رسالة مواطن للرئيس أبو مازن

عبد الحميد عبد العاطي

عبد الحميد عبد العاطي

[email protected]

http://abedalati.blogspot.com

معلش يا سيادة الرئيس ابو مازن أخاطب العقل والحكمة فيكم ، لقد أخرجني التعثر والتخبط الواضح بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عن سكوني الموافق على الشرعية الفلسطينية الوحيدة، وهي منظمة التحرير  مفجرة النهضة المسلحة ضد الاحتلال ، الذي استبد الأرض واستباح العرض وقتل الأطفال وأباد الحجر  والشجر ونسف البيوت الآمنة .

معلش يا سيادة الرئيس، ولكن هناك ما هو  أهم اليوم من مفاوضات الحل النهائي  وعقد المؤتمرات واستقبال الوزراء وانعقاد اللقاءات  ، واعلم  أن ليس أمامنا خيار إلا الحيلة وكسب الرأي العام  كما جاء في برنامجك السياسي وهذا ما اتفق معك به ، ولكن لنلقى نظرة على نتائج مؤتمر الخريف " انابولس" بتاريخ 21-11-2007 ولغاية 22-3-2008

وما جاء على لسان الدكتور صائب عريقات  في نشرة الإخبارية لتلفزيون فلسطين الساعة 12مساءا يوم الجمعة ،" قال أن عدد الشهداء من تلك الفترة ولغاية ألان بلغ 358 شهيدا وان عدد المعتقلين بلغ 2011 أسيرا وان عدد الإصابات 3443 مصابا" ، مع العلم أن الحواجز بالضفة لم تقل أو تنقص ولم يحدث أي تغير بالحركة ومازال هناك اجتياحات مستمرة لكافة الأراضي الفلسطينية وان الاستيطان وعملية البناء بالمستوطنات مازالت على قدم وساق .

ولنعترف أن الأوضاع الداخلية المشحونة بالانقسامات مهدت الطريق أمام إسرائيل للتهرب والمراوغة من الاستحقاقات الواجبة عليها ، وان ما حصل في غزة من انقلاب على السلطة بتاريخ 14-6-2007ساهم بشكل مباشر  بعملية ترقيم وصهر للقضية الفلسطينية من الناحية  السياسية ومن ناحية العلاقات والنسيج الداخلي المعلق في الهواء بين فك النسيان ولعبة من يصمد أولا  وفى النتيجة نحن من سيخسر، إن لم توجد وحدة فلسطينية على أساس الشراكة الوحدوية المنظمة ، وإلا سنذهب جميعا لمرحلة لا تحمد عقبها وسنكون لقمة سهلة أمام التحديات القادمة والمصيرية المفاجأة في بعض الأحيان وكل الذي جري لا يذكر بالنسبة للمرحلة القادمة .

سيدي الرئيس يجب أن تتخذ موقف حاسم وحقيقي من ناحية الانقسام ورأب الصدع بأسرع ما يمكن وان تقسو على الجرح وتعلو فوق كل المواقف وان تأتي الوحدة الفلسطينية بيد الأب والقائد لشعب الجبارين لشعب المناضلين لشعب الشهداء لشعب المرابطين لشعب الأبطال ،هو الشعب الفلسطيني بكل فخر وإجلال.

سيدي الرئيس القائد المعلم ، اعلم أن حماس قد أخطأت ومن منا لم يخطئ إلا الرسل، واعلم أن الوضع الداخلي يبكيك ليل نهار ، وانك لا تطلب المستحيل لعودة الحوار ، ولكن سيدي الرئيس هذا الوضع يضحك العالم علينا ويساهم في انجاز مخطط الاحتلال في قتل القضية وبلورتها بطريقة تدعو للشفقة والاحتضان، وما أدراك ما هو الاحتضان؟ ، و أجوك لا  تقل أن حماس هي .. وهي.. اعلم سيدي الرئيس ، ولكن أنت الأخلص على الدم الفلسطيني والأجدر لقيادة الشعب المعلقة أماله بحلم العودة والقدس وتحرير فلسطين ، لهذا الموقف تم انتخابك لتكون الرجل الصعب في الزمن الصعب صاحب القرار الصعب .

وأرجو من جميع الإخوة في قيادة الصف الأول في حركة فتح وفى قيادة الصف الأول في حركة حماس أن تسارعوا في مد الجسور المحبة والوحدة والإخاء، وان تقوموا بوقف جميع الدعايات الإعلامية وان تكونوا على قد المسؤولية التي انتم أمام الله فيها، فلتتقوا الله فلتتقوا الله في الشعب النازف في الشعب المتطلع للحرية ، فإما الوحدة فإما الوحدة فلا سبيل لدينا إلا الوحدة الوطنية .

" وأرجو ألا نتأخر قبل فوات الأوان "