الإسلام والإرهاب في ضوء السياسة الأمنية
محمد هيثم عياش
برلين / 12/03/10ناقش خبراء السياسة الامنية في المانيا وبعض دول الاتحاد الاوروبي وعلى مدى يومين في العاصمة برلين من خلال مؤتمر خاص حول السياسة الامنية حقوق اختيار الشعوب في ضوء اعلان الغرب الحرب ضد الارهاب وما اذا كانت الشعوب التي تدعم ما يطلق عليه بمنظمات الارهاب الدولية او المقاومة الشعبية في بلادها ضد المحتل مثل الوضع الحالي في افغانستان .
فرئيس قسم بحوث الارهاب في الدائرة الاتحادية للامن العام وحماية الدستور هانس جورج انجيلكا يرى ان مراعاة ارادة الشعوب في ظل الحرب ضد الارهاب يعتبر عائقا على تحقيق انتصار عسكري ضد منظمات الارهاب الدولية فالعالم لا يعيش في حرب كلاسيكية اي حرب دولة ضد دولة بل يعيش في اجواء حرب شبيهة بحرب العصابات والمدن فهدف منظمات الارهاب الدولية التفجير واعاقة الحركة الاقتصادية وإضعاف الدولة ومحاربة هذه التنظيمات دون الاخذ بعين الاعتبار غضب الشعوب ضرورة ملحة وذلك من اجل السلام والامن الدولي .
وتؤكد مندوبة مجمع اساقفة البروتستانت لدى الحكومة الالمانية هايكيه شبيكر ان قوانين الحرب الدولية تؤكد على ضرورة وقف اي عمل عسكري في الدولة التي تعاني من العنف اذا ما كان شعب تلك الدولة يساند المقاومة ضد المحتل فالمقاومة الافغانية مثل الطالبان وغيرها تريد تحرير بلدهم من المحتل وينظرون الى حكومة بلادهم حكومة عميلة فقوات حلف شمال الاطلسي / الناتو / ذهبت الى افغانستان لطرد الطالبان من حكم كابول واستطاعت تحقيق ذلك الا ان استمرار وجودها يعتبر مخالفا للقانون الدولي وانتهاكا لحقوق الانسان وارادة الشعوب كما ان أي مقاومة اخرى في بلد ما مثل لبنان وفلسطين تحظى بتأييد شعبي فيجب على العالم احترام ارادة الشعوب وعدم وصف تلك المقاومة بالارهاب / وعلى حد تعبيرها فان هناك ارهاب مرغوب وارهاب مرفوض فالمرغوب مقاومة المحتل والمرفوض قيام الارهابيين بزعزعة امن الدولة الامنة .
وينتقد رئيس قسم بحوث الفكر الاسلامي في الشرطة الاوروبية / الاويروبول / كلاوس تسوخ رأي شبيكر فهو يؤكد ان الاسلام دين حيوي وتعاليمه تطالب المسلمين بعدم الركون الى الأمر الواقع يعني أنه اذا ما وقعت دولة اسلامية ما تحت المحتل فيجب على ان لا يرضى بذلك وينبغي عليه مقاومة المحتل لاخراجه من بلاده والمانيا وأوروبا وحلف شمال الاطلسي / الناتو / تعيش تحت مراقبة الارهاب الاسلامي الذي يعتبر اخطر من منظمات ماركسية ويمينية كانت نشطة في اوروبا زمن الحرب الباردة ومحاربة منظمات الارهاب الاسلامي ضرورة ملحة اذ ان معظم دول العالم الاسلامي وفي مقدمتها السعودية وسوريا ومصر ودول في شمال افريقيا والخليج العربي تنظر الى الارهاب الاسلامي بأنه خطر محدق وبالتالي فان حملة الفكر الاسلامي الذي يدعو الى العنف يخالف تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية .
وللتوصل الى صيغة مرضية للحيلولة دون انتهاك حقوق الشعوب وارادتها في ظل الحرب الارهاب فقد اقترحت زعيمة منظمة العفو الدولية في المانيا مونيكا لوكيه مساهمة زعماء الحرب ضد الارهاب وخاص تلك الدول التي تشارك بانزالات عسكرية في افغانستان الحوار مع المقاومة الافغانية بدون شروط فان كل دولة احتلت دولة اخرى خرجت منها في آخر المطاف مرغمة واستطاعت الحفاظ على ماء وجهها من الهزيمة امام المقاومة الشعبية خلال حوارها مع زعماء المقاومة والطالبان ومعهم المقاومة الافغانية الاخرى لا يقاومون المحتل الا بسند من معظم الشعب الافغاني مؤكدة ان استمرار الحرب ضد الارهاب عامل على ازدياد حدة التطرف وعلى الدول التي ترغب باحلال السلام والحرية في العالم المبادرة بالحوار السياسي مع الحركات الاسلامية وغيرها على حد أقوالهم .
وقد عقد المؤتمر الذي بدأ أعماله مساء يوم الاربعاء من 10 آذار /ارس وانتهى الخميس في مبنى بلدية ولاية العاصمة برلين تحت رعاية مسئول شئون السياسة الامنية بولاية برلين / وزير / ايرهاردت كورتينغ بالتعاون مع شئون السياسة الامنية في الاتحاد الاروبي وحلف شمال الاطلسي .