عاشت الوحدة العربيّة!
عاشت الوحدة العربيّة!
عارف الصادق
رجال السياسة العرب في موقف لا يحسدون عليه فعلا. رفع نسبة الحسم في الكنيست غايتها سافلة طبعا. يريدون "بالقانون" إبعاد العرب عن الكنيست. السارق لا يحبّ العمل إلا في العتمة. لا يريدون في الكنيست شاهدا على ما يحيكون من مؤامرات "قانونية"، ضدّ العرب وضدّ الديمقراطيّة في ظهرهم.
لكن الجاهل عادة يعمل ضدّ مصلحته. واليمين الإسرائيلي المتطرّف جاهل وغبي. لا يتحمّل حتى ورقة التوت الديمقراطية. لا يضيره كشف عورته للقاصي والداني. هذه هي مواقفه عادة. ألا يغضب اليمين دائما من الرياء الأميركي، فيدعو مكابرا إلى اتّخاذ خطوات تزعل السيّد وراء البحار؟
في مواقف سياسيّة كثيرة ، ولا أرغب في الاستطراد وإيراد الأمثلة المتواترة، آنيّا وتاريخيّا، من مصلحتنا نحن العرب أن يمزّق اليمين القناع عن الوجه الشائه، فيتصرّف السادة وفق مطامعهم وجنونهم. نعم، من باب اشتدّي أزمة تنفرجي. هل العيش، في ظلّ أبو مازن، عبدا للمساعدات الأميركيّة والضرائب التي تجمعها له إسرائيل، في مصلحة الشعب الفلسطيني وطموحاته؟!
الأمر نفسه يقال عن تمثيل عربي في الكنيست. في الماضي كانت الحكومة الرشيدة تصنع عربها بيدها. ليمثّلوا العرب في الكنيست، ويخدموا مصلحة سيّدهم، صانعهم ووليّ نعمتهم. اليوم اختلف الأمر طبعا. جميع أعضاء الكنيست العرب ضدّ السلطة. لكنّهم، كما يعرف الجميع، لا وزن لهم في الكنيست، لا من قريب ولا من بعيد. القرارات تتّخذ سواء وافقوا أو عارضوا. هل يمكنهم تمرير قرار واحد في الكنيست لا يعجب الأحزاب الصهيونيّة، من في الحكم، ومن في المعارضة؟ وبقاؤهم في الكنيست برهان ساطع على الديمقراطيّة الوحيدة في الشرق الأوسط. لم يعد لهم وظيفة في الداخل، لكن وظيفتهم في الخارج، في أوربا وأميركا هي هي، كما كانت، لم تتغيّر ولم تتبدّل، صدّقوني !
آخر خبر قرأته أن رجل السياسة المخضرم، أفروم بورغ، رئيس الكنيست السابق ورئيس الوكالة اليهوديّة السابق، شارك في اجتماع مجلس الجبهة في الناصرة. شارك السيّد بورغ في الناصرة، أمس السبت، بصفته "مندوبا وعضو حزب"، على ذمة جاكي خوري، فاستقبل بالتصفيق الحادّ. الجبهة غدت الملجأ الدافئ الوحيد. سبحان
مغيّر الأحوال، الجبهة الديمقراطيّة ما غيرها ؟!
على كلّ حال، دعوني أتنبّأ، في غياب الأنبياء والعرّافين، في عصرنا هذا. القوائم العربيّة كلّها ستتوحّد، لأنّ الكنيست، في آخر الأمر، هي غاية لا واسطة. والسيّد بركة سيكون في القائمة المشتركة، لأنّ خبرته الطويلة لا تستبدّل ولا تعوّض. وفي هذه الظروف الدقيقة بالذات.
النضال ضدّ السلطة الظالمة مهمّ، لكنّ الوصول إلى ساحة النضال المريرة، في الكنيست، أهمّ طبعا. مرحى للوحدة العربيّة. مرحى للقائمة المشتركة. يسقط المشكّكون، يسقط الانعزاليّون، أعداء السلام والديمقراطيّة!