فساد الأدوية وإنتشار الأوبئة يزيد من أنين السوريين
فساد الأدوية وإنتشار الأوبئة
يزيد من أنين السوريين
المركز الصحفي السوري
لم يترك “نظام الأسد” أي طريقة أو فرصة في إلحاق الأذى بالشعب السوري ومحاولة إسكاته ضد الإستبداد الذي يمارسه على المواطنين خلال الثورة على نظامه، وخاصتاً استهدافه للمشافي والنقاط الطبية.
ولقد تأثر الواقع الطبي بشكل مباشر ما أدى لاستنفاذ المستودعات الحاوية للمواد الطبية، فقد ظهرت الحاجة لأبسط المواد الطبية و نقص حاد في الأدوية لا سيما مع تزايد وتيرة القصف واستهداف المشافي والنقط الطبية.
حيث أعلنت ممثلة “منظمة الصحة العالمية إليزابيث” في مقابلة لوكالة “رويترز” إن الانخفاض الشديد في معدلات التلقيح من 90 في المئة قبل الحرب إلى 52 في المئة هذا العام، وتلوث المياه أضافا المزيد إلى ويلات السوريين وتسببا في انتشار التيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي، ولفتت الإنتباه إلى تسجيل أكثر من 6500 حالة تيفوئيد هذا العام في أنحاء سوريا، فضلاً عن 4200 حالة حصبة وهو المرض الأكثر فتكاً بالأطفال في سوريا.
كما سجلت حالة إصابة واحدة بشلل الأطفال في العام 2014 بعد حملة تطعيم، غير أن أمراضاً جديدة ظهرت على الساحة مثل داء “النغف” وهو مرض مداري ينتقل عبر الذباب ويعرف أيضا بمرض الدودة الحلزونية مع تسجيل عشر حالات في ريف دمشق.
وأفاد الطبيب “محمد” أحد الأطباء العاملين في النقطة الطبية في ريف إدلب الجنوبي، قائلاً تتوافد كل يوم على المركز الطبي عشرات المرضى ولايوجد سوى ثلاثة أطباء يعملون في المركز، ونعاني من نقص في الكوادر الطبية، ونقص كبير في الأدوية واللقاحات لاسيما لقاحات ضد الحصبة وشلل الأطفال والنكاف وفي الآونة الأخيرة انتشرت أمراض كثيرة “كالجرب والتيفوئيد والتهاب الكبد الفيروسي الوبائي” نتيجة الإختلاط السكاني وتلوث الأغذية، والسكن في الأقبية و المغاور، وانتشار القمامة والنفايات في الشوارع والساحات العامة وأمام المنازل، واستعمال الأحطاب في التدفئة الذي يسبب حساسية في الطرق التنفسية العلوية والسفلية لاسيما عند الأطفال.
ومن ناحية أخرى هناك معاناة ثانية، في فقدان العديد من أصناف الأدوية في الصيدليات وارتفاع ثمنها، حيث أفادنا الصيدلاني “سليم” قائلاً هناك إرتفاع كبير في ثمن الأدوية حيث أقل وصفة طبية قيمتها بين 300 و 400 ليرة سورية والوصفة المتوسطة حوالي 100 ليرة، ناهيك عن فقدان الكثير من الأصناف المهمة منها مثل أدوية الضغط والسكري، فيطر المريض لإستعمال دواء بديل أقل جودة يمكن أن يسد محل الدواء الوصلي مما يؤدي إلى تدهور استقرار الحالة المرضية الخاصة به.
وبسبب إرتفاع ثمن الأدوية يطر الناس من إستعمال الأدوية “التركية” لأن سعرها أقل، ولم يلاحظ أحد من المرضى إستجتاب على هذه الأدوية، وهذا يطرح سؤالاً؟ هل الأدوية “التركية” ليست ذات جودة فعلاً! أم أن من يوردها إلى المناطق المحررة يختار الأصناف الكاسدة منها.
وهناك الكثير من الأدوية المغشوشة، وباتت الأدوية السورية لا تعطي نفس مفعولها القديم، ربما بسبب التلاعب بمقادير المواد الفعالة وغياب الرقابة، كما أن بعض الأدوية التي تفقد من معاملها فيقوم بعض المحتالين بتعبئة عبوات مشابهة للعبوات الأصلية بمواد غير فعالة أو تقليد، مثل مستحضر “الميدرالين”(نقط فموية للأطفال) ومحلول “بيتاسيرك” لمعالجة صدف فروة الرأس وغيرها الكثير.
وقد اتهمت بعض الشركات العراقية بتصنيع أدوية بنفس إسم المستحضرات السورية، واتهمت هذه المستحضرات بآثار جانبية قاتلة، ناهيك عن الأدوية التي دخلت الأراضي المحررة، أحياناً يقال أنها “هندية أو صينية أو مصرية” أو من دون ذكر المنشأ، وهي تجارة عالمية يمارسها بعض المجرمين في ظل الفوضى وغياب الرقابة والوعي الصحي.
ويذكر أن العديد من الشركات الدوائية السورية أغلقت أو توقفت عن العمل، كما أن عدد منها انتقل إلى محافظات أخرى أكثر استقراراً.