حماس وقد بلغت سن الشباب

حماس وقد بلغت سن الشباب

خليل الصمادي

[email protected]

عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض

قبل عشرين ستة وفي مثل هذه الأيام أيام البرد والصقيع الجغرافي والسياسي كان لا بد من انطلاق حركة تعبر عن آمال وطموحات الأمة لأن السيل بلغ الزبى، والتقاعس وصل الذرا،  وانطلق هذه الحركة وفاجأت الكثيرين لأنهم ضعيفون في أخبار السنن الكونية ،ولما عرفت هويتها  وحاول المناوؤون لها من عرب وعجم أن يوؤدوا الوليد في مهده ظنا منهم أن حماس اسم لأنثى وأن العرب ما زالت توئد بناتها خشية الفقر ، وفعلا تم حفر القبور الكثيرة وطمع الدافنون أنهم سيقبرون الفقر إذا قبروا هذه الحركة المجاهدة  فالإملاق يهددهم لأنهم رهنوا البلاد والعباد بيد عدو الله والمسلمين ولأنهم وعدوا بالمساعدات إذا نجحوا في الوأد وأصبحت المساعدات مرهونة بالقضاء على الحركة، بل ولأول مرة وعدوا بدويلة بعد اتفاقات ومعاهدات وووو.

ولكن أبت إرادة الله إلا أن تنمو حماس وتترعرع بين الشعب الذي رعاها الذي أحجبها وأحبته ، وتمضي السنون وتتطور العلاقة بين المناضلين والمجاهدين  والحركة وفي الوقت نفسه يزداد المناوؤون وتزداد أكاذيبهم للنيل من الحركة  وتتفتق أذهانهم بعد فشلهم في عملية الوأد أن يصبحوا أوصياء على الحركة لأنها على حد زعمهم ما زالت صغيرة فهي لم تبلغ الحلم بعد ولا بد من الصبي أن يكون له ولي يوقع عنه ويتكلم باسمه بحجة أن هذا الغلام اليافع  ما بلغ مرتبة المناضلين الذين سبقوه عقودا من الزمن ، وكانت المؤامرات والوصايا والتجهيل .

ولكن الحركة نمت  وكبرت حتى وصلت سن الشباب والقوة  فقبل ثلاث أعوام بلغت سن الشباب والرجولة ولم يعد أحد يدعي بأنها ما زالت قاصرة وبحاجة إلى معلم يعلمها النضال وممارسة السياسة وفي أيامنا هذه بلغت عامها العشرين،  فزمن الوصاية والاتهام قد ولى ولا بد أن تكون في موضع مناكفة واتهام يتناسب مع عمرها وسنها فهاهم الآن يكيلون الاتهامات ليل نهار ، ولكن يبدو أن هذه الاتهامات قد استهلكت لا سيما أن الحركة الشابة بلغت أوج قوتها وأصبح كالصخرة ترد أو يرد محبوها كل الاتهامات الجوفاء التي ما عادت تسمن أو تغني من جوع.

على أعداء الحركة اليوم أن يواجهوا الحركة ومناصريها بالصراحة المطلقة علهم يصدقون ولو مرة واحدة عليهم أن يعلنوها دون تردد وليقولوا بلسان واحد نريد أن نقضي على حماس ابعد أن فشلنا في وأدها منذ زمن مضىوبعد أن فشلنا على فرض الوصاية عليها ومصادرة قرارها  لأننا عاهدنا الدول الكبرى على ذلك حتى تمن علينا ببعض الفتات ، ونحن لا نحب إلا أن نفي بوعودنا لأن المنافقين هم الذين لا يفون بوعودهم

هذه هي المعركة اليوم تستقبلها حماس في عيدها العشرين والأعداء يزدادون ويكشرون عن أنيابهم وفي الوقن نفسه تزداد حماس شبابا وتألقا وشعبية بين محبي العدل والسلام والحق ليس عند الفلسطينيين وحدهم بل عند الشعوب كافة ومن لم يصدق فليتابع المحطات الفضائية وشرائطها الإخبارية ومواقع الإنترنت والصحف الحرة والمجلات المحترمة ليرى الشعبية التي تحظى به الحركة اليوم على مستوى العالم أجمع.