مَن الخنجر المسموم خدّام أم التواطئ
مَن الخنجر المسموم خدّام أم التواطئ
مع النظام السوري
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
( يأتي أعتقال نُشطاء ورموز إعلان دمشق إثر الدعاية الرخيصة التي سوّقها النظام
السوري ، بدعوى تواصلهم مع الغرب والأمريكي ، ومد اليد الى الخارج ، والذي أوحى
لُعملائه ومُرتزقته بتكثيف الجهود لنشر هذه الأكاذيب ، ليكون هناك مبرراً لاعتقال
قادة الإعلان الوطني واستجواب مُعظم أعضاءه ، ولكن الشيء الغير مفهوم والذي يدخل
ضمن الشكوك المشروعة ، أن يتزامن إنسحاب بعض الأعضاء كهيثم منّاع وحبّو وغزالي من
الإعلان ، وإصدار التصريحات نفسها التي يُطلقها النظام في هذا الوقت العصيب من
مسيرة الإعلان ، في نفس الوقت الذي أعلن فيه الأخرون ممن أعلنوا عن نيّتهم الإنسحاب
بتجميد ذلك كأسلوب احتجاجي على الإعتقالات التعسفية التي جرت لقادة الإعلان، بل
ويتمدمد المنّاع ليُعلن عن الخناجر المسمومة وغيرها في صفوف الوطنيين والشُرفاء من
المُعارضة ، في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الوطنية السورية تقارباً وتلاقياً
وتآلفاً وتضامناً أكثر من ايّ وقت مضى بين معظم الطيف السياسي ، وربما تكون الدعوة
الى مؤتمر وطني يضم تحت خيمته معظم القوى الوطنية المُعارضة في الوقت القريب، والذي
لربما هذا مايسعى الى نسفه السيد منّاع وأمثاله وكذلك النظام السوري)
وكما يُقال ل "من منكم بلا خطيئة
فليرمها بحجر" وكذلك الأمر ينطبق على جميع الناس والفئات ، ومن غير المُفيد أن ينبش
أحدنا بالماضي ويسترجع الذكريات المؤلمة التي لاتخدم مستقبل الوطن ، ولا تخدم إلا
هذا النظام وبقاءه والإطالة بعمره ، ومن المُعيب على أحدنا أن يفرض على الآخر
ماينبغي القيام به من عدمه ، ويفرض عليه تحالفاته ويُحدد له علاقاته ضمن الرؤية
التي يريدها هذا المُغفّل، ويظن بنفسه الفهم وينفي عن الآخرين ذلك ،ولا يلتمس
المُبررات لأعمالهم من أجل وحدة وتقوية الصف المُعارض ، إلا اللهم إذا كانت
التعليمات من نظام القمع لهؤلاء بهذا الإتجاه وهذا ما أعتقده من خلال الصفقة التي
عُقدت أثناء زيارة السيد منّاع الترفيهية لسورية ؛ والتي لم يحلم أيّ مُعارض بمثلها
من الذين تختخت أجسادهم في الخارج من طول الغربة
ومن المؤسف جداً في ظل هذه الظروف
الصعبة التي تشهدها الساحة السياسية الداخلية السورية ، وفي ظل أجواء الإرهاب الذي
يُمارسها النظام والإعتقالات التي طالت المئات من الأحرار الشرفاء أن يصدر عن
المنّاع ومجموعته التصريح الذي يتهم فيه المُناضلين بالعمالة بقولهم : " بدأ هذا
الفريق يمد يده للخارج صراحة ولأمريكا تحديدا
دون استشارة أحد".
ويقصد بالتحديد الفائزين بالدورة الجديدة في الإعلان ، وكما صرّحت مجموعة المنّاع
من أنّ تجميد عضويتهم في الإعلان "يأتي احتجاجا على المواقف السياسية لأمانة إعلان
دمشق
الحالية، والتي اعتبروا فيها أن
المؤتمر الأخير للتجمع الذي احتضنته دمشق وتم فيه انتخاب
أمانة عامة جديدة للتجمع، الخنجر
الثاني الذي يوجه للمعارضة الديمقراطية بعد الخنجر
الأول الذي مثله تحالف الإخوان
المسلمين ونائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم
خدام."
ولاشك أنّ هذا الكلام خطير ، ولا ينم إلا على غباء أو عقم في تفكير صاحبه ، أو
تواطئة مع نظام القمع والجريمة ، لإعطاء المُبررات للإيقاع بالأحرار الوطنيين
السوريين ، وكما جرى ذلك بالواقع خلال الأيام السابقة واعتقال العشرات من المناضلين
تحت تلك المبررات ، التي يُسوقها النظام بنفس الإتجاه للإيقاع بالأحرار، وتحت مُبرر
سيطرة التوجه الليبرالي الذي بدأ يكتسح الإعلان ، وما العيب في ذلك مادام هؤلاء
جاءوا بالطرق الديمقراطية المشروعة
ثُمّ طاش صواب المنّاع وجماعته ، أو
كما جاءتهم التعليمات من نظام بشار، عندما انتقدوا المُناضل المندلّي رياض الترك
واتهموه بالسطحية والإختزالية لتصريحاته لقدس برس التي
فجّر من خلالها القنبلة التوافقية في الأجواء الوطنية السورية ، ليُغير بعض
المناخات مع رياح التغيير ؛ من التطرف في النظرة الى الآخر الى الإعتدال ، والتصالح
مع التيار الديني ،ونظرته الإيجابية المُهمّة لجبهة الخلاص وقادتها ، وكذلك
ماجاء في لقاءه مع قدس برس الذي تكلم بكل جُرأة عن العلاقات مع الخارج عندما
وجّه التحية وبكل جرأة للرئيس الأمريكي جورج بوش ، لتصريحاته الأخيرة المؤيدة
لمطالب نشطاء إعلان دمشق وإطلاق سراح من اعتقل منهم ، ونفيه ان يكون ذلك
تدخلا في الشؤون الداخلية ، لأن ذلك يدخل كما قال : "ضمن العمل الإنساني
النبيل"الذي لا يملك أي مدافع عن حقوق
الإنسان إلا أن يحييه
وإن صدر عن بوش أو أي إنسان يريد أن يُعين " ، وتوجهه الى المجتمع الدولي
ومُطالبته له بأن يكون قوة خير لدعم
الحركات الديمقراطية لتنجز التغيير،
فوضع بذلك اللبنات الجريئة للتعامل مع الخارج وفق ماتقتضيه مصلحة البلد والشعب
وعملية التغير وتبادل المصالح بين الشعوب والدول ،وكسر حاجز التخويف من الإقدام على
مثل هكذا خطوات
ثمّ تجرأ المنّاع ومجموعته على تحالفات
الإخوان المسلمين مع السيد عبد الحليم خدّام ، في سابقة لامثيل لها وغير مقبولة على
الصعيد السياسي من مثله لجماعة أفنت عمرها في النضال والجهاد السياسي ، والتي دفعت
التضحيات الكبيرة في مقاومة نظام الطُغيان ، ثم يأتي اليها هذا المُدلل الذي هاجر
الى فرنسا ليجلس هناك وراء طاولة ومكتب ، ويحتل المنصب بإسم المقموعين ليبيعه لمن
أخرجوه ببعض المزايا والإغراءات ويتحدّث بإسمهم بقصد تفرقة الصف ، ليُملي على
الإخوان ماينبغي ومالا ينبغي،ويُحملهم الجميلة بأنه تكّرم وتمنّن وتعطّف بالتحالف
معهم ، فأقول له : بأن الإخوان المسلمين والتيّار الإسلامي الذي أنا منه في غنى عن
خدماته وأفضاله ، وأنه قد آن الآوان بأن يقف عند حدوده ، وأننا لانسمح لأيٍّ كان
بأن يفرض وصايته علينا ، وأنه لنا خطنا الإسلامي المُستقيم الذي لانُفرق به بين أحد
من أبناء الوطن ، وأنه شعارنا كلنا خطاؤن وخير الخطاءين التوابين ، وبالتالي
لانقبل من أحدٍ بأن يُزاود علينا ، كما لانقبل على أنفسنا بالتدخل في خصوصيات
الآخر.
وأخيراً بهذا الصدد : أوجه ندائي الى
القيادة الجديدة في الإعلان ، بتغيير الكادر الإعلامي السابق المتواجد على موقعهم
النداء ، الذي يحجب مقالات المُعارضين المُخالفين لتوجههم ، ومنهم جميع مقالاتي ،
ويُبرز منجزات أمثال المنّاع كما وأوجه ندائي الى جماعة الإخوان المسلمين باستبدال
الطاقم لنفس الأسباب ، لتراجع الصدى الإعلامي المهم لهذه الجماعة من خلال الطاقم
الموجود حالياً ، وأقول لهم ولغيرهم ، بأنه لابد من رسم سياسة اعلامية نشطة ، تُلبي
مُتطلبات المرحلة ، وتأخذ بعين الإعتبار استيعاب أكبر عدد من الكتّاب والتنوع
الفكري السياسي.