إعلان دمشق بين تهمة التخوين وظلمة الزنازين...!؟
إعلان دمشق بين تهمة التخوين وظلمة الزنازين...!؟
نوري بريمو
جريدة الصباح الجديد
ما أن خرجت قوى إعلان دمشق من مؤتمرها الأول المنعقد بالعاصمة السورية في الشهر الأخير من العام الماضي حتى إستناولتها ألسنة بعض الدوائر الاستبدادية لا بل الأبواق الشمّاعوية المأجورة التي حاولت تشويه صورة الإعلان عبر تخوينه زوراً بتهمة التعامل مع الأجنبي لكي تصعّد الموقف وتقدّم الحجج والغطاء للأجهزة الأمنية التي يبدو أنها كانت بالمرصاد وقد حضّرت نفسها لمداهمة حرمة ديار كل مَنْ ذو صلة بالإعلان ضمن حملة ملاحقات وإعتقالات واسعة طالت العشرات من نشطاء وقيادات إعلان دمشق الذي يراكم حراكه السلمي من أجل إحداث تغيير ديمواقرطي حقيقي في سوريا التي باتت سجناً جماعياً لأهلها الذين لهم كامل الحق في الدفاع عن حقوقهم المنتهَكة.
في سياق هكذا تصعيد خطير للأوضاع الداخلية المتأزمة بالأساس في البلد...!؟، وفي ظل هكذا أجواء قمعية عنوانها الأبرز إنتهاك صارخ للحريات العامة وتنافي فاضح مع أبسط مبادئ حقوق الأفراد والجماعات وتناقض سافر مع أحكام العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المعمول بها جزافاً في حالات الطوارئ التي يجب أن لا تُستخدَم من قبل الأنظمة الشمولية كذريعة لقمع أية أنشطة تهدف إلى النهوض بحقوق الإنسان وحمايتها...!؟، لا تزال الأجهزة الأمنية تحتفظ بشكل عرفي بعدد من المعتقلين السياسيين كالدكتورة فداء أكرم حوراني رئيسة المجلس الوطني والأستاذ أكرم البني والدكتور أحمد طعمة أميني سر المجلس والأستاذ جبر الشوفي والسياسي علي عبد الله والدكتور ياسر العيتي والدكتور وليد البني أعضاء الأمانة العامة والناشط راشد الصطوف والكاتب الصحفي الأستاذ فايز سارة...، ويبدو أنّ حبل الإعتقالات لا يزال على جرار السلطة التي لا تأبه لأية مناشدة داخلية أو خارجية لإطلاق صراح هذه الكوكبة من المناضلين الوطنيين الشرفاء الذين يضحون بحريتهم ليجعلوا أنفسهم رافعة التغيير الديموقراطي في سوريا التي بات أهلها المقموعين بسياط حالة الطوارئ يناشدون كافة مناصري حقوق الإنسان والشعوب للوقوف إلى جانبهم في محنتهم التي لن تنتهي إلا بإجراء تغيير ما في البلد...!؟.
وبالمناسبة فإنّ هذه الاعتقالات الغير قانونية قد تزامن حدوثها مع مرور ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان ومع حلول عيد الأضحى المبارك وأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة...!؟، ما يعني أنّ معتقلي إعلان دمشق قد أمضوا كل هذه المناسبات داخل زنزانات معزولة أي في ظروف صعبة وبعيداً عن أهلهم وذويهم ورفاقهم...!؟، لا لذنب اقترفوه سوى لأنهم ينشدون لاستحقاقات من شأنها الإتيان بنظام ديموقراطي تعددي يؤمن بالتوافقية السياسية ويقبل بمبدأ التداول السلمي للسلطة ويوفّر حياة أفضل للمواطنين ويسمح بفتح مختلف الملفات السورية بما فيها ملف شعبنا الكوردي الذي يشكل بتعداده السكاني ثاني أكبر قومية في هذا البلد الذي ينبغي أن يكون ملكاً لكل السوريين دون أي تمييز قومي أو طائفي أو مذهبي أو غير ذالك.
وللعلم فإنّ كل المهتمين بالشأن السوري قد باتوا يعرفون بأنّ خلفية هذه الحملات التخوينية الشعواء وهذا التصعيد الأمني الفج الذي يستهدف قوى إعلان دمشق الذي بات محاصَراً في الداخل بين مطرقة تهمة التعامل مع الأجنبي وسندان الزج بالأشراف في حبوس النظام...!؟، هي خوف النظام من ماهية الدور القوي الذي قد يلعبه هذا الإعلان بعد مؤتمره الأول الذي إنعقد وسط هكذا راهن سوري مقبل على مرحلة قد يكون عنوانها المجهول الذي مهّد له النظام نفسه جراء تماديه في قمع الداخل وتدخله بشؤون الجوار وتصادمه مع الأسرة العربية وتحديه للمجتمع الدولي.
وبما أنّ هذا الكل قد أضحى يعرف خلفية وحقيقة هكذا عربدة أمنية فإنّه مدعو بشكل جدي وعاجل إلى تشكيل الضغوط على السلطات السورية للإفراج الفوري عن معتقلي إعلان دمشق وعن كافة المعتقلين في السجون السورية المحتاجة للتبييض، ولوقف هذه الاعتقالات التي تُعتبَر إرهاباً للمواطن لتخويفه من مغبة الإهتمام بالشأن السياسي العام.
أما بالنسبة للذين لا يكفون عن إشاعة التهَم الباطلة ضد إعلان دمشق الذي يبدو أنه أصبح يتبوّأ بجدارة مرتبة صدارة القوى الحية والفاعلة في المعارضة السورية...!؟، فإنّ كلامهم ألأحابيلي هذا مردود عليه بعبارة وحيدة تليق بتلفيقاتهم الفزّاعوية التي سئمنا منها، وهي: لا نامت أعينكم ولا أنالكم الله بما في نفوسكم الأمـّارة بالسوء للآخرين وخسِئتم بما ترمون إليه من أباطيل...!؟، فقوى إعلان دمشق هي قوى وطنية ديموقراطية بإمتياز وهي ليست عميلة لأي أجنبي كما تدّعون وإنْ كان هنالك عملاء في هذا البلد فهم أنتم يا مَنْ تتسكّعون في عتبات الآخرين ليلاً ونهاراً وبمناسبة وبلا أية مناسبة...!؟.