حصار ظالم
حصار ظالم
د. محمد الريفي - غزة
من / الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب
إلى / علماء الأمة ودعاتها الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى على حضرتكم ما يحدث الآن في فلسطين، من حصارٍ، وتجويعٍ، وقتل، وتشريد، وقتل لمليون ونصف محاصر في قطاع غزة بالبطيء كل يوم. أراكم تعلمون أن المرضى يموتون وهم ينتظرون الدواء، أو الخروج للعلاج في الخارج. أظنكم شاهدتم أهلكم في فلسطين وقد بلغ الجهد منهم منتهاه، وضاقت عليهم غزة بالحصار.
أيها العلماء والدعاة الأفاضل... ربما قرأتم عن الطفلة سناء محمد الحاج (6 شهور)، والتي توفيت في مستشفى النصر للأطفال في مدينة غزة، بعد رفض سلطات الاحتلال السماح بعلاجها من مرض خطير تعاني منه، وغيرها المئات من المرضى والمصابين.
قال نبيكم ونبينا، صلى الله عليه وسلم :{ما من امرئ يخذل امرأ مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته}!
أيها الأفاضل الكرام ... إن الناس ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، ويترقبون جهدكم وتحرككم، فهل لكم من وقفه؟!! هل لكم من انتفاضة؟!!
أيها العلماء يا ملح البلد، ما يصلح الملح إذا الملح – معذرة – فسد؟!! الأمة الغرقى تحتاج إليكم لتنقذوها، ولا عذر لكم إن لم تفعلوا، فأنتم القادة والناس لكم تبع! نذكركم بالله، فهذا حقكم علينا، فلطالما ذكرتمونا. فالموقف بين يدي الله شديد، والسؤال يوم القيامة عسير، وحق المستضعفين المحاصرين في رقابنا جميعاً.
عن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : {المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة}.
رواه البخاري (2310) ومسلم (2580).
نطالبكم بالقيام بحق إخوانكم المحاصرين عليكم. وندعوكم للوفاء بعهد الله، وحق التبيين للناس وللحكام. لن نقول لكم ما ذا تفعلون، فأنتم أهل العلم، والعقل، والحكمة، والدين. واعلموا أنكم الحصن الحصين، والجبهة الأولى، التي إن سقطت في مواجهة هذا التحدي، كان ما وراءها من جبهات أضعف وأهون.
ننتظر منكم رداً عملياً، وتحركا فاعلاً، ولتعلموا أن شعوب أمتكم معكم، يقوون ظهوركم، ويعملون بجهد، وجد لفك هذا الحصار الظالم عن أهلنا المحاصرين في غزة هاشم.
هذا ما لدينا، وننتظر بشوق ما لديكم.
اللهم هل بلغنا.. اللهم فاشهد.