأساة ومنها مخيم الأمل(Amal) في هضبة الجولان ومخيم عابدين(Abdeen) في ريف إدلب الجنوبي.
يذكر أن ما يقارب 6 مليون نازح داخل الأراضي السورية و3,2 مليون لاجىء سوري خارج الأراضي السورية في دول الجوار وذلك حسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ؛ كل هؤلاء يعانون من ظروف صعبة للغاية، والجميع يسأل؛ كم من الزمن سيمضي بعد حتى نتمكن من العيش كما باقي البشر؟!