استفهاميات والدعوة السريعة لإعادة ترتيب الأوراق
استفهاميات والدعوة السريعة
لإعادة ترتيب الأوراق
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
تساءلنا وكُلنا سئل ؟ عن ماجرى ويجري في سورية !!! ومن الذي اتخذ قرار إذلال الشعب
السوري العظيم ، وهل هو قرار دولي أم عربي ، أم تآمر عالمي على مُقدرات شعبنا
السوري ؟ مُسلسل نستعرضه باختصار
تعديل الدستور جاء في أكبر عملية استخفاف بالعقول السورية والعربية والإنسانية لما
عُرف بالرئيس الضرورة ، ليلبس الابن عباءة أبيه ، فيما أسموه بحينها لحاجة سورية
لمواجهة التحديات ، وإحداث الإصلاحات ، فأثار البواقين الغبار في الأجواء السورية
والعربية أنّ القادم سيكون معه الخلاص للشعب السوري ، عبر التغييرات الحاسمة ، التي
تمحوا الكثير من سوءات تركة الأب الثقيلة ، محمولة على أجنحة التغيير السياسي
والاقتصادي ، وقد أنزلت على مُتصفحي في الفيس بوك واليوتيوب مايُقارب الثلاثمائة
قصاصة فيديو ، قبل أن أقوم على كتابة هذه المقالة ، كي لا أكون مُتحاملاً على احد ،
ولا أزال أُنزل المزيد بغية استعراض الحالة والخدعة الكبرى التي سوقها النظام
بحينها، وما وقع على شعبنا من عمليات التضليل الواسعة والأراجيف والأكاذيب ، بعد أن
أرخى العهد الجديد أول تسلمه بعض القبضة الأمنية ، وأطلق سراح العشرات ، بما فُهم
بحينها كبادرة حُسن نيّة ، إلى أن تلاشت كل الوعود ، لتعود الحياة في سورية إلى
أسوأ مما كانت عليه على عهد الأب وهذا يقودنا إلى التساؤل الثاني وهو :
لماذا تأثر العالم بمعظمه برياح التغيير الديمقراطي ، وحتّى بما عُرف بالقبضة
الحديدية على المُعارضين في كل من البحرين والمغرب برحيل قادتهم ، وتغيرات واسعة في
أعتى دولة دكتاتورية كليبيا ، وحسب الإحصائيات الدولية مع دخولنا لعام 2000 ، حكمت
الديمقراطية 147 بلداً ، بنسبة 62% من سكان العالم ، حتى في دول قلاع الدكتاتورية
وأكثرها فقراً ، كالدول الاشتراكية السابقة ، ودول أمريكا الجنوبية ، بينما سورية
بقيت من أسوا بلاد العالم سواداً وظلاماً وقتامةً، حتى مُقارنة بالدول المُجاورة
لها ، وأكثرها بؤساً وفقراً وفساداً ومحسوبيةً ، فهل لنا أن نصل إلى التحليل الصحيح
لما وراء هذا ، ولماذا يُراد لسورية كُل هذه التعاسة ، ومن يقف وراء تغطية
الإستبداد في سورية ، حتى أنّ الجميع قد خرس فجأة ولم يعد ينطق ببنت شفا ، ولم نعد
نعلم نحن على أي كوكب نعيش ، وفي أي عصر من عصور الاستعباد والقمع ، وعلى مرأى
ومسمع العالم أجمع ، فأين شرعة حقوق الإنسان التي يتشدقون بها ، وأين العدالة
والرقابة الدولية ؟ وأين المُنظمات المعنية بحقوق الإنسان ؟ وأين نحن مما يُفعل بنا
سورياً ، وهل سنقف مكتوفي الأيدي ، إنها دعوة إلى التلاحم والتجمع من جديد ، أعقمت
النساء على أن نجتمع على قلب وعقل رجل واحد !! ونحن نرى أسوا صور الاستخفاف
بمناضلينا وأحرارنا ومواطنيننا ، الذين صاروا إلى أشبه مايكون في السجن الكبير
وأسرى وعبيد ، فقد مُنع الكثير من السفر ، والمُحاكمات العسكرية التعسفية لازالت
قائمة وتحصد المزيد من الضحايا ، وآخرهم الرمز الجليل علي العبدالله ، وشيخ
الحقوقيين مانديلا سورية الكبير الشيخ الثمانيني القاضي هيثم المالح ، وفتيات بعمر
الزهور
ولذا أقترح الدعوة السريعة والعاجلة إلى إعادة ترتيب أوراق المُعارضة ضمن صيغة
إعلان دمشق للتغيير السلمي ، وإعلان المهجر التعاقدي الذي أطلقته في السابق ، بما
أستطيع تسميته بإعلان جبهة التوافق السلمية ، ضمن ميثاق الشرف الذي يحترم الآخر ،
ويحترم إرادته في طريقة التعبير عن المُعارضة وطريقة التغيير ، دون السقوط في
مستنقع التجريح أو التخوين ، في محاولة لكسب كل الطاقات الحمائمية والصقورية ،
للانطلاق إلى العالم أجمع بغية إطلاعه عن عمق مأساة شعبنا السوري ، وما يجري فيه من
التعدي على كرامة وحقوق الإنسان ، لنكون يداً واحدة متضامنة في نصرة شعبنا العظيم
وانضمام الشرائح الجديدة إلى قافلة الأحرار ، وليرتفع صوتنا عالياً من جديد ، وكُلٌ
يُدلي بدلوه ، بغية الاستنهاض ومسح ماعلق من الشوائب من السابق الذي نصحت فيه
كثيراً إلى الابتعاد عن التعرض لأحد من المُعارضة ، مما آل ما آل إليه الوضع اليوم
، فإلى العمل من جديد وبروح جديدة ، وليُبارك الله خطواتنا إن عقدنا العزم على
العمل ، وإلى الاقتراحات بهذا الخصوص وآلية العمل والتحرك السلمي من جديد.