إلى كل الذين تساءلوا عن موقف الإخوان
بالمشرمحي 3
إلى كل الذين تساءلوا عن موقف الإخوان
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
[email protected]
( كثر اللغط في الأيام الماضية ، عن موقف جماعة الإخوان المسلمين ، العنصر المؤسس
لجبهة الخلاص السورية مع السيد خدام ، والتي ينضوي تحت لواءها العديد من الأحزاب
والتنظيمات والشخصيات السياسية ، حول موضوع إحياء فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية
والتي تتعلق بالموقف من الطائفة العلوية،والذي روجّ لهذه الإشاعة المُغرضة النظام
السوري ، فانبرى العديد من الكتاب والأقلام بدافع الغيرة ولجلاء الحقيقة للإستيضاح
عن حقيقة الأمر ،فدخلنا في سجالات وطنية رائعة في مناقشة هذا الموضوع ، ولصعوبة
الإتصال بالأخوان وربما لقيمة التكاليف في تسجيل سبق صحفي ، قمت من خلال ماأملكه من
وثائق ومعلومات وإطلاعات واسعة على المعارضه ومنهم الأخوان في موقف التبيان لحقيقة
مايؤمنون به ويعتقدونه من نبذهم لكل أشكال العنف وايمانهم المُطلق في أهمية التعايش
السلمي وسعيهم في إقامة الدولة المدنية التي أساسها
المواطنة والطائفة العلوية ركنٌ منها كما هي بقية شرائح المجتمع الأخرى ،
وقد صدقت استنتاجاتي جميعها فيما أوضحته عندما صرّح المراقب العام للإخوان المسلمين
بكل صراحة عن موقف جماعته)
ففي حديث لقدس برس ونُشرفي كثير من المواقع ومنها المرصد السوري وأحرار سورية ،
كانت أثار العجب بادية في أقواله لما أُثير من ضجّة لا أساس لها من الصحّة حول
إحياء فتوى ابن تيمية التي كان لها زمانها وحيثياتها وظروفها ، والتي فُهمت خطأً من
قبل المتعصبين والمُتحجرين، إذ أنّ الفتوى بتاريخها لم تكن تشمل المُسالمين من أي
طائفة كانت ،ودليل ذلك وجودهم بكياناتهم بحينها دون المساس بهم أو غيرهم، وإنما
شملت في أُصولها كل المتعاونين والمتآمرين على الدولة الإسلامية سواءً كانو سنّة أم
علويين أو غيرذلك ، وهذا ما أكده القيادي الإخواني زهير سالم من خلال رؤيته "أحفاد
ابن تيمية ولا فخر" والتي أُثير حولها لغط في غير محلّة ، وبينت في المقالة السابقة
وجهة نظره الصحيحة من خلال قراءاتي واطلاعاتي على التاريخ الإسلامي المجيد ، وبيّنت
بالكلمة ماقصده
فناشد المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية قوى المعارضة الوطنية السورية على
عدم الانجرار وراء هذه المحاولات التي نفى علاقة جماعته بها أصلاً .والتي عزا
ترويجها الى أن النظام السوري وقال عنه:" لا يزال يلعب على أوراق تخويف أبناء الشعب
الواحد بعضهم من بعض، ليضرب هذا بذاك.. في الداخل يتحدث عن عمامة ابن تيمية القادمة
.. وفي الخارج يحذر من الإرهاب والأصولية والفوضى والحرب الأهلية .."ثمّ دعى
المُعارضة الوطنية أن تقلب الطاولة فوق النظام ، عبر الزيادة في تلاحمها وتعاونها
وتوافقها واستبعادها الى كل مايُسيء الظن بالآخر، وخاصةً وأنّ لجماعته وثائق
وأوراقاً عديدة سبق تصديرها في السابق تُنافي جملة وتفصيلاً مثل هذه الإشاعة ،
وتوضح موقفهم من القضيّة الطائفية المذهبية وقال : "في أكثر من وثيقه، بينت جماعتنا
حرصها على أن تقوم في سورية دولة مدنية حديثة تكون فيها المواطنة مناط الحقوق
والواجبات، بغض النظر عن الدين والعرق والمذهب".
ثمّ أشار الى ميثاق الشرف الوطني الذي أصدرته جماعته في مايو 2001 والى المشروع
السياسي الذي أعلنوه لبناء سورية المستقبل في (ديسمبر) 2004 والورقة الخاصة التي
أصدروها في (مارس) 2006 عن التكوين المجتمعي السوري وموقفهم من القضية الطائفية،
وأوراق تأسيس إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي، وجبهة الخلاص الوطني .. والتي
في جميعها تؤكد جماعته الموقف الواضح والمتمسك بدولة المواطنة التي لا تستثني ولا
تقصي أحداً ، مما يُناقض تماماً ماأُشيع بهذا الخصوص بالتشكيك في موقف الإخوان
المسلمين الوطني والثابت بل والراسخ في منهجيتهم منذ التأسيس للجماعة
ثم أكدّ على مرجعية الإخوان المسلمين الإسلامية الملزمة والتي تتمثل فقط في القرآن
الكريم والسنة المطهرة، وما عدا ذلك من اجتهادات الفقهاء فهي اجتهادات بشرية قابلة
للأخذ والرد والخطأ والصواب ، ولا تلزمهم كإخوان الأخذ بها أو اعتمادها ، وهي فتوى
تعود إلى ما قبل سبعة قرون تختلف زمانها وظروفها وحيثياتها وأسبابها وأُطرها ومن
المقصود من وراءها
ثم أعلن البيانوني بكل وضوح "أنّ أبناء الطائفة العلوية يعانون من ظلم النظام كما
يعاني أبناء الشعب أجمع،وأنه وجه وجماعته وجبهة الخلاص أكثر من نداء للمواطنين
العلويين للانخراط في مسيرة التغيير وأن لا يكتفوا بدور المتخوف أو المتشكي أو
المتفرج، وأنهم في المُعارضة أعتبروا الدكتور عارف دليلة وأمثاله من إخواننا
العلويين، أنموذجا للمناضل الوطني الشريف،وهذه مُلاحظة مهمّة الى تضامنهم مع أي
مواطن مظلوم من أيّ عرق كان أو أي طائفة ، وأنّ هؤلاء جميعهم في نظره وطنيون
ومناضلون ويستحقون التقدير والتكريم
وختم حديثه بأن معركتهم الأولى والأخيرة هي مع الاستبداد السياسي، وقال: "نؤكد
دائما أن معركتنا هي مع سياسات الاستبداد والفساد وليست مع الأشخاص أو الأحزاب أو
المذاهب أو الطوائف. وقال :في جوهر تحركنا نتطلع إلى حالة تشبه ما كانت عليه القضية
السورية أيام الكتلة الوطنية التي أنجزت بتلاحمها وجهدها الاستقلال".
وأخيراً : أحمد الله تعالى أنني لم أُخيب أمال القراء فيما ذهبت إليه من
الإستنتاجات حول جماعة الإخوان المسلمين الوطنية ، التي أثبتت على الدوام أنّها مع
كل الشعب والى كل الشعب ، وإن مثلها لايمكن أن يتآمر على أي فئة أو شريحةٍ من أبناء
الشعب ، أو تفتي بفتاوي لاتؤمن بها وليست من منهجيتها ، والتي شعارها الكلمة الطيبة
أفضل سلاح للتآخي والكسب وتمتين العلاقات، ولأخي وحيد صقر كل التحيّة والذي أثبت لي
من خلال اتصاليه بي أحدهما من أمريكا والثاني من بريطانيا أنه يتمنى ردّ الشيخ
البيانوني كي لايدخل الى الساحة أيّ عابث وللإستيضاح والتبيان للناس، وكذلك الأستاذ
أشرف المقداد الذي أثار الموضوع على أساس كلنا كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد ، وأخي الدكتور زياد الديري من أمريكا الذي كان رأيه مُطابقاً
لرأيي وشدّ على يدي، والى كل الذين اتصلوا بي مشكورين بهذا الخصوص، ولنقول وبكل فخر
، هذه هي مُعارضتنا الوطنية السورية التي نُفاخر بها ، وهذه هي التي ضحت من أجل
وطنها ، وستبقى كذلك حتى إزالة الإستبداد والطغيان ، وإعادة الحرية للشعب وكرامته
باذن الله.