لا داعي لعقد المؤتمر الحركي العام

لا داعي لعقد المؤتمر الحركي العام

مادامت الأمور قد حسمت

م. سميح خلف

لا داعي لعقد المؤتمر الحركي العام ما دامت الأمور تفتقر إلى التجديد والبحث من جديد في المسارات واذا كان قد استبعد من برنامج هذا المؤتمر مبدأ المحاسبة والتقييم لمراحل النضال الوطني الفلسطيني ، الفتحاويين ليسوا بحاجة إلى مؤتمر ينصب الخطأ ويكرس الفساد وعلى حسب المثل القائل (حاميها حرميها ) فماذا ينتظر الشعب الفلسطيني والفتحاويين من هذا المؤتمر الذي روعي َ فيه مبدأ المحاصصة الداخلية والبعد كل البعد عن نظرة جدية لقيادة عجوز وعاجزة عن تلبية متطلبات وشروط المرحلة ، قيادة أفرزت المهانة والذل للحركيين قبل والشعب الفلسطيني من قبلهم باستثناء بعض القيادات الشريفة في اللجنة المركزية والمجلس الثوري التي لا حول لها ولا قوة .

وإذا كانت اللجنة التحيرية للمؤتمر العام الحركي التي تعقد جلساتها في عمان منذ أكثر من عام ذهاباً وايابا ً اتفقت على تقليص عدد الحضور المزمع عقده كما أوصى المجلس الثوري في تاريخ نهايته أيلول 2008 فإن هذا التقليص لأعضاء المؤتمر والذي أقر  كما أوردت الأنباء 1500 عضو في حين أن التقديرات لانعقاد مؤتمر فاعل وقوي يتجاوز عدد الحضور 3500 كادر في حركة فتح وهذا يخدم ما يسمى الحرس القديم على حساب الحرس الجديد في حين أن فتح لا تحتاج مثل هذه التصنيفات بل تحتاج وقفات موضوعية ونضالية وعلمية في الانحياز لمبدئ الانطلافة وفكرها وأدبياتها فليس الحرس القديم هو من أضر بحركة فتح فقط فبالقطع أن الحرس القديم وتيار الفساد توالد كالأرانب من خلال قيادات في الأقاليم هناك فصل بينها وبين التجربة الفتحاوية أصلا وتاريخها وأدبياتها تلك القيادات التي توالدت بنمو تيار أوسلو ووصولها إلى سلطة تحت الاحتلال وبالتالي تلك القيادات تربت وترعرعت على النفس السياسي والأمني الذي نما في عهد سلطة أوسلو ، ومن خلال الرؤية المزاجية ونظرة الحصحصة لاصحاب القرار الحركي في التعبئة والتنظيم يمكن الحكم على هذا المؤتمر بأنه لم يضيف جديدا ً لمسيرة حركة فتح ولن يعطي أي مؤشر أو أمل في عملية الاصلاح البرمجي السياسي والأمني والوطني ناهيك على أن كثير من اعضاء هذه اللجنة مطلوب تقديمهم للمسألة الوطنية والحركية قبل غيرهم إذا ماذا ستفرز هذه القيادة من خيارات يمكن أن تعطي وجه أخر معاكس لقيادات الفساد والترهل والمحسوبية والفئوية ، واقع رديئ لا ينتج عنه إلا مزيد من الرداءة والانحلال ومنظور الدكتاتورية تعتقد أنها  هبطت من السماء وغير قابلة للنقد او المحاسبة ."دستور يا صحاب المطرح"

ولفت نظري رسالة موجهة لأبو مازن وقريع وأبو اللطف وأبو ماهر محمد غنيم من تنظيم رومانيا ، شيء مضحك وشر البلية ما يضحك تنظيم رومانيا وبناء على المساحة الفلسطينية في رومانيا يعتبر اقليم من الدرجة الثالثة أو الرابعة إلا أن الظواهر المصابة بها أطر حركة فتح في الخارج هي واحدة  لا تنظيم هناك لجنة اقليم تلعب في ملعب السفارة فقط ويطالب هؤلاء الكوادر على حسب المثل تمثيل شريف في المؤتمر لساحة رومانيا " ويا مؤمن الذيب على الغنم " مع الاعتذار لمعاني هذا المثل فلم يكن يوما ً كوادر فتح الشرفاء أصحاب التجربة ورفض الواقع المأساوي لتلك القيادة مثل الغنم بل هم أبطال لا يقل عطائهم الوطني عن  من يحمل السلاح في وجه العدو الصهيوني ،المهم إذا كان اقليم من الدرجة الثالثة أو الرابعة يتذمر من قرارات التعبئة والتنظيم فما بالكم عن الاقاليم الرئيسية في الخارج وتقع تحت تبويب أ مثل اقليم ليبيا والجزائر واليمن واقع كارثي انهارت كل الأطر التنظيمية التي استغرق بنائها عشرات السنين ولم يبقى في تلك الساحات إلا لجان عمل للأقاليم وأعضاء مناطق لم يدخلوا أصلا ً في مراحل اعداد كادر حركي ، ولا تستغربوا هنا أن القائم بأعمال أمين سر لجنة العمل في ساحة ليبيا ليس حركيا ً بل هو من جبهة التحرير العربية سابقا  وهنا وضعت ذلك للتوضيح عن الوجه الحقيقي للأقاليم في الخارج في حين أن كوادر حركة فتح الذين عاصروا الانطلاقة وما بعدها بسنوات يجلسون في بيوتهم واريد أن أوضح هنا انه وعلى مدار 4 سنوات في هذه الساحة لم تتم حالة استقطاب واحدة مهزلة تنم عن فجيعة تمارس ضد تنظيم حركة فتح في الخارج والمسؤول الأول والأخير عن ذلك هو مكتب التعبئة والتنظيم رئاسة ومندوبين هؤلاء المندوبين الذين استجلبوا من شوارع روما ليقودوا ساحات رئيسية لحركة فتح وعند سؤالي لأحد هؤلاء المندوبين هل ذهبت إلى لبنان  أو لك تجربة في الاردن في جناح العاصفة أو المؤسسات الحركية في خطوط المواجهة أجاب لم أخرج من أوروبا وكنت مسؤولاً سابقا عن تنظيم أوروبا الشرقية ولا استطيع استخدام مسدس ؟!!! هؤلاء المسؤولين الجدد عن حركة التنظيم وهم يعكسون الوجه الحقيقي لتلك القيادة المتكلسة التي أودت بأطر حركة فتح إلى الجحيم وبشكل ممنهج بعيد عن العفوية وقلة التجربة

منذ يومين وصلني على الايميل رسالة من الاخوة في المكتب الاعلامي لفتح الياسر(حركة الاحرار ) يطالبون بالتوضيح حول بعض الفقرات في دراسة اعددتها بعنوان( جركة فتح والانشقاقات) تلك الدراسة المعدة من اكثر من عام تقريبا ، استعرضت فيها حركات الانشقاق والدوافع لذلك ولحين اعداد تلك الدراسة اتهمت من خرجوا عن فتح الام باضعاف الخط النضالي في داخل الحركة ، حيث بخروجهم توفرت مساحات كبيرة للتيار التسووي وتيار الفساد ليستشري في داخل الحركة الأم وأجملت في تلك الدراسة ظاهرة الأخ خالد أبو هلال الأمين العام لحركة فتح الياسر وبرغم ما قدمته في الدراسة أننا لا نستطيع توجيه اللائمة لمن خرجوا في حركات الانشقاق كنتائج مختلفة للتيار القيادي الانهزامي المستحكم في قرار حركة فتح إلا أننا وبعد ما استكشفت الخطوط العامة لماهية المؤتمر العام الحركي من برنامج سياسي وتنظيمي وحضوري للمؤتمر اننا نستطيع ان نقول بالقطع لا بالإحتمال أنه من الصعب اجراء أي عملية تصليح في داخل تلك الحركة وأمام الاخوة الشرفاء فيها خيارين أما الجلوس في المنزل والاعتكاف أو خيارات أخرى في داخل الوعاء الوطني لحركة المقاومة الفلسطينية وبهذا أقول ذلك عن قناعة انه لا أمل في أن تتنحى القيادة المنزلة من السماء عن مواقعها إلا وهي مغلفة في أكفانها وبنهاية عمرها عند خالقها هذا هو الواقع .

للذين يعولون على المؤتمر العام الحركي وبالتفسير المنطقي للنظرية الماركيسية وتنسيبا ً لممارسة اللجنة التحضيرية ومراكز القوى في حركة فتح أن تلك اللجنة التحضيرية واللجنة المركزية لم تصيغ من الآليات لانعقاد المؤتمر إلا ما يخدم مصالحها فقط طالما هي قد ابتعدت منذ سنوات عن أحاسيس ومشاعر ومطالب الكوادر ، فلتبقى هي حركة النخبة التي تخسر مواقعها الجماهيرية يوما ً بعد يوم وتخسر وعائها الاطاري القاعدي الذي انتهى أصلا ً .

لماذا المؤتمر العام الحركي وقد حددت الأطر القيادية لتمثيل حركة فتح فيما يسمى الانتخابات القادمة لسلطة اوسلو ، فلقد صرح قريع أن حركة فتح قد رشحت أبو مازن لرئاسة السلطة في الانتخابات القادمة ، شيء غريب وعجيب حين أن يقول قريع أن الديمقراطية تقود حركة فتح منذ تسلمه التعبئة والتنظيم في الداخل فهل استشار السيد قريع الأطر الحركية في تمثيلها للرئاسة وهل ضمن قريع ترشيح أبو مازن للجنة المركزية في المؤتمر العام الحركي أقول ضمن قرآتي مما تقدم "نعم" فهي توافقيات وحصحصة تبتعد عن منظور الخط الوطني وإلا كيف يرشح قريع باسم حركة فتح أبو مازن لانتخابات الرئاسة والوضع الحركي مهلهل ولم يعقد المؤتمر العام الحركي إذا حدد السيد قريع الخطوط العريضة السياسية والتنظيمية التي يمكن أن يصوت عليها أعضاء المؤتمر مسبقا ً .

ولماذا تلك الخطوات التي تعجل بانعقاد المؤتمر أستطيع القول أن الكوادر الحركية منذ عقدين طالبت بانعقاد المؤتمر ولم تلبى مطالبها إلا بعد أن أكلت النار الأطر التنظيمية وأصبحت كالهشيم واستبدلت الكوادر بكوادر تتوافق مصالحها مع منظور طبقة أوسلو كالوظيفة والراتب والعودة للوطن سابقا ً تحت مظلة أوسلو تلك الأجيال التي التحقت بحركة فتح على قاعدة المصلحية وليس على قاعدة البرنامج النضالي الذي خطته حركة فتح في صباها ولذلك مطلوب من المؤتمر العام الحركي القادم هو تمهيد قيادة تبارك اعلان مبادئ او ورقة تفاهم بين سلطة رام الله والعدو الصهيوني أما من يحلمون بعودة خيار الكفاح المسلح فهم واهمون ضمن هذه المعادلة التي يمتلك فيها تيار أوسلو المال والقرار .

رحم الله فتح الانطلاقة والمبدئ والأهداف والمنطلقات

وما على الإخوة الحركيين الذين تم تهميشهم إلا البحث عن خيارات أخرى تدعم من صلابتهم ومواجهتهم لمشروع الفساد السياسي والأمني والأخلاقي في الساحة الفلسطينية والتي تجسده تلك القيادة البالية .

وستشهد فتح في الايام القادمة مزيد من الانشقاقات والمسؤؤل عن ذلك امام التاريخ تلك القيادة ليضاف سجل جديد لادانتها.