ثورة الجياع في سورية تنتظر الشرارة
ثورة الجياع في سورية تنتظر الشرارة ..
فمَن !؟ وكيف !؟ ومتى !؟
ماجد زاهد الشيباني
· لماذا هم جائعون!؟ هذا هو السؤال الرئيس ، الذي يفجّر عشرات من الأسئلة ، تتوالد، لتملأ سماء سورية ، وأرضها ، ونفوس أبنائها ، وعقولهم ، وقلوبهم ! من أهمّ هذه الأسئلة ، التي يبحث كل منها ، عن جواب قائم بذاته .. مايلي :
· هل الأرض السورية صحراء ، جرداء ، عاجزة عن إطعام أهلها !؟
· إذا كانت سورية ليست صحراء ، بل هي جنّة حقيقية ، على وجه الأرض .. فهل هي ضيّقة ، لا تتّسع لعشرين مليوناً ، من سكّانها !؟
· إذا كانت ليست ضيّـقة ؛ بل تتّسع لملايينها العشرين ، ومثلهم معهم ، بل خمسة أمثالهم معهم .. قهل ثمّة جوائح طبيعية ، تجتاحها كل عام ، لتدمّر اقتصادها كله ، الزراعي ، والصناعي ، والتجاري ، والسياحي .. والطاقة البشرية المبدعة ، لدى أبنائها !؟
· إذا كان الجواب على هذا السؤال ، بالنفي .. فهل ثمّة قوّة خارجية غاشمة ، تسطو عليها ، فتسلب خيراتها وثرواتها !؟
· إذا كان الجواب على هذا السؤال ، بالنفي ، أيضاً .. فهل ثمّة لصوص من أبنائها، يسطون على خيراتها وثرواتها ، وينهبونها ، ويتركون أكثريّة شعبها تتضوّر جوعاً.. بعضها يبحث عن لقمة عيشه في حاويات القمامة .. وبعضها يحلم بالهجرة .. وبعضها يمارس عملين أو ثلاثة ، ليكفي نفسه وأهله .. دون تحصيل الكفاية !؟
· إذا كان الجواب على هذا السؤال ، بالإيجاب .. فهل هؤلاء اللصوص ، معلومون ، لدى الشعب ، أم مجهولون !؟
· إذا كان شعبها كله بليداً ، غبياً ، أبله .. لايعرف من يسرقون ثرواته ، ويتركونه جائعاً ، وهو يراهم كل ساعة ، أمامه ، ويرى بزّاتهم ، وشاراتهم ، ومسدساتهم المدلاّة تحت آباطهم .. فهل هو شعب يستحقّ الحياة !؟
· وإذا كان شعب سورية ، قد أثبت ، عبر السنين ، أنه شعب حيّ ، حرّ ، واع ، ذكيّ.. يعرف من ينهب لقمة عيشه ، ويسرقها ، ويكنز بعضها في المؤسسات المالية ، الداخلية والخارجية ، ويتنعّم ببعضها ، بأشكال خيالية .. فهل هو عاجز، عن انتزاع لقمة عيشه ، من أيدي سارقيها وناهبيها !؟
· وإذا لم يكن العجز هو المانع ، من مبادرته ، لاسترداد لقمة عيشه ، من غاصببها .. فهل الخوف من هؤلاء اللصوص ، هو المانع ، الذي يمنعه من المبادرة والتحرّك !؟
· وإذا كان الخوف من بطش اللصوص ، هو المانع له ، الذي يجعله يتضوّر جوعاً ، ويعاني الذلّ والكرب والهوان ، والعيش الضنك ، الذي هو أهون من الموت .. فما الذي يمنعه من الموازنة ، بين أنواع الموت ، الشريف منها والذليل .. واختيار الموت الشريف ؛ موت الشجعان الأحرار .. تمثّلاً بقول الشاعر:
وإذا لم يكن من الموت بدّ فمِن العجز أن تموت جبانا !؟
· وإذا كان الشعب يعي هذه الموازنة ، جيداً .. لكنه لايعرف كيف يتحرّك ، وكيف ينظّم حركته ، بصورة فاعلة مجدية .. ويحتاج إلى قادة ، يوجّهونه ، ويقودونه باتجاه هدفه النبيل ، ويشعلون له شرارة الانفجار السلمي .. فهل هؤلاء القادة موجودون !؟
· وإذا كانوا موجودين ، فأين هم ، على أرض الواقع !؟
· وإذا كانوا موجودين على أرض الواقع ، داخل البلاد وخارجها .. فأين الشرارة التي ينتظرها الشعب !؟ ومتى يطلقونها !؟ وكيف !؟ وهل ينتظرون أن يطلقها غيرهم ، عشوائياً ، لتتناثر أقباسها في كل مكان ، ثم يوظّفونها ، ويوجّهونها !؟
· وإذا كانوا ينتظرون الظروف المناسبة ، لإطلاقها .. فهل ثمّة ظروف ، أقسى على الناس من هذه ، التي يعانون فيها من سائر الإحساسات المؤلمة ، المحفّزة للحركة .. بدءاً من الإحساس بالجوع ، إلى الإحساس بهدر الكرامة ، إلى الإحساس بالاحتلال الخارحي الإيراني !؟
· وإذا كانت هذه الإحساسات ، كلها ، لدى الشعب ، لاتصلح لتشكّل مناخاً للتفجير الشعبي .. فهل ينتظر قادة المعارضة ، ظروفاً للتحرّك الجادّ ، وتحريك الناس .. كتلك الظروف التي ينتظرها النظام الحاكم ، ليتحرّك فيها لاسترداد الجولان ، من أيدي الصهاينة .. رافضاً ، من أربعين سنة ، أن يَفرض عليه أحد ، زمان المعركة ومكانها !؟
· الإجابات على هذه الأسئلة ، كلها ، من أول سؤال فيها ، إلى أخر سؤال .. ليست عندنا ، بل هي عند أصحابها ! وعلى كل منهم ، أن يحدّد السؤال الذي يخصّه ، ليجيب عليه ! ومن رأى أنه غير معنيّ بشيء من هذه الأسئلة .. فهو وذاك ، وهو، حقاً ، غير معنيّ .. ولاتثريب عليه !