الإخوان يطالبون العالم بالتحرك لنصرة الأقصى

الإخوان يطالبون العالم

بالتحرك لنصرة الأقصى

بيان من الإخوان المسلمين

حول الإجرام الصهيوني ضد المقدسات

في فلسطين وتخاذل النظام العربي والإسلامي

في الوقت الذي باتت فيه مقدسات أمتنا العربية والإسلامية في خطر  .. وبعد أن صعّد العدو الصهيوني عدوانه على الأراضي والعرض وأراق الدماء وعاث في فلسطين فساداً ... توجه بإجرامه لاغتصاب المقدسات الإسلامية كالحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح زاعماً أنها تدخل ضمن الآثار اليهودية  !

وخلال الأسبوع الماضي باتت التهديدات الموجهة صوب المسجد الأقصى واقعاً على الأرض يهدد وجوده ويستبيح حرمته ويضرب بعرض الحائط مكانة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى مليار ومائتي مليون مسلم دون أن يتحرك النظام الإسلامي والعربي ضد هذا الصلف والإجرام الصهيوني  .

وإن ما حدث أمس ولازال يحدث اليوم يؤكد على أن العدو الصهيوني  وفق تصريحات كبار مجرميه لم يجدوا نظاماً عربياً أو إسلامياً يقول لهم أن ما يفعلونه جريمة في حق الأمة الإسلامية والعربية .

ويرى الإخوان المسلمين أن اقتحام المسجد الأقصى واستباحة ساحته والتعدي على المصلين والمرابطين فيه جريمة مستمرة يتحمل وزرها العالم كله الذي لاذ كعادته بالصمت وأكدت تصرفاته شبهة التواطؤ مع الصهاينة الذين لم يحترموا التراث الإنساني ويواصلون التعدي على عقائد الناس.

ولم يحترموا مواثيق حقوق الإنسان وأظهر كل مؤسسات العالم  وقوانينه عاجزة أن تقول للصهاينة "لا" لممارساتهم  الوحشية .

و لذلك فإن الإخوان المسلمين يؤكدون على ما يلي :

1- إن العديد من الأنظمة العربية والإسلامية تغض الطرف عن إجرام الصهاينة ضد الأقصى في الوقت الذي  يجب على كل هذه الأنظمة أن تعلن غضبتها –على أقل تقدير-  لما يحدث فيه وتتخذ الإجراءات الكفيلة لمنع العدو الصهيوني من العدوان والطغيان والقتل المستمر لإخواننا في فلسطين وعدم الإبقاء على أي نوع من، العلاقات -على أي صعيد سياسي أو اقتصادي أو ثقافي أو رياضي ... إلخ - مع هذ العدو الصهيوني حتى لا يكونوا شريكاً له في جرمه الذي لن يغفره له الشعوب صاحبة الحق الإسلامي والعربي .

2- ضرورة قيام جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي باتخاذ موقفاً واحداً يمثل العالم العربي والإسلامي ضد الصهاينة خاصة بعدما أعلنه المجرم الصهيوني نتنياهو وفضح به الموقف المتخاذل للأنظمة العربية والإسلامية ومؤسساتهما الرسمية والمدنية خاصة وأن موقف وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير لم يكن على حجم الحدث مما أعطى للعدو انطباعاً سلبياً حول مدى قدرة الأنظمة على اتخاذ موقف حقيقي !.

3- يجب أن تتوقف السلطة الفلسطينية عن السعي للتفاوض مع العدو الصهيوني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، أو الجلوس مع ممثليه على طاولة واحدة في الوقت الذي تهدد فيه قواته أمن المسجد الأقصى وباقي المقدسات.

4- لا معنى لجولة ما يسمى بالمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط لأن مجرمي الكيان الصهيوني قرروا أن يستقبلوه باقتحام الأقصى لفضح نواياهم وإعلان مخططاتهم الحقيقية فليعد من حيث جاء  .

5- يجب على النظام المصري أن يعيد النظر في غلقه للمعابر وبنائه لجدار الفصل العنصري خاصة بعد أن سقطت أوهام السلام التي يتحدث عنها الصهاينة ويرددها البعض من بني جلدتنا في الوقت الذي صار فرض الوقت فيه هو دعم المقاوم الفلسطيني بكافة السبل حتى يستطيع الصمود والدفاع عن شرف الأمة ومقدساتها .

6- على كافة الفصائل الفلسطينية أن تنحي خلافاتها جانباً وأن تستنفر كل طاقاتها للرباط في ساحة الأقصى وأكنافه للحيلولة دون وقوع كارثة حقيقية تهدد قبلة المسلمين الأولى .

7- يجب على منظمات المجتمع المدني العربي والإسلامي وتنظيماته النقابية بكافة أنواعها واتحاداته وجمعياته وأحزابه وحركاته أن تتفاعل مع حجم الخطر المحدق بالأقصى عبر كافة ألوان الفعل الذي يؤكد على أن إرادة الشعوب وضميرها لا علاقة لهما بحالة الخنوع العربي من قبل الأنظمة والدول .

8- على كل مسلم أن يسعى لمناصرة المسجد الأقصى الأسير والمهدد بالهدم والاستباحة من قبل العدو الصهيوني عبر كل وسائل الدعم المادي والمعنوي وان ترفع الأمة صوتها وتعلن غضبتها ضد الصهاينة وأنصارهم والمطبعين معهم .

واخيراً فإن الإخوان المسلمين يذكرون الأمة كلها بخطورة عدم نصرة المقدسات والمستضعفين الأمر الذي يعد خذلاناً لهم  { إن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وإن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ } .

( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)

وحسبنا الله ونعم الوكيل ... والله أكبر ولله الحمد

الإخوان المسلمون

القاهرة في :20 ربيع أول 1421هـ - 6   مــارس 2010 م

***********

الشيخ صلاح:

"الأقصى" ينادي العالم للوقوف بجانبه

دعا الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى القيام بدورهم في التواصل مع المسجد الأقصى المبارك، محذّرًا في الوقت ذاته من أن الخطوات الصهيونية القادمة هي الأخطر بالنسبة للأقصى والمقدّسات الإسلامية في فلسطين... وقال: "نحن مطالبون في الداخل الفلسطيني بأن نواصل تسيير حشودنا إلى المسجد الأقصى حتى تكون بمثابة حماية بشرية، وأقدم هنا اقتراحًا أخويًّا لأهلنا في الضفة الغربية، أن يكون لهم دور لتجسيد دورهم وتواصلهم مع المسجد المبارك، فرغم كل معاناتهم أؤكد أن هناك إمكانيةً للتواصل مع الأقصى من قبل الضفة الغربية، خصوصًا إذا أعطت السلطة الفلسطينية الضوء الأخضر على ذلك" .. كما حذّر صلاح من أن القادم أخطر على المسجد الأقصى المبارك؛ وقال: "رغم خطورة ما نراه، وما يحدث الآن في المسجد الأقصى، إلاّ أنّ الاحتلال الصهيوني يستعدّ إلى مشهد أخطر منه، وهو ما بدأ الاحتلال يدعو إليه في تاريخ 16 مارس الجاري؛ حيث بدءوا يعدون لنشاط عالمي، ثم نشاط على مستوى القدس المحتلة، لبناء ما يسمونه الهيكل الثالث المزعوم".

وشدّد صلاح على أنّ ما حدث اليوم في المسجد الأقصى هو تجربة لما سيقوم به الاحتلال الصهيوني من مصائب، وأشار إلى أنّهم في 15 مارس القادم سيعلنون افتتاح ما يسمونه "كنيس الخراب" الذي يقع على بعد أمتار من الحائط الغربي للمسجد الأقصى، وهذا الكنيس يعني أنه بداية فعلية لما يسمّونه الهيكل الثالث المزعوم، وأعلنوا أنّ الظروف باتت مهيأة، وكل ما هو مطلوب موجود من أجل فرض احتلالي لتقسيم باطل للمسجد الأقصى، كما فرضوا هذا التقسيم على هذا المسجد الإبراهيمي بالخليل.

وحول التحرك المطلوب عربيًّا وإسلاميًّا وعالميًّا وفلسطينيًّا؛ قال الشيخ صلاح: "نحن نعلم أنه عما قريب سيكون اجتماع قمة عربية، وأطمع من خلال هذا الاجتماع بموقف وبيان يقولون فيه إنّ قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلّين هي قضية إسلامية عربية من الصفّ الأول، وأنّ مواصلة الاعتداء عليهما هو إعلان حرب على كل الأمة الإسلامية والعالم العربي، ومن حق العالم الإسلامي والعربي أن يدافع عن نفسه بهذه الحرب".

إخوان الأردن:

المقدسات الإسلامية خط أحمر

أكد الإخوان المسلمون في الأردن أن ما يقوم به العدو الصهيوني تجاه مقدسات الأمة في فلسطين المحتلة لا يمكن السكوت عليه، مشددًا على أن المقدسات الإسلامية خط أحمر.

وحذَّر الدكتور همام سعيد المراقب العام للجماعة- في المهرجان الذي أقيم في الساحة المقابلة لنادي اليرموك- من مغبَّة استمرار الاعتداءات الصهيونية الممنهجة على المقدسات الإسلامية، منتقدًا ما وصفه بالصمت العربي المخجل إزاء "الجرائم الصهيونية الخطيرة".

وأضاف أن هذا المشهد يمرُّ على أنظار أمتنا العربية والإسلامية ومسامعها، ولا نرى فيهم مَن يُحرِّك ساكنًا، بل لا نكاد نسمع صوتًا، بل ويخرج علينا بالأمس وزراء الخارجية العرب؛ ليعطوا غطاءً جديدًا للاحتلال بموافقتهم على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين و"إسرائيل" لمدة أربعة أشهر؛ مما سيسمح للاحتلال بالاستمرار في انتهاك المقدسات، وخصوصًا المسجد الأقصى.

ودعا د. سعيد إلى انتفاضة ثالثة دفاعًا عن المقدسات والأقصى الذي بات هدمه وشيكًا إن بقينا على صمتنا، مطالبًا المستوى الرسمي والشعبي العربي والإسلامي بدعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.

وطالب الأنظمة العربية بسحب "المبادرة العربية التي أصبحت عنوانًا للذل والمهانة"، مشددًا على أن الأمة تمتلك من المقدَّرات البشرية والمادية ما تستطيع أن تقتلع به هذا الكيان الغاصب من جذوره.

وطالب الحكومة الأردنية- بصفتها صاحبة الولاية على المسجد الأقصى- بتحمُّل مسئولياتها والشروع في خطوات عملية من شأنها ردع الاحتلال وحماية المقدسات التي تُهوَّد على مرأى من أنظار العالم.

***********

بيـــان

المنتـــدى العالـمــي للبرلمانيين الإسلاميين

The International Forum for Islamist Parliamentarians

 

في عدوان صارخ وتحدّ سافـر، تعاود قوات الكيان الصهيوني اقتحام باحات المسجد الأقصى وتنتهك حرماته، وترتكب جرائمها الشنيعة في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، وتهاجم المصلين بكل صلف، غير مفرقة بين الصغير والكبير والمرأة والعجوز، بل وتمنع حتى طواقم الإسعاف للوصول إلى المصابين، بما يؤكد أن هذه الاقتحامات المتتالية تؤكد السياسة المبرمجة للكيان الصهيوني للسيطرة على الأقصى المبارك بكل ساحاته، وتهويد المقدسات، لاسيما وأن هذه الاعتداءات جاءت بعد إعلان سلطة الكيان الصهيوني عن ضمّ الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح إلى التراث اليهودي.

وأمام هذا المسلسل الصهيوني العدواني السافر والمخطط الإجرامي، فإن المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين:

يدين العدوان الصهيوني وجرائمه في حق المقدسات وحقوق الشعب الفلسطيني.

يؤكد على أن هذه الممارسات العدوانية الصهيونية وانتهاك حرمة الأقصى المبارك، هي بمثابة إعلان حرب على المقدسات وتنذر بتداعيات خطيرة على المنطقة والعالم.

يشيد بإرادة أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين في الأقصى الذين يواجهون بمفردهم وبإرادتهم القوية بقوة إيمانهم وعدالة قضيتهم، المخططات الصهيونية وعمليات التهويد المستمرة، ويشدّ على أيديهم في هذه المقاومة المشروعة ضد الاحتلال.

يحمّل الحكومات العربية والإسلامية مسؤولية الدفاع عن الأقصى ومقدسات الأمة ونصرة الشعب الفلسطيني.

يطالب القمة العربية القادمة بضرورة اتخاذ المواقف الشجاعة التي تقتضيها الظروف التي تمر بها قضية القدس والقضية الفلسطينية خاصة، وأوضاع الأمة العربية والإسلامية عامة.

يؤكد على واجب النصرة تجاه المقدسات والشعب الفلسطيني واعتباره واجب الوقت.

يؤكد أنه مع خطورة ما يجري على أرض فلسطين في حق الشعب والمقدسات فإنها مقدمات في المخطط الصهيوني، وينبه إلى الحلقات الخطيرة القادمة في مسلسل العدوان والتهويد.

يدعو البرلمانات والبرلمانيين في العالم العربي والإسلامي إلى إدانة هذه الجرائم والوقوف مع حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة، والضغط على الحكومات لاتخاذ المواقف الشجاعة والمناسبة.

يدعو المنظمات الحقوقية والأهلية وكل الأحرار في العالم إلى القيام بأدوارهم في فضح الجرائم الصهيونية والوقوف مع الشعب الفلسطيني، وقضيته الإنسانية العادلة.

يدعو المنظمات الدولية أن تخرج عن صمتها تجاه ما يجري على أرض فلسطين المحتلة، وعدم إعطاء المزيد من الفرص للاحتلال الصهيوني في التمادي في جرائمه، والضغط على الحكومة الصهيونية لتوقيف هذه الانتهاكات والاختراقات في حق الشعب الفلسطيني والمقدسات والشرعية الدولية.

رئيس المنتدى

عبد المجيد مناصرة

التاريخ: 20 ربيع الأول 1431هـ، الموافق: 06/03/2010م.

***********

المنظمات الدولية والصهاينة..

الكل ضد الأقصى!

إذا كانت تماثيل بوذا تمثِّل أهميةً لدى منظمة اليونسكو والمنظمات الدولية، وهبُّوا ووقفوا أمام حركة طالبان حينما طالبت بهدمها، فماذا يعني سكوتُ تلك المنظمات وارتداؤها أقنعة الصمت، حينما قام الكيان الصهيوني بالاعتداء على المسجد الأقصى ومن قبله الحرم الإبراهيمي؟!

هذا التساؤل يثير العديد من التساؤلات الأخرى حول تراجع وتقهقر دور المنظمات الدولية والمهتمَّة بالشأن الإنساني والحقوقي في حماية المقدسات الإسلامية التي يتمُّ انتهاكها على مرأى ومسمع من العالم أجمع؟ وكيف يمكن تفعيل أدوار تلك المنظمات لنصرة المسجد الأقصى؟

وحتى كتابة سطور هذا التحقيق ما زالت الحفريات والاعتداءات الصهيونية مستمرةً على المقدسات الإسلامية والحرم الشريف، وبالأخص المسجد الأقصى، وقوات الاحتلال الصهيوني تمارس اعتداءاتٍ متواليةً ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط صمت عربي مهين على كافة الأصعدة والمستويات.

ويبين السفير حسن عيسى، سفير مصر الأسبق لدى الكيان الصهيوني، أن جامعة الدول العربية أصبحت مجرد أداة تنفيذية لقرارات الدول العربية، وليس صانعةً للقرار؛ لذا لا بد من حدوث تحرك على مستوى الشعوب، ومنظمات المجتمع المدني لتندِّد بحالة السكون التي تمارسها بعض الهيئات والمنظمات.

ويستنكر السفير عيسى تباطؤ وتراجع دور المنظمات الدولية والعربية، قائلاً: "كنا نسمع فيما مضى خطابات شجبٍ واستهجانٍ ورفضٍ، ولكننا اليوم لم نعد نسمع أيَّ صوت سوى الصمت والسكون، وكأن الضمائر تمَّ بيعها".

وفي ظل خبرته كسفير لدى الكيان يوضح أن الكيان لم تختلف مخططاته وأطماعه بالمنطقة، فهو ينفِّذها على فترات متقطعة، وأحيانًا تكون بشكل مباشر مثلما حدث مع مسجد بلال بن رباح، ومن بعدها محاولات ضم المسجد الإبراهيمي للمعابد الأثرية اليهودية، والآن المسجد الأقصى، فضلاً عن أعمال الحفر والتهويد المستمرة التي تجري بجانب المسجد الأقصى.

ويصف الدكتور مختار الكسباني عضو المجلس الأعلى للآثار دور المنظمات الدولية واليونسكو؛ بالدور السيئ والسلبي، مبينًا أن اجتماعات الوزراء العرب التي عُقدت مؤخرًا لم تتطرق إلى تناول مسألة التهويد أو ضمّ الحرم الإبراهيمي أو الحفريات أسفل المسجد الأقصى؛ ما يدلِّل بقوة على أنَّ هناك حالةً من السلبية تمارسها المنظمات الدولية، ليس هم فحسب بل بمساعدة المنظمات العربية.

ويتساءل "أين المنظمات التي توثِّق الجرائم التي تمارَس ضد الإنسانية؟ وأين اليونسكو من حماية الآثار التراثية العربية؟ وإلى متى سيبقى الصمت العربي تجاه التصعيد الصهيوني؟".

ويبيِّن د. عبد الحليم نور الدين الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار أن اليونسكو لا اعتبار ولا وجود لها، وأصبحت اسمًا على ورق، بل إنها تمارس أدوارًا مضادةً لما يجب أن تتخذه، مشدِّدًا على ضرورة معاقبة كلِّ من شارك وتخاذل في دعم تلك القضية؛ لأن كل ما يحدث يعدُّ جريمةً دوليةً ضد القوانين الأثرية والتراثية والدولية.

وفي محاولةٍ لإظهار الحقائق المعكوسة يوضح د. عبد الحليم أننا نعامل الكيان الصهيوني بسياسة عجيبة وغير منطقية، ففي الوقت الذي يُسيء فيه الكيان إلى مقدساتنا الإسلامية يعكف المجلس الأعلى للآثار على ترميم الآثار اليهودية بمصر؛ حيث من المقرر افتتاح معبد "موسى بن ميمون" بحارة اليهود يوم 14 مارس المقبل، مستنكرًا أن يمارس الهدم والتهديد لمقدساتنا، كالأقصى الشريف، ونحن نمارس هنا تجديدًا وترميمًا لمقدساتهم.

ويوجِّه د. عبد الحليم مجموعةً من التساؤلات لمنظمة اليونسكو، قائلاً: "أين أنتم من الأقصى؟

لماذا قمتم ووقفتم وقفة رجل حينما أرادت حركة طالبان هدم تماثيل بوذا، والتي يتجاوز عمرها ثلاثة آلاف عام، بينما اتخذتم موقف الصامت الأبكم حينما اعتدى الصهاينة على المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي؟ ولا يزال في جعبة الكيان الصهيوني الكثير؟ وإذا لم تتحركوا الآن فمتى سوف تتحركون؟!".

 ويؤكد أن الشعوب هي مفتاح الحل لتلك القضية، ملمِّحًا إلى أن العالم بحاجة إلى انتفاضة جديدة وثورة حجارة؛ ليتحرك العالم الإسلامي والوطن العربي.

ودعا د. عبد الحليم الشعوب إلى الاستنهاض والتحرك والتظاهر السلمي؛ لإظهار الغضب ضد الأفعال الصهيونية تجاه مقدساتنا الإسلامية.

"الصهاينة كسبوا مكاسب عديدة، وأظهروا أننا أعداء ضد الإنسانية، فكفى هذا، وعلينا أن نقلب الصورة والأوضاع، ونُظهِر قبحَهم وسوءَ أعمالهم"..

بهذه الكلمات بدأ الدكتور عمار علي حسن رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط حديثه حول الانتهاكات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية، مؤكدًا أنه قد حان الوقت لتشويه صورة الكيان أمام جميع الدول، خاصةً التي تزعم أنها تدافع وتحمي حقوق الإنسان.

وعن أسباب تخاذل أدوار المنظمات الدولية، ومن بينها منظمة اليونسكو، يفنِّد د. عمار تلك الأسباب، مؤكدًا أن العرب أنفسهم تخلَّوا عن قضيتهم، ولم يهتمُّوا بها والدفاع عنها بالقدر الكافي، فكان من الطبيعي أن تتخلَّى المنظمات الدولية- وعلى رأسها اليونسكو- عن دورها، علاوةً على التشدُّد الصهيوني، وعدم السماح لأي لجان بدخول المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية.

***********

خارطة طريق شعبية لنصرة الأقصى

الأطباء: تذكير المرضى بالدعاء للمجاهدين

الصحفيون: نقول للمسئولين "اتقوا الله الأقصى في خطر"

الطلاب: رسائل عشوائية للصهاينة "حتمًا نصر الله قادم"

شباب الإنترنت: توحيد الأسماء المستعارة والمدونات والمنتديات

علماء الاجتماع: استمرار دعم المجاهدين يزيدهم صلابة

تالله ما الطغيان يهزم دعوةً يومًا   وفي التاريخ برُّ يميني

ضع في يدي القيد ألهب أضلعي    بالسوط ضع عنقي على السكّين

لن تستطيع حصار فكري ساعةً    أو نزع إيماني ونور يقيني

فالنور في قلبي وقلبي في يديْ    ربّي وربّي ناصري ومعيني

سأعيش معتصمًا بحبل عقيدتي،    وأموت مبتسمًا ليحيا ديني

جزءٌ من قصيدة كتبها فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أثناء اعتقاله في سجون الاستبداد المصرية، تبحث حاليًّا عمن يحملها ويتقدم بها صفوف المسلمين؛ لمواجهة الطغيان الصهيوني الغاشم، ووقف الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، ليلتحم بصفوف المرابطين هناك، سواء كان التحامًا ماديًّا أو معنويًّا، ويكسر بها جمود الحكام والزعماء والرؤساء والأمراء العرب والمسلمين تجاه تلك الانتهاكات.

والسؤال: ألم يأن للمسلمين أن يهبوا لنصرة أقصاهم، والوقوف بكافة السبل والوسائل أمام توحش وتوغل الاحتلال الصهيوني الغاشم في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟

الجماهير المصرية، من أطباء ومدرسين ودعاة وطلبة وأطفال ونساء، استشعارا بالمسئولية ونهوضا بالواجب- كلٌّ منهم في مجاله- وبالفطرة والسليقة الطيبة ابتكروا من الوسائل المختلفة لمواصلة دعم المسجد الأقصى، والوقوف بجانب المرابطين في تلك البقعة المباركة في الأراضي المقدسة.

بدايةً.. يقوم عبد الله محمد (بالفرقة 6 طب بشري) إنه يقوم كل يوم خميس بتجميع الأصدقاء والمعارف والجيران في منزله، ويقوم بإعطائهم دورة "إسعافات أولية" حتى يكونوا قادرين على إعطاء الحقن، وتضميد الجراح، تحسبًا في وجود أي حالة حرب أن يستطيعوا أن يشاركوا في المتطوعين، سواء عندما يتم نقل الجرحى داخل مستشفياتنا في مصر أو عندما تطلب نقابة الأطباء المتطوعين للذهاب إلى فلسطين؛ للمساهمة في مستشفياتهم.

وتضيف بثينة أحمد (طبيبة أسنان) أنها تتحرى في أن تكتب في روشتة المرضى التي تعطيها لهم الأدوية غير التابعة للمقاطعة، وأن كل مريض يأتي إليها تحاول أن تذكره في نصف الكلام بالتبرع من أجل المسجد الأقصى بنية أن يتم شفاؤه ونصرتهم هناك، كما تقوم بالتحدث معهم حول ضرورة متابعة الأخبار وما يجري هناك، فضلاً عن أنها قامت بطباعة ورق روشتة العلاج الذي تقوم فيه بكتابة الدواء للمريض بكتابة جملة "اللهم استخدمنا لنصرة المسجد الأقصى الأسير" في آخر ورقة الروشتة، كما أنها تضع مجلات عن الأقصى والجرائد التي تتحدث عن القضية الفلسطينية؛ حتى يقوم الناس بتصفحها أثناء وقت الانتظار في دورها في الكشف، بالإضافة إلى صورة للمسجد الأقصى تضعها في مدخل العيادة.

وتقول فريدة عبد الغني (طبيبة): إن الدعاء سلاح لا غنى عنه، وإن كانت نتيجته لا نراها فورية، ولكن بالتأكيد ربنا لن يضيعها، وستؤتى ثمارها عندما نتبع الدعاء بعمل، وتضيف أنها كانت تقاطع بعض المنتجات الأمريكية واليهودية وليست كل المنتجات، فكانت ترى أن هناك منتجات ضرورية لا غنى عنها مثل نوع معين من الصابون أو شاي معين أو شامبو معين؛ حتى لا يضر الشعر، فضلاً عن الأدوية، ولكن بعد الاعتداءات الأخيرة قرَّرَت أن تقاطع جميع البضائع بلا استثناء، وقالت: "استحالة ربنا يرد عليَّ صحتي من دواء فلوسه رايحة بتقتل إخوتنا في حتة تانية، واستحالة يبارك لي في صحتي من شاي وحاجات مقاطعة، وبجد لقيت كلامنا ده دلع وبنضحك على نفسنا بيه علشان نراضيها، فكان لازم أقاطع بجد مش نصف كم".

رسائل للمسئولين

شيماء أحمد "صحفية" تقول: إنها تمتلك بحكم وظيفتها أرقام العديد من المسئولين وصناع القرار، فتقوم من وقت لآخر بإرسال رسائل تذكيرية بالقضية الفلسطينية لهم على جهازهم المحمول، دون أن تُصرِّح باسمها ليس خوفًا بل حفاظًا على المكان الذي تعمل فيه، وتقوم بتذكيرهم بأهمية دورهم بحكم موقعهم، وأن قدرتهم في تحريك القضية وتأثيرهم فيها لن يكون مثل أيِّ أحد، أو تقوم بمجرد إرسال رسالة على "إيميلهم" أن "لا تنسوا الأقصى في خططكم"، فضلاً على أنها تحاول أن تقوم باستغلال قلمها في تلك القضية بشتى الوسائل الممكنة والمتاحة.

وتؤكد أن العديد من المسئولين تجاوبوا معها، وقاموا بشكرها والثناء عليها، وعلى تلك الرسائل، وأبدوا تعاونهم التام معها، موضحةً أن هناك مسئولاً بإحدى الوزارات بعد أن أرسلت له رسالة تقول فيها "اعتداءات بالغة على المسجد الأقصى من قِبل الصهاينة، نرجو منكم ولعلمنا بمنصبكم وضع القضية موضع اهتمام.. من إحدى المواطنات" فردَّ عليها في رسالة: "القيود علينا نحن المسئولين أكثر من غيرنا، ويتم تحذيرنا آلاف المرات من اتخاذ أية خطوة تجاه الأقصى، ولكننا نضعها موضع اهتمامنا ولا تظنوا فينا سوءًا، والأيام ستثبت".

أحمد الشرقاوي "مهندس" وأحد مدوني الإنترنت، يُسهم بفكرته فيقول: "إن "nick name" على الماسنجر يكون بالتذكير عن الأقصى؛ حتى يكون بمثابة تنبيه لأي أحد لا يعرف عن القضية، فيقرأ " nick name" ويكون لديه شغف ليستفسر ماذا يحدث؟ وأي أحد يعرف عن القضية ونسيها تنشط مرةً أخرى في ذهنه، وكل أحد صاحب مدونة يكتب عن القضية الفلسطينية يوميًّا، والدخول إلى صفحات الدردشة والمنتديات وكتابة آخر الأخبار والتحدث عنها.

ويضيف قائلاً "من الممكن إرسال رسائل بالإيميل تبث الأمل في نفوسنا كمسلمين يوميًّا، وتكون ذات نوعيين نوع الجرائم التي يرتكبها الصهاينة في حق المسلمين هناك والاعتداءات البالغة التي يقومون بها، وأن تكون مصاحبة للصور، ونوع آخر عن انتصارات وتحركات المسلمين هناك وإنجازاتهم والكرامات التي تحدث لهم، ومساهمات من أناس معروفين في حق الشعب الفلسطيني؛ حتى لا يعم اليأس في نفوسنا، وتكون بمثابة دافع".

المدرسة

وتقول آلاء مصطفى "مدرسة": المدرسة تمثل ركيزةً أساسيةً بالنسبة للأطفال بعد البيت، بل أحيانًا تكون مقدمةً في الأهمية عنه؛ لذلك أنا أحاول- رغم أني مدرسة لغة إنجليزية- أن أتحدث عن الأقصى في كل حصة أدخلها، ومهما كانت المرحلة الدراسية، من خلال كتابة جُمل على السبورة بمجرد دخولي الحصة، ومرة أعقِّب على ما كتبت، ومرة أخرى لا أعقِّب، وأترك لهم فرصة التعبير والتخيل عما أردت بهذه الجملة، أو من خلال توزيع مساطر وكشاكيل وتكِت هدية تحمل صورة المسجد الأقصى أو كلمة عنه".

وتضيف قائلةً: "أحاول أيضًا أن أثني عليهم دائمًا إذا ما قاموا بشيء جميل، بأن أدعو لهم بقولي "يا رب تحرر المسجد الأقصى" أو أدعو من هذا القبيل؛ حتى يظل تحرير الأقصى حلمًا يراودني، وأحاول دائمًا أن أعدَّ نفسي له".

***********

أيتها الأسرة.. خطواتك لمناصرة الأقصى

- واجب الآباء توضيح فضل وأهمية المسجد الأقصى

- تاريخ المسلمين كفيل بزيادة الانتماء عند الأطفال

- مناهج التعليم زيَّفت وعي الأبناء والاعتماد عليها كارثة

منذ الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية والمسلمون يحذرون من المخاطر التي تواجه المسجد الأقصى، ومن الحفريات والهدم والإبادة وعبث اليهود بالمقدسات الإسلامية والعربية، ولكن لا مستمع ولا مجيب لصدى أصواتهم وندائهم وصراخ أطفالهم وعويل نسائهم؛ مما جعل الوضع يُنذر بكارثة فهل نظل مكتوفي الأيدي حتى تضيع القدس وينهار المسجد الأقصى ووقتها لن ينفع الندم ولن يجدي البكاء على اللبن المسكوب، وكيف يمكن أن تتضافر جهودنا لكي تستيقظ الشعوب حكامًا ومحكومين من ثباتهم، وما الذي يجب على كل فرد فعله من أجل نصرة المسجد الأقصى، وهل هناك دور على الأسرة في ذلك باعتبارها نواة المجتمع بل والأمة، هذا ما نتناوله في هذا التحقيق:

في البداية تقول منى عبد الله (ربة منزل) إنها علَّقت بجوار باب الخروج والدخول للمنزل صورة كاركاترية للمسجد الأقصى وهو باكٍ خلف أسوار اليهود وأمام المسجد الأقصى طريق طويل.. ووضعت كلمات مَن لها؟، مَن صلاح الدين القادم؟، هذا هو الطريق فمَن يسبق؟... وتضيف قائلةً: "بهذه الصورة أجعل أولادي قبل الذهاب للمدرسة وبعد العودة منها ينظرون إليها ذهابًا وإيابًا حتى تظل القضية عالقةً في أذهانهم، مشيرةً إلى أنها بدأت تؤتي بعضًا من ثمارها؛ حيث إنهم يظلون يتنافسون فيما بينهم، قائلين أنا صلاح الدين القادم والآخر يقول له: لا أنا الذي سأكون، وأنهت منى حديثها قائلةً: "أنا على أمل أن يظلوا بهذه الروح إلى أن يشبوا ويحرروها بالفعل".

ويقول عدلي وياسمين لديهما طفلتان لم تدخلا المدرسة بعد، إنهما قاما بتهيئة المنزل كله لنصرة المسجد الأقصى، ولتعيش أنفسهما وأطفالهما في القضية طوال الوقت وليس لحظات صوريه ثم تتلاشى بعد ذلك.

وأوضحا أنهما قاما بوضع سجاد الغرف على هيئة علم الكيان الصهيوني، ويظلا طوال الوقت يدهسون عليه بأقدامهما، ويضعان عليها أحذيتهما، ويزرعا في أطفالهما بذلك أن الصهاينة أعداؤنا، وأننا لا نحبهم ونبغضهم ويجب أن نحاربهم، فضلاً عن أن وقت اللعب يقوما بالإمساك بالعرائس، ويقوما بعمل فريقين فريق صهيوني وفريق المسلمين، ودائمًا ما يجعلا فريق المسلمين هو الفائز، ولكن بعد جهدٍ واستعانةٍ بالله، ويقولا إن وقت تلك اللعبة من الممكن أن يأخذ ساعات لأن حياة الأطفال اليومية تدخل فيها من خلال أن يقولوا لهم: "عايزين فريق المسلمين يفوز طب مش هينفع يفوز من غير ما يصلي، هيا نقوم نصلي، ومش هينفع يفوز وهو مش قوى الجسم هيا نشرب اللبن، وهكذا"، مشيرَين إلى أن الأولاد يستمتعون يتلك اللعبة جدًّا، وفي نفس الوقت تزرع في نفوسهم الكثير.

دعم المقاومة

وتقول سارة محمد "طالبة بثانوي" "إنها عرفت كود تليفونات أهالي فلسطين وكود تليفونات الصهاينة من خلال إحدى القنوات الفضائية التي قامت ببثها في حرب غزة الأخيرة، ومن وقتها وهي تقوم يوميًّا بإرسال رسالة عشوائية لأي رقم لأحد أهالي فلسطين، وتحاول أن تنتقي جمل تحفيزية ترفع من روحهم المعنوية مثل "إننا معكم بالدعاء والمقاطعة إلى أن يأتي يوم النصر"، "الله معكم ويثبت أقدامكم"، " نحن أبدًا لن ننساكم"، وتقوم بأخذ جمل من إحدى صديقاتها التي تعرف اللغة العبرية وتكون كلها مثبطة من الهمم والعزيمة مثل "نصر المسلمين قادم"، "لسنا نائمين ونعد العدة"، وتقوم بإرسالها إلى أي رقم عشوائي للصهاينة، مشيرةً إلى أنها ترى أن من أكثر الوسائل المعينة على النصر الحرب النفسية، وأنها في كثيرٍ من الحروب على مرِّ التاريخ تكون هي سبب الهزيمة أو سبب النصر.

وتضيف قائلةً: "وكان أسعد يوم عندما وجدت أحدَ مَن أرسلت إليهم رسالة ردَّ علي، وقال: كم أسعدتني رسالتكم، وحقًّا دبَّت الحماسة في نفوسنا، أعانكم الله وجزاكم الله عنا ألف خير، ونحن واثقون أنكم معنا".

أكشاك الجرائد

ويضيف يوسف عبد المنعم "14 عامًا" قائلاً: "نقوم فجر كل جمعة أنا وأصدقائي بتقسيم أنفسنا إلى ثلاثيات، وكل مجموعه تقوم بالمرور على أكشاك الجرائد، ومعنا أوراق بأسماء أهم البرامج التي تتحدث عن القضية الفلسطينية، وفي أي قناةٍ تُذاع، ومواعيد البث والإعادة، وتردد القناة، ونقوم بتوزيعها في كافة أنواع الجرائد المختلفة حتى تصل إلى أعداد غفيرة من الناس، وهي بمثابة تنبيه للناس حتى لا ينسوا القضية الفلسطينية، ويعرفون جذور القضية من خلال متابعة البرامج المختلفة".

وللخبراء إضافة

إن كان ما سبق يُعبِّر عما قامت به بعض الأسر بشكلٍ عملي، فإن للخبراء والمختصين آراء لتكملة هذا الدور المهم للأسرة المسلمة.

تؤكد الدكتورة إصلاح عبد الحميد ريحان أستاذ التاريخ الإسلامي على أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، مشيرةً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" (رواه البخاري ومسلم)، فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين؛ وذلك قبل تحويل القبلة، وهي ثالث الحرمين ومعراج النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان مسجد قبة الصخرة هو نقطة انطلاق النبي مع سيدنا جبريل عليهما السلام في معراجه إلى الله تعالى.

وتضيف الدكتورة إصلاح ريحان: علينا أن نوضح لأولادنا أهمية هذه الصخرة التي عرج منها النبي صلى الله عليه وسلم، وأن هذه المنطقة تعد منطقة مقدسات إسلامية بارك الله حولها، وأن مزاعم اليهود افتراءات كاذبة، ونبين لهم كذلك أن ما يفعله اليهود من احتلال واغتصاب وإبادة لهذه الأرض الإسلامية إنما هو حسد وغيرة من المسلمين، وعلينا أن نوضح لأبنائنا أيضًا كيف أن اليهود لا وعدَ لهم ولا عهد معهم فليس عندهم صدق ولا أمانة وهدفهم الطعن في القرآن والسنة، وكما قال رب العزة سبحانه: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: من الآية 120).

وعلينا أن نبين فضل ومنزلة وقدسية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عنها هي "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتًا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمَن أتاه"، ونعلمهم كذلك أن الله تعالى قد وعد عباده المؤمنين الذين يدافعون عن هذه المقدسات بالنصر والتمكين.

 

الجهل بقضية الأمة

إن أخطر ما يهدد المسجد الأقصى هو جهل المسلمين بحقيقته، هذا ما تؤكده الدكتورة أماني عصمت أستاذة أصول التربية بكلية البنات جامعة عين شمس، مشيرةً إلى أن هذا الجهل سواء عن قصد أو عن غير قصد من أسبابه تعمد الإعلام والإعلاميين تمييع القضايا الإسلامية، وكذلك ما تتعرض له المناهج الدراسية من تطوير على حساب العقيدة؛ مما أدَّى معه إلى تزييف التاريخ وتزييف المعلومات فتلغى ألفاظ الجهاد والاستشهاد وتلغى من المناهج الآيات التي ذُكرت فيها "إسرائيل".

وقد أكدت العديد من الدراسات العلمية الحديثة على أن تطوير مناهج التعليم زيَّف الوعي عند الطالب وطمس هوية الأمة وقضيتها الأساسية، كما منع المعلم من الحديث في أي شيء يتعلق بقضايا الأمة المصيرية مع طلابه.

وترى الدكتورة عصمت أن الأم الواعية المدركة لما يدور من حولها هي الأكثر تأثيرًا في أبنائها، وإن اختلف هذا التأثير وأسلوب توجيه الخطاب للأبناء، فالخطاب المباشر وإن كان يجدي مع الأبناء في مرحلة المراهقة فيما فوق، أما الأطفال الصغار فمن الممكن توعيتهم بطريقة القصة أو الحدوتة فتوضح لهم أن هناك أرضًا للمسلمين استولى عليه اللصوص الغاصبون، وأن هذه الأرض ملك لكل المسلمين؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو آخر الأنبياء، وأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين، وأن ثاني مسجد وضع في الأرض, فعن أبي ذر الغفاري، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وُضع في الأرض أولاً؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت ثم أي؟ قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلِّ، فإن الفضل فيه" (رواه البخاري.)

التحرك بالقرآن

وتضيف الداعية سمية رمضان أنه آن الأوان أن نتحرك بالقرآن، وأنه قد آن الأوان لكي يتزين المسلمون بالآيات القرآنية ويتحركون بها، مؤكدةً أن هناك فرقًا بين تلاوة القرآن ومحاولة تفسيره، وأن يكون المسلم هو الآية، وإذا فعل الكبار هذا فإن الصغار مرآة للكبار والأولاد، مسلمون بالتقليد، ومن خلال الحركة العملية التطبيقية للكبار، وإذا لم يصل المسلمون إلى أخلاقيات معينة فلن يخرج المسلمون بطائل واضح المعالم أو يؤثر في الآخرين.

وترى أنه قد آن الأوان أن يُذكر للأبناء دومًا وباستمرار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي وعد فيه المسلمون بالنصر والتمكين، وأن الحجر والشجر سينطق ويقول للمسلم: "يا مسلم، يا عبد الله، يوجد يهودي خلفي تعال فاقتله".

الأم العامل الرئيسي

وتوضح الدكتورة نادية رجب استشاري أسري بجامعة الأزهر أن الأم هي العامل الأساسي لتحريك أي قضية داخل الأسرة، وهذه القضية هي قضية الأمة ومصير الأمة الإسلامية مرتبط بها، ومن ثَمَّ ينبغي للأم توعية أبنائها بالأهمية الدينية للمسجد الأقصى، كما تؤكد أن الأطفال في المرحلة العمرية من 6 إلى 12 سنة لديهم من الوعي ما يجعلهم يستوعبون ما يجرى حولهم من أحداث بل تظل هذه الأحداث راسخة في أذهانهم.

وتشير الدكتورة نادية رجب إلى وجود وسائل كثيرة لمساندة أشقائنا في فلسطين والمرابطين حول المسجد الأقصى، ولعل أقوى هذه الأسلة هو الدعاء لهم بالنصر والتثبيت، كذلك مشاركة الآباء أبناءهم في عمل حصالة للأطفال، وفي هذا تذكير بالقضية، ولا تنسى الأم سلاح المقاطعة التي يغفل عنه الكثيرون رغم قوته وفاعليته، كما تنصح الأب بأن يكون له دور مع أبنائه، ويكفي أن يكون خطاب الأب الموجه للأطفال حول هذه القضية هو نفس كلام الأم، وتوجبها للأبناء، ففي ذلك إشعار الطفل بأهمية الموضوع، ومن شأنه ترسيخ هذا المفهوم في ذاكرة الطفل.

***********

مقترح دورة:

ثقافتنا حول القدس.

لمـاذا هذه الدورة:

لتأصيل أجيال تعرف طبيعة العلاقة الشرعية بين الأمة الإسلامية والأرض المباركة ( فلسطين ).

لندفع بهم - كل في مكانه - شبهات اليهود وأكاذيبهم بالحجة والبرهان من القرآن والسنة وشهادة التاريخ .

لصنع أجيال في بقاع الأرض واعية تعي طبيعة الصراع وتنادي بالحق الإسلامي في فلسطين .

من نخاطب:

الجهات والمؤسسات الرسمية والشعبية والاتحادات والمناشط الطلابية والجمعيات والنقابات والمركز الدعوية والتدريبية والجمعيات الخيرية إلى هؤلاء جميعاً ...... إن قضية فلسطين والقدس والأقصى هي صراع بين الحق والباطل .

وحرصـــاً:

على نشر المفهوم الصحيح للحق الإسلامي والعربي في فلسطين، ونشر الثقافة المقدسية والفلسطينية، فقد أخذنا على عاتقنا تقديم مادة دورات ثقافية، تهدف إلى إعطاء المسلمين الثقافة المقننة والسريعة حول فلسطين والقدس والمسجد الأقصى والصراع مع اليهود من خلال دورات مكثفة مدعمة بالصور والإحصاءات والمعلومات المنتقاة بعناية حول أهم المعلومات المغيبة حول صراعنا مع اليهود في معركة الحق والباطل .

ونطمح من خلال هذه الدورات إلى تأسيس وتدريب مجموعات متخصصة ومحترفة في دول ومؤسسات مختلفة ليكونوا محاضرين ومنافحين متخصصين ومدربين في القضايا الشرعية والتاريخية الفلسطينية ، لنفتح لهم الأبواب والآفاق ليكونوا دعاة وسفراء مؤهلين لنصرة قضية فلسطين في كافة جوانبها .

رسالتة الدورات لمن :

أعضاء الجمعيات والنقابات الطلابية .

الدعاة والخطباء والكُتَّاب .

المحاضرين والموجهين والإعلاميين .

وأخيراً كل من حمل أعباء وهموم الأمة .

مضمون الدورة

سلسلة محاضرات علمية تاريخية شرعية، حول قضية فلسطين والقدس والمسجد الأقصى.

جانب من العناوين المقترحة التي تطرح في دورتنا :

1.        حقائق شرعية حول القدس .

2.        التهويد .

3.        جولة في رحاب المسجد الأقصى .

4.        حقيقة الهيكل .

5.        حائط البراق .

6.        كيف ضاعت فلسطين .

7.        جولة في رحاب القدس .

8.        جولة في الأرض المباركة .

9.        بالإضافة إلى مواضيع أخرى حسب الحاجة أو ما تقتضيه المصلحة .

10.    فلسطين وأكذوبة بيع الأرض .

11.    مصطلحات يهودية .

12.    قضايا فقهية (الاقتحام بالنفس ، الهجرة ، الهدنة).

13.    الأربعون المقدسية .

14.    حقيقة الصراع مع اليهود .

15.    فلسطين إسلامية .

16.    مكتبات فلسطينية ومخطوطاتها .

17.    بدع وأخطاء وأحاديث ضعيف لا تصح في القدس وبيت المقدس وفلسطين ، ومنها المسجد الإبراهيمي .

18.    عقائد اليهود المختلفة تحسبهم جميعاً ، وقلوبهم شتى .

للمساعدة في توفير مواد الدورة

http://www.aqsaonline.info

http://www.palestine-info.info/ar

والله أكبر ولله الحمد