الشرع يتجاوز الخط الأحمر الأخير
أديب طالب
الشرع صوت سيده :
منذ بضعة أيام ، وفي المركز الثقافي في دمشق قدم فاروق الشرع محاضرته (البليغة ) والمتخلفة سياسياً والهاذية عربياً ودولياً والمتنوعة الإفتاءات والمتناثرة الأحكام والسهام وعلى غير هدىً .قال وباعتداد بالغ الفراغ وبلهجة تتواصل مع جنون العظمة المختلط بعقد النقص ....قال .. (إن دور السعودية مشلول ولا أعرف السبب ) .(إن السعوديون لم يؤذن لهم بالموافقة على لقاء سعودي مصري سوري ) .إن الشرع وأسياده قد ذهبوا في سكة الضياع .إنهم قد بدؤوا بحرب علنية على المملكة العربية السعودية متجاهلين حرمة المملكة وشعبها عند سبعين بالمئة من السوريين وماينتج عن الإعتداء على هذه الحرمة .
واضح أن الشرع يسير على خطى سيده عندما سبق وهاجم زعماء عرب بينهم القادة السعوديين ووصفهم بأنهم أنصاف الرجال . ولقد صدق مفتي الجمهورية اللبنانية العلامة محمد رشيد القباني عندما قال : (السعودية أكبر من أي هذيان) .
إن النظام السوري فقد بوصلته السياسية القيادية ووقع في التناقض وكما كان يفعل في السابق من باب التذاكي والتمويه والخداع والباطنية ويتأكد لنا ذلك عندما نمعن النظر في قول وزير خارجية النظام ( المعلم ) للفضائية العربية :(لا يوجد فتور من جهتنا في علاقات سورية مع السعودية ) .ولئن أصاب العشى السياسي مخلوطا بالمكر المكشوف حضرة نائب الرئيس الشرع وبدرجة أقل حضرة وزير خارجيته فإن العائلة الحاكمة تتقن جيد ا وتحكم بدقة بوصلتها الإرهابة لإستمرار دكتاتوريتها تجاه الشعب السوري ولتفعيل تدميرها الدائم لإستقرار المنطقة والدول العربية المجاورة بالذات .
الشرع يمثل زوراً سوريا وشارعها :
قال: (سوريا تمثل الإعتدال الحقيقي أما غيرها فهم المستكينون ) . وقال :(الشارع
السوري لا يريد الحرب ولكنه لايقبل الإستسلام).
أولا :لايحق للشرع أن يتحدث باسم سورياوعنها ولا باسم الشارع السوري وعنه بعد أن
تصدر سيده سدة الرئاسة بسته بالمئة من أصوات المستفتين السوريين وبعد أن إلتأم مجلس
(الشعب ) المزور بتصويت خمسة بالمئة من الناخبين فقط وبعد أن أسر السوريون جميعاً
في سجن كبير بحدود الوطن . إن الشرع يعرف جيدا أن الإحتفالات الهذيانية في
المناسبتين البائستين من صنع مخابرات النظام وجواسيسه وأذنابه وهو رغم هذه الفضيحة
يظن أنه قادر على إخفاء الحقيقة في دولة الباطل والفساد.
الشعب السوري معتدل وغير مستكين والتاريخ المعاصر يثبت ذلك ويشهد به أما النظام السوري فلا علاقة له بالاعتدال وعلاقته بالعنصرية الطائفية داخلياً وبالتطرف وبالعنف والإرهاب إقليمياً شديدة الوضوح فأرواح أبطال الحرية والديمقراطية في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين معلقة في رقبته ودماء آلاف الأبرياء من النساء والأطفال تلطخ وجهه ويديه وعينيه والعراق أبلغ الشهود.
ثانياً : الشارع السوري شارع حضاري لا يريد الحرب بل يريد الخبز والسلم والحرية أما الشرع وأسياده فيحضرون لحرب في سوريا ولبنان تقطع الطريق على المحكمة الدولية في هولندا . ويكاد رعبهم ليل نهار من أن يساقوا إليها كقتلة للرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه من كبار رجالات لبنان يكاد يعمي أبصارهم . وليس بعيداً أن يمزقهم أمام سؤال خطيرمن سيضحي بمن ؟ هذا اللهم إن لم تبلعهم المحكمة الدولية تباعاً.
فتوى الشرع الإمبراطورية :
سخر الشرع من الطرح القائل : أن وجه الشرق الأوسط سيتغير من لبنان وأكد أن عمر الامبراطورية الأميركية قصير إذا ماقيس بامبراطوريات أخرى وقال هذا لايعني أنهم سينتهون كدولة عظمى ولكن لن يتمكنوا من تنفيذ أحلامهم بالسيطرة على الشرق الأوسط والعالم _ إنتهى كلام الشرع وتنبؤاته - .خلف هذه الكلمات المفعمة بالغرور التاريخي والسياسي يقف الشرع ويسخر من لبنان !! ...لبنان واحة الديمقراطية في المنطقة منذ واحد وستين عام ......يسخر من لبنان ولبنان ساحة الفعل السياسي المتقد والحي بحضارة أبنائه ورقي وعيهم وثقافتهم وإيمانهم بالإنسان والحرية .إن وجه الشرق الأوسط سيتغير من لبنان ومن موقعه المركزي في الأحداث وسيثبت لمقيم الحضارات والشعوب قصر نظره وسوء أحكامه بعد أن يصبح هو ونظامه من مخلفات التغيير.
خلف هذه الكلمات يحاول الشرع أن يقف وبصلف وإدعاء وتطاول وفي صف واحد مع هيرو دوت وابن خلدون وكبار فلاسفة التاريخ البشري .مقيم الإمبراطوريات يقصر عمر إحداها ويقارنها بإخرى من ذوات العمر الطويل يحدد مصائر الدول وعظمتها ومسارها!!... معيب ومخجل مايتبجح بمعرفته سياسي كعقلة الأصبع في السياسة والتاريخ .
وفي النهاية وبحذر وتواضع شديدين نرى أن خطبة فاروق الشرع خطبة وداع بامتياز وقد تكون مقدمة لخطب وداع يلقيها أسياده في المستقبل القريب
المعارض السوري
الدكتور محمد أديب طالب
من الموقعين على إعلان دمشق