هل السبسي قادر على تحقيق وعوده كرئيس للجمهورية الثانية ؟
هل السبسي قادر على تحقيق وعوده
كرئيس للجمهورية الثانية ؟
رضا سالم الصامت
أدى الباجي قائد السبسي (88 عاما) اليمين الدستورية أمس امام مجلس النواب ليصبح اول رئيس يفوز في انتخابات ديمقراطية في تاريخ تونس بعد اربع سنوات على الثورة التي اطلقت ما سمي بالربيع العربي
واقسم قائد السبسي في رحاب مجلس نواب الشعب،على الحفاظ على استقلال تونس وحماية سيادتها ووحدتها وعلى احترام الدستور والسهر على حماية مصالحها. وقال قائد السبسي بعد ذلك في خطاب قصير «بصفتي رئيسا للدولة اتعهد بان اكون رئيسا لكل التونسيين والتونسيات وان اكون ضامنا للوحدة الوطنية. واكد انه لا مستقبل لتونس بدون توافق بين الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني. واضاف لا مستقبل لتونس بدون مصالحة وطنية.
وفاز الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب نداء تونس المعارض للاسلاميين في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 21 من كانون الاول 2014 بحصوله على 55,68 بالمئة من الاصوات على منافسه الرئيس المنتهية ولايته محمد المنصف المرزوقي (69 عاما) الذي حصل على 44,32 بالمئة من اصوات الناخبين
وفي القصر الرئاسي بقرطاج التقى الرجلان ليستلم قائد السبسي رسميا منصبه. وبعدها غادر المرزوقي القصر الرئاسي. وبهذا اصبح قائد السبسي اول رئيس منتخب بشكل حر وديمقراطي في تاريخ تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956. وقرر المرزوقي التنازل عن الهدايا التي تلقاها من رؤساء وملوك الدول خلال توليه قيادة المرحلة الانتقالية للبلاد عقب اندلاع ثورة الحرية و الكرامة التي اطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي
هذا وينتظر الشعب التونسي من الرئيس السبسي تحقيق وعوده، حيث أنه كان قد تعهد بأن يكون رئيسا لكل التونسيين بعد انتخابه أول رئيس للجمهورية الثانية ووعد بإعادة هيبة الدولة وإنقاذ البلاد من الأزمة الخانقة التي تعيشها على أكثر من مستوى عقب فوزه في جولة الإعادة
ويبقى أيضا امتحان التشغيل والتنمية من أصعب الامتحانات التي سيخوضها السبسي وحكومته خاصة أن ثورة 14 يناير 2011 بدأت برفع هذين الشعارين حين دعا الشباب إلى التشغيل والمساواة بين الجهات على مستوى التنمية
وان مكافحة الإرهاب والملفات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، تتطلب سرعة الحسم باعتبارها لا تحتمل التأجيل خاصة أنها استحقاقات كبرى لا شك أنها تتطلب من الرئيس الجديد الاستنجاد بكل قدراته ومهاراته لحسمها بسرعة
ويرى المراقبون السياسيون أن السبسي يطمح لتشكيل حكومة تحظى بأكبر دعم ممكن من الفرقاء السياسيين ومن القوى الممثلة في البرلمان، لضمان تجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد من دون عراقيل توضع في طريقها من حركة النهضة وحلفائها. و لكن يبقى سؤال مطروح هل السبسي قادر على تحقيق وعوده كرئيس للجمهورية الثانية ؟ هذا ما يأمل اليه شعب تونس الأبي.