التَّطَاوُلَ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين

يَاسِر الحَمَدَاني

لَوْ كَانُواْ محْتَرَمِين؛

لَمَا أَعَادُواْ التَّطَاوُلَ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين

يَاسِر الحَمَدَاني

[email protected]

رَدًّا مِنيِّ عَلَى ذَلِكَ اللَّعِين ؛ الَّذِي تَطَاوَلَ عَلَى الصَّادِقِ الأَمِين ؛ أَقُولُ لَهُ وَلأَمْثَالِهِ مِنَ الشَّيَاطِين :

أَيَا   غَبِيا   عَلَى   جَهلٍ  يُطاوِلُنا          وَرَّطْتَ نَفْسَكَ فَانْظُرْ كَيْفَ عُقْبَاهَا

مَن أَنْتَ هَلْ أَنْتَ ذُو قَدْرٍ فَنَخْفِض         أَوْ  حرْمَةٍ  تَتأَذَّى   إِن   هَتَكْنَاهَا

أَلَمْ تَعْرِفْ حُرْمَةَ الأَدْيَانِ وَقُبْحَ التَّطَاوُلِ عَلَى النَّبيّ : أَيُّهَا القِرْدُ الخَصِيّ .. ؟!

وَلَكِن أَعُودُ فَأَقُول : إِنَّ هَذَا هُوَ دَيْدَنُ اللِّئَام ؛ في عَدَاوَتِهِمْ الإِسْلام ..

وَكُلُّ إِناءٍ بِالذِي فِيهِ يَنْضَحُ

فَمِنْ تِلْكَ العَصَا هَذِهِ العُصَيَّة ، وَهَلْ تَلِدُ الحَيَّةُ إِلاَّ الحَيَّة .. ؟!

وَلَكِنْ مِنَ المُؤَكَّدِ أَنَّ لِلْيَهُودِ فِيهِ أَصَابِعُ خَفِيَّة ؛ فَمِنْ يَوْمِهِمُ اليَهُودُ وَهُمْ  رَغْمَ أَنَّهُمْ جُبَنَاء  أَجْرَأُ شُعُوبِ اللهِ عَلَى الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاء ، حَطَّمُواْ الأَرْقَامَ القِيَاسِيَّةَ في السَّفَالَةِ وَالنَّذَالَة ، وَالتَّطَاوُلِ عَلَى الله وَأَصْحَابِ الرِّسَالَة .. !!

وَلي أَن أَسْأَلَ سُؤَالاً أُوَجِّهُهُ لِلْغَرْب : مَا بَالُنَا لَمْ نَرَ مُسْلِمًا في ظِلِّ فَظَائِعِ الصِّرْب ؛ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِينَ وَمحَارَبَتِهِمْ بِدُونِ مُبَرِّرٍ لِلْحَرْب ؛ رَسَمَ خِنْزِيرًا وَكَتَبَ تحْتَهُ في انْتِهَاكٍ صَرِيح : هَذَا يَسُوعُ المَسِيح ..؟!

أَوْ في ظِلِّ فَظَائِعِ إِسْرَائِيلَ وَهَجْمَتِهِمْ عَلَى المُسْلِمِين  فَوْقَ أَرْضِ فِلَسْطِين  رَسَمَ صُورَةَ إِنْسَانٍ سَكْرَان ، وَكَتَبَ تحْتَهُ هَذَا هُوَ مُوسَى بْنُ عِمْرَان ..؟!

هَذَا إِنْ دَلَّ عَلَى شَيْءٍ فَإِنَّمَا يُبَرْهِنُ لِلْعَالَمِين ؛ عَلَى أَدَبِ المُسْلِمِين ، وَأَنَّا وَرَغْمَ عُيُوبِنَا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِه ، لاَ نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِن رُّسُلِه ، وَلأَنَّا نَعْرِفُ حُرْمَةَ الأَدْيَانِ ، وَلا نَسِيرُ وِفْقَ هَوَى الشَّيْطَان ؛ وَرَدًّا مِنيِّ عَلَى هَذِهِ الحَمْلَةِ الشَّدِيدَة ؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الْقَصِيدَة :

لِمَ ذَلِكَ الحِقدُ الْغَزِيرْ أَفَلَيْسَ عِندَكُمُ ضَمِيرْ

لَمْ يَحْتقِرْ شَخْصَ النبيِّ محَمدٍ إِلاَّ حَقِيرْ

وَ أَشدُّ شُؤْمًا في الْوَرَى مِنْ مُنكَرٍ أَوْ مِنْ نَكِيرْ

أَتُرِيدُ يَا خِنزِيرُ رَسمَ نَبِيِّنا في الْكَارْكَتِيرْ

مَاذَا جَناهُ الْمُسلِمُونَ لِيَحْصدُواْ الحِقْدَ المَرِيرْ

مَاذَا جَنى يَا هؤُلاءِ المُصطَفَى الهادِي الْبَشِيرْ

وَهُوَ الَّذِي مَنْ لَيْسَ يُبْصِرُ فَضْلَهُ شَخْصٌ ضَرِيرْ

أَثنى علَى أَخلاقِهِ مِنْ بَيْنكُمْ خَلْقٌ كَثِيرْ

وَبِعَفوِهِ في فَتحِ مَكَّةَ يُضرَبُ المَثلُ الْكَبِيرْ

مَاذَا جَناهُ زَاهدٌ وَرِعٌ يَنامُ عَلَى ال حَصِيرْ

حتىَّ يلاقِيَ مِثلُهُ مِنْ مِثلكُمْ هَذَا المَصِيرْ

يَرْحَمُ اللهُ فَضِيلَةَ الشّيخ عَبْد الحَمِيد كِشْك ؛ حَيْثُ كَانَ يَقُول : ( ( إِنَّهُمْ يَسُبُّونَ مَن ..؟

يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الَّذِي إِنْ تحَدَّثَ عَنهُ التَّارِيخُ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْه ، وَإِنْ تَكَلَّمَتْ عَنهُ الدُّنيَا تمَرَّغَتْ تحْتَ قَدَمَيْه ..!!

يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الأُمِّيَّ الَّذِي عَلَّمَ المُتَعَلِّمِين ، يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الْفَقِيرَ الَّذِي بَعَثَ الأَمَلَ في قُلُوبِ الْبَائِسِين ، يَسُبُّونَ الرَّجُلَ الَّذِي قَادَ سَفِينَةَ الْعَالَمِ الحَائِرِ إِلى مَعْرِفَةِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِين )) .

[الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ بِتَصَرُّف . كِشْك : 69/2]

(( لَمْ يَكُنْ لَهُ حَرَسٌ خَاصّ ، وَلَمْ تَكُنْ لَهُ سَيَّارَةٌ ضِدُّ الرَّصَاص )) .

[الخُطَبُ المِنْبَرِيَّةُ بِتَصَرُّف . كِشْك : 14/3]

سَيِّدِي يَا رَسُولَ الله : أَنَا لا أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ فِيكَ أَفْضَلَ ممَّا قِيل ، فَلَوْلا أَنَّ الكَلامَ يُعَادُ لَنَفَد ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكَ يَا رَسُولَ الله كَمَثَلِ الأَعْرَابِيِّ وَالقَمَر ، أَتَدْرُونَ مَا حِكَايَةُ الأَعْرَابِيِّ وَالقَمَر ..؟

كَانَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ يَسِيرُ بِالصَّحْرَاءِ في لَيْلَةٍ مُقمِرَة ، فَنَظَرَ إِلى القَمَرِ وَحُسْنِهِ فَقَال : أَنَا لا أَدْرِي مَاذَا أَقُولُ أَيُّهَا القَمَر ، أَأَقُولُ رَفَعَكَ الله ..؟

لَقَدْ رَفَعَك ، أَأَقُولُ جَمَّلَكَ اللهُ ..؟

لَقَدْ جَمَّلَك ، أَأَقُولُ شَرَّفَكَ الله ..؟

لَقَدْ شَرَّفَك ..!!

هَذَا هُوَ البَدْر ، الَّذِي ضُرِبَ بِهِ المَثَلُ في الشِّعْر ، لَوْ رَآكَ لانْطَفَأَ نُورُهُ خَجَلاً مِنْكَ يَا رَسُولَ الله ..

سَعِدَتْ بِطَلْعَتِكَ السمَاوَاتُ الْعُلا * وَالأَرْضُ صارَتْ جَنةً خَضْرَاءَ

تُدْرِكُ مَدَى عَظَمَةِ هَذَا النَّبيِّ ص : عِنْدَمَا تَنْظُرُ كَيْفَ دَعَا كُلُّ نَبيٍّ عَلَى قَوْمِهِ عِنْدَمَا كَذَّبُوه ، إِلاَّ محَمَّدًا ص : دَعَا لهُمْ وَلَمْ يَدْعُ عَلَيْهِمْ ؛ فَقَالَ نُوحٌ عليه السَّلام :

] رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الكَافِرِينَ دَيَّارَاً [ { أَيْ أَحَدًا ، نُوح/ 26}

أَمَّا محَمَّدٌ e فَقَال : رَبِّ اهْدِ قَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُون ؛ صَدَقَ الَّذِي قَال : ] لَقَدْ جَاءَ كُمْ رَسُولٌ مِن أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [ {التَّوْبَة/ 128}

وَقَالَ مُوسَى u : ] رَبِّ اشْرَحْ لي صَدْرِي [ {طَهَ/ 25}

أَمَّا محَمَّدٌ ص فَقَالَ لَهُ رَبُّه : ] أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك [ {الشَّرْح/ 1}

وَكُلُّ الأَنْبِيَاءِ نَادَاهُمُ اللهُ بِأَسْمَائِهِمْ ..

فَآدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال : ] يَا آدَمُ اسْكُن أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدَاً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ [ {البَقَرَة/ 35}

وَنُوحٌ u نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال : ] يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [ {هُود/ 48}

وَإِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال : ] وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ { 104} قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا [

{ الصَّافَّات}

وَمُوسَى u نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال : ] يَا مُوسَى إِنيِّ اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِنَ الشَّاكِرِينَ [ {الأَعْرَاف/ 144}

وَعِيسَى u نَادَاهُ بِاسْمِهِ فَقَال : ] يَا عِيسَى إِنيِّ مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ [ {آلِ عِمْرَان/ 55}

أَمَّا محَمَّدٌ ص ؛ فَلَمْ يُنَادِهِ جل جلاله إِلاَّ بِالنُّبُوَّةِ أَوْ بِالرِّسَالَةِ تَشْرِبفًا وَتَكْرِيمًا ، فَقَالَ تعالى :

] يَا أَيُّهَا النَّبيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدَاً وَمُبَشِّرَاً وَنَذِيرَاً { 45} وَدَاعِيَاً إِلى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجَاً مُنِيرَاً [ { الأَحْزَاب}

وَقَالَ I : ] [ {المَائِدَة/ 67}

وُلِـدَ الـهـدَى فَـالكَائِنَاتُ iiضِيَاءُ
اللهُ قَـدْ أَثْـنـى عَـلَيْكَ فَهَلْ iiلِمَن
دَاوَيْـتَ  مُـتَّـئـدًا وَدَاوَواْ iiطَفْرَةً
أَنْـصَفْتَ أَهْلَ الْفَقْرِ مِن أَهْلِ الْغِنى
لَـيْـسَ  الـغنيُّ عَلَى الفَقِيرِ iiبِسَيِّدٍ
وَالـمُـسـلِمُونَ  جَمِيعُهُمْ جَسَدٌ iiإِذَا
لَـوْ  أَنَّ إِنْـسـانـا تَـخَـيرَ مِلَّةً
اللهُ  لِـلأَمْـرِ الـجَـلِـيـلِ iiأَعدَّهُ
مَـا  بَـالُـهُ لَمْ يَعرِفِ اللَّهْوَ iiالَّذِي
ظَـنـواْ بِـهِ كُـلَّ الـظُّنونِ وَإِنَّهُ
إِنْ  كَـانَ حَـقًّـا مَا أَتوْهُ فَكَيْفَ لَمْ
سَلْ مَن عَلَى بَابِ الرَّسُولِ تَرَبَّصُواْ
نَثَرَ  التُّرَابَ عَلَى الوُجُوهِ iiفَأَصْبَحُواْ
وَمَـشَى  إِلى الصدِّيقِ يَصْحَبُهُ iiإِلى
مَـا  دَارَ فـي خَـلَدِ اللِّئامِ iiوُجُودُهُ
مَـا  مِنْ طَعَامٍ يُرْزَقَانِ سِوَى iiالَّذِي















وَفـمُ الـزَّمـانِ تَـبَـسُّـمٌ iiوَثَناءُ
أَثْـنـى  عَـلَـيـهِ إِلـههُ iiإِطرَاءُ
وَأَخَـفُّ مِـنْ بَـعضِ الدَّوَاءِ الدَّاءُ
فَـالْـكُـلُّ  فـي حقِّ الحَياةِ سَوَاءُ
الاثْـنـانِ  في سَاحِ القَضَاءِ iiسوَاءُ
عُـضْـوٌ شَكَا سَهِرَتْ لهُ iiالأَعْضاءُ
مَـا اخْـتـارَ إِلاَّ دِيـنـكَ الْفُقَرَاءُ
إِنَّ  الـعَـظـائِـمَ كُفؤُهَا iiالعُظَمَاءُ
يَـلْـهُـو بـهِ مِـن حوْلِهِ iiالقُرَناءُ
مِـنْ كَـلِّ مَـا ظَـنـوهُ فِيهِ برَاءُ
تَـنْـطِـقْ بِـمِثلِ حَدِيثهِ iiالشُّعَرَاءُ
وَالـكُـلُّ يـحرِصُ أَنْ تُرَاقَ iiدِماءُ
حـتـىَّ  كـأَنَّ عُـيـونهُمْ iiعَمْياءُ
بَـلـدٍ كـرِيـمٍ أَهـلُـهُ iiكُـرَمَاءُ
فـي  الـغـارِ لَمَّا بَاضَتِ iiالوَرْقاءُ
لِـلْـغـارِ  قـدْ جاءَ تْ بهِ iiأَسْمَاءُ

{ الأَبْيَاتُ [ 1] ، [ 3] ، [ 4] ، [ 7] لأَمِيرِ الشُّعَرَاء / أَحْمَد شَوْقِي ، وَالبَاقِي لهَاشِمٍ الرِّفَاعِي بِتَصَرُّف }