كامل الأوصاف فتنّي

كامل الأوصاف فتنّي..

هذه هي صورة بشار وأبيه في الضمير الإنساني

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( من مقالة سقوط امبراطورية بشار الأسد ودكتاتور ابن دكتاتور ، ونقلاً عن عن "لو نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية للكاتب جون بول ماري الذي ينعت فيها نظام بشار وأبيه بأفظع الألفاظ ويعتبرهم امتداداً لبعضهم في الظلم والقهر والبطش والجبروت والطغيان واللا انسانية وسوء الأخلاق وجرائم القتل والتعذيب والتنكيل التي طالت الشعب السوري بأكمله ، إرواءاً لغرائزهم الوحشية ، الذي اعتبرهم فيها من فصيلة السّوريّات ، عندما وصف عهد الدكتاتور الأب بأنه عهد الجمود الذي طغى على كل مناحي الحياة فيه أقرب مايكون الى حياة السجون والمنافي والعسكرة والإجرام والبربرية في التعامل ، وكان الدكتاتور الآفل حافظ لايتعامل مع خصومه السياسين إلا بلغة التغييب الجسدي سواءاً بإخفاءهم في غياهب الزنازين الأرضية التي لاترى النور الى أن يموتوا صبراً أو تحت التعذيب أو قتلهم وردمهم تحت التراب الى أبد الآبدين ، وكان السوريين قد ظنّوا برحيل هذا الطاغية عام 2000 عبر اصابته بسرطان الدم سيكون هناك تغييراً في نظام الحكم ، ولكن تبين فيما بعد أنّ هذا الخلف أكثر دموية من سلفه ، وأنه مرغم على التعايش مع أبيه الميت، الذي تربى في كنفه، وشرب من حليب ظلمه ، فكانت أول انجازاته بوأده لحلم السوريين بالحرية والإنفتاح التي لعب على أوتارها بشار الى أن تمكن من الكرسي  ، ثُمّ قمع أصحابها ، وهو لايزال يلاحقهم ويوقع فيهم مااستطاع من الأذى الجسدي والمعنوي مااستطاع الى ذلك سبيلا ، فكانت فترته في الثماني سنوات من تسلطه واستيلائه على السلطة هي الأفظع من عهد أبيه وحشية وارهاباً وفتكا بالشعب وحركات التحرر والمنظمات الإنسانية والقوى السياسية، وهو نفس الأسلوب الذي اتبعه على الصعيد الخارجي فعمل على ضرب قوى التحرر اللبناني من وجوده الإستبدادي المخابراتي  بدل من صيغ التفاهم المعقولة في العلاقات الدبلوماسية بين البلدان ، وقام في خطوة استباقية لإرهاب المُطالبين بالعلاقات الندّية بين سورية ولبنان بتفجير طن من المتفجرات في موكب الحريري أدانه العالم بأجمعه عليها)

هذه هي الصورة العامّة لبشار وأبيه في الغرب وفي الضمير الإنساني العالمي ، ليس عند هذا الكاتب فحسب وإنما عن كُتّاب ومُفكرين وناشطين في حقوق الإنسان والأوروبيون ، وكذلك هي في ضمير الشعوب العربية والأجنبية ، وعلى الرغم من الإمكانيات المادية الضعيفة فقد قمت على شراء مايتجاوز  عن العشرين مؤَلَف جديد نزلوا السوق بهذا الخصوص،وجميعها يقول عن بشار واسرته المُحيطة من الإخوة والأخوال ،بانه طاغية ابن طاغية ، ودكتاتور ابن دكتاتور ، ودمويٌ ابن دموي ، وأنه ليس لهما مثيل في الظلم والقهر واستعباد البشر، على الرغم من امكانية بشار تحسين الصورة ووضع الرتوش اللازمة لتغطية جرائم أبيه السالفة، كما فعل ملك البحرين والمغرب ، ولكنه أبى إلا الإنزلاق بعائلته وسمعتها الى الدرك الأسفل ، مع أنني أُؤكد أنه ليس آل الأسد جميعهم مسؤلين عن جرائم الطاغيتين الأب والإبن، وكذلك ليست الطائفة العلوية مسؤولة ، بل هي مسؤولية شخصية يتحمل وزرها بشار ومن معه ومن يُشاركه بها ويرفض التخلّي عن بشار بعدما تبين له سوء ماقدمت يداه ، ولربما الحسنة الُعظمى التي يمكن أن يُقدمها المُحيطين به هو الإنقلاب عليه والتخلص منه بتقديمه الى المُحاكمة أو وضعه وراء القضبان ، بعدما هُيئت له الظروف المُناسبة للمصالحة وتغطية الصورة ، ولكنه ابى إلا أن يكون صورة طبق الأصل عن أبيه في الإنتهاكات لحقوق الإنسان والسير على خطاه ، وأنا بهذا الصدد أُرحب بخروج الدكتور رفعت الأسد عن نظام بشار وانحيازه الى الجانب المُعارض ، ونُرحب بخروج أيٍّ من أركان النظام وانشقاقه عنه ، ولكننا نُرحب أكثر بمن يُخطط للخلاص العملي من هذا النظام عسكريين كانوا أم سياسيين ، ويفتح ذراعيه للقوى الوطنية الحرّة والوطن ، لإعادة بناء البلد وفق النُظم المتطورة والنافعة 

ولا زلت أذكر بداية عهد بشار عندما أراد تسويق نفسه ، فأعطى التطمينات للمُعارضة بأن التغيير قادم ، وقام من أجل ذلك بإطلاق سراح مايقارب الخمسمائة سجين سياسي من أصل عشرات الآلاف في بادرة كحسن نيّة ، فرحبنا بها كمعارضة ، ولم نُحمله في المُقابل وزر أبيه كبادرة حُسن نيّة، من أجل اصلاح الوضع ومدّ الجسور المقطوعة ، ولكنه لم يكن إلا مُخادعا كذوباً ناقضاً لوعوده ولايفي بكلامه ، ومُتقلب الطباع والأهواء ، ولا ينظر الى الأمور إلا من العين الإستبدادية الضيقة ، فأغلق منابر الحوار وسجن مثقفي ربيع دمشق وأنزل بهم الويل والثبور ، وكشّر عن انيابه بعد قليل من تسلطه ، وقال لست أنا إلا كأبي وبرهن على ذلك عندما حاول أن يأد ارادة شعبنا السوري وقمع أحراره بكل الوسائل التي كان يمتلكها أباه بل أضاف عليها الكثير ،وكذلك على الصعيد الخارجي لم يتغير شيء ، وبالأخص لبنانياً الذي أكد لهم من خلال تفجير موكب رمز لبنان الحريري ، وماتبعه من عمليات الأغتيال والتفجير لكبار رجال الدولة اللبنانية ، بأنهم سيترحمون على النباش الأول ، الذي عُرف عنه البطش والدمويه وإخفاء المُعارضين الى الأبد ، إما بالقتل أو الإخفاء في عتمة السجون أو نفياً الى الخارج ليننضموا الى الملايين المحرومة من العودة الى الوطن، وكذلك لبشار لم يهنأ باله ويرتاح ضميره  إلا بعد إرسال المزيد من عُشّاق الحرية الى المجهول ليهنأ هو ونظام حكمه في الجلوس على كراسي التسلط ولو على كتل الجماجم ودماء الأحرار ، ومعانات وآلالام وأهات الشعب الأعزل والمُسالم

 

من أجل ذلك عمد بشار على زيادة الأجهزة الأمنية القمعية ، حيث كان على عهد أبيه ستة اجهزة استخباراتية بوليسية معروفة بإجرامها وسمعتها السوداوية الهمجية القاتمة ، والتي يُديرها أُناس لايعرفون شيء اسمه الرحمة ، وقلوبهم عطشى لشرب الدماء واشباع نزواتهم العدوانية الأشد بشاعةً من الوحوش الكاسرة، ولكل جهاز من هذه الأجهزة أزرعته الدموية الباطشة وأسراره وسجونه ، فزادهم بشار باثنين اضافيين كي لايتعداه العيب .

الأول: بما يختص بملاحقة ومُتابعة المُغتربين ال17مليون ،ورصد تحركاتهم وأعمالهم وكتابة التقارير عنهم ، لذلك وقع الكثير من المُغفلين العائدين لزيارة الوطن بمكيدة تصديقهم لفرية الإنفتاح وتَغير الوضع الى المُساءلات والإستجوابات المُرافقة لأسواء أنواع التعذيب للإعتراف بما فعلوه أثناء غيابهم عن الوطن لعقود ومالم يفعلوه ،ولاستنطاقهم  عما يعرفوه وعمّا لايعرفوه ، ومنهم أُناس أعرفهم تحدثوا لي عن مأساة زيارتهم .

 والجهاز الجديد الآخر : مُتعلق بالداخل السوري ، ويُديره ماهر أخو بشار ، له صلاحيات أوسع من جهاز الإستخبارات العسكرية السورية السيء الصيت والسمعة والأكثر دموية وإجراما الذي يديره آصف شوكت زوج اخت بشار ، وهذا الجهاز الجديد يُنسب الى الداخلية ، وهوالذي وقف بكل قوّة وصلافة بوجه كل من نادى بإلغاء قانون العار والعهر اللاانساني 49 اعام 1980، والأشبه بقانون الغاب وتقنين الجريمة ، والذي يحكم لمجرد الإنتساب للإخوان المسلمين بالإعدام ، والذي قتل بموجبه الى الآن عشرات الألاف من الأبرياء المدنيين ، ولازال سيفاً مُسلطاً على رقاب المُعارضين السوريين، والذي تطور على عهد بشار ، فصار يُحكم به على الضمائر ، إن كانت الأنفس مُستعدّة للدخول في هذا التنظيم الإسلامي المعتدل أم لا ، ويتبين ذلك عند إخضاع المشتبه به للتعذيب لعدة أشهر ، حتى يكتب إقراراً على نفسه بأنه كان ينوي الدخول في الإخوان ، حتى إن كان مسيحياً أو ليبرالياً أو مُلحداً ،، مع العلم أنّ هذا التنظيم الإخواني هو نفسه  الذي يتعامل النظام مع مثله في الأقطار العربية دون غضاضة ، بينما الأخوان السوري محكوم عليه بالإعدام ، وهذا مايؤكد على شيفونية النظام وازدواجيتة في التعامل ، وكذبه على نفسه بادعاءاته الباطله على الاخوان المسلمين في سورية 

وآخر ما أود قوله لبشار والمُحيطين به مُخلصاً ، ومن باب ادفع بالتي هي أحسن ،وليس عن ضعف ، وإنما عن نصيحة لما ذكرته أعلاه عسى أن يجد كلامي الأُذن الصاغية ، والقلوب الواعية ممن لاتزال عنده بقية منها ، لنُفادي الوطن مسيرة الإنزلاق الى الهاوية التي يسير اليها في ظل هذه الطغمة الحاكمة، ولكوننا سياسيين ونملك من الحكمة والشجاعة مانُريد قوله بحرية كاملة لمصلحة الوطن ،فإنني أقول لهم تعالوا لنبني البلد على أسس سليمة وجديدة ، تعالوا نمد الأيادي البيضاء وننسى الماضي ، تعالوا لنُحارب الفساد الذي عشعش في كل مناحي الحياة بفضل سياستكم الإستبدادية ، تعالوا نمسح دمعة اليتيم وجور الزمان والطغيان عن الناس ، تعالوا نُصفي القلوب السوداء ، تعالوا نُنعش الأمل لدى شعبنا في المستقبل القادم الى الأحسن ، تعالوا الى كلمة سواء ، ولا أعتقد أنّ من مصلحة الزمرة الحاكمة أن تُبقي في ذاكرة العالم الإنساني وشعبنا السوري عنهم بأنهم كأمثال ستالين وهتلر وموسوليني وشاوشسكو والفراعنه والقرامطة وكل الأوغاد التاريخيين، وخاصة وأن المُستندات الغربية بما يتعلق بالحكم البائد قد تمّ الموافقة على نشرها ، مما سيشكل فضائح ستعمل على التهييج وإثارة الأحقاد وبالتالي دوافع الإنتقام ، ونحن في غنى عن فتح أبواب الفتن ودوافع الثأر وأخذ البلاد الى مالا يُحمد عُقباه ، تعالوا لنطوي صفحة الماضي ونبني الى المُستقبل ونسمع منكم وتسمعون منّا ، ونرفع الحواجز التي وضعتموها على أبناء الوطن ، وعليكم أن تُفكروا ولو لمّرة واحدة وأنتم بعيدين عن غرور كراسيكم ومناصبكم وحاشيتكم المُزيفة التي ستبيعكم مع أول محنة لكم ، ولن تبقوا إلا أنتم في مواجهة الشعب الذي لن يرحم من أساء له ، واستمر في غيّه الى يوم الإمساك به ، وتأكدوا تماماً لو دامت لغيركم ماوصلت اليكم ، وهي سُنة الله في الأرض فأحسنوا التصرف وأنتم في هذا الموقع قبل أن تجتاحكم غضبة الجماهير ، وتُصبحون لعنة اللاعنين الى يوم الدين ، وعناويننا معروفة، ومن يطرق الأبواب يجدها مفتوحة ، وإنّا لمنتظرون.