جدليّة الاختراق

صلاح حميدة

[email protected]

" الاختراق" تعبير يدل على حالة طبيعية وإنسانية في آن،  وللإختراق أساليب وأنواع، ومن الاختراق ما يخرق  فيه اللين الصلب، ومنه ما يخرق الصلب اللين، وهو بالتالي يتبع خصائص الخارق والمخترق، أمّا الانسان فعنده أساليب كثيرة لمكافحة الاختراق، فهو  يكافح محاولات خرقه بهدف قتله من مهاجمين مفترضين بآلة حادة أو غيرها، وكريات دمه البيضاء تكافح وتقاوم محاولات خرق جهاز المناعة الخاص به، ويكافح الانسان السّوي لمحاولات خرق أسرته الصغيرة والممتدة من الأعداء المفترضين، كما يكافح ضد اللذين يحاولون خرق المقدس عنده من أفكار وعقائد، ويصل ذلك إلى مكافحة اختراق حصون وطنه، حتى لو قتل دون ذلك، ومثل هذا المكافح للإختراق يصل إلى مرحلة القداسة عند الشعوب، ومن المسلّم به القول أنّ فطرة الانسان السّويّ تقوم على مقاومة والتّصدّي للاختراق الخارجي.

 الأجسام التي لا تستطيع مقاومة الاختراق، تعتبر أجسام فاقدة للمناعة، و تكون عرضة للخرق من كل جانب، ويتفشى فيها المخترقون من كل حدب وصوب، حتى تصبح بشكل كامل أداة بأيديهم، من الجرثومة حتى التبعية الكاملة لأعداء شعب المخترقين الضحية، وبالتالي تصبح الضحية فاقدة الفاعلية والارادة، وتصبح أداة في يد من اخترقوها من رأسها حتى أخمص قدميها، والذي يعني تلقائياً الموت الفيزيائي أو المعنوي في نهاية المطاف.

تعبير " الاختراق" يثار هذه الأيام بشكل كبير في العالم العربي عندما تحدث عمليات تفجيرية واغتيالات لشخصيات سياسية وفكرية وأمنية وعسكرية عربية وإسلامية. كما يثار هذا الموضوع عندما يتم الحديث عن ممارسات أمنية وعسكرية واقتصادية وإعلامية لأنظمة ومنظمات ومؤسسات وحركات عربية وإسلامية، يثار علامات استفهام كبيرة حول دورها وأدائها فيما يخص قضايا الأمة العربية، وعن الولاآت الحقيقية لتلك الهياكل وهؤلاء الأفراد؟.

"الإختراق الأمني" هو العنوان لكل تلك المفاصل، ويتساءل الكثير من المتابعين عن سر تمكن أعدائنا من الوصول حتى الهدف المطلوب بالقتل أو الاعتقال، أو السيطرة على السياسات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية والاعلامية والثقافية.

من المسلّم به أنّ الحرب الأمنية وحرب الجواسيس او ( حرب الاختراق)  قديمة متجددة، وعبر التاريخ كان ولا زال الكثير من الناس الجاهزين دوماً لبيع أنفسهم لمن يعتبرون أنّه الطرف الأقوى، طمعاً بما يقدّمه لهم ذلك الطرف " القوي" ويقوم بيع النفس والسياسات هذا على قاعدتين أساسيتين:-

* الجبن والخوف من دفع ثمن القيام  بعبء دور المقاومة للخارقين للجسم الذي يعيش فيه العميل أو العملاء، ويدفع هذا الخوف إلى رفض التضحية من أجل الفرد والأسرة والمجتمع والكيان الاجتماعي والسياسي الموجود، طلباً للسلامة.

* الرغبة بالفوائد المادية الآنية، التي من الممكن تحقيقها من خلال التعاطي و السّماح بالاختراق الخارجي.

القاعدتين السابقتين تدفعان الدول التي تريد خرق الأنظمة والمؤسسات والكيانات المعادية لها، لتلعب على وتر جزئيتي العصا  والملذات الدنيوية، والبحث عن الجبناء الراغبين بالملذات. ولكن لا بدّ من التأكيد أنّ الانسان قد يكون جباناً، ولا يرغب بالتضحية، وقد يكون راغباً بالملذات الدنيوية، ولكنّه في نفس الوقت يرفض أن يكون مدخلاً لاختراق المجتمع الذي يعيش فيه، مع أنّه مع هذه السمات الشّخصية يكون هدفاً مفضلا لمحاولات الاختراق، كما أنّ محاولات الاختراق تتّجه أحيانا لأشخاص بسمات أخرى، أملاً بأن يضعف أحدهم في لحظة معيّنة.

تعامل الاسلام والمسلمون الأوائل مع ظاهرة "الاختراق" بحساسية بالغة، وهي ما أطلق عليها ظاهرة "النّفاق"  ويجد أيّ قارىء للقرآن الكريم عدداً كبيراً من الآيات التي تتحدث عن المنافقين، وكيف أنّ الله عز وجل حذّر رسوله والمسلمين من بعده منهم قائلاً: -  " هم العدو فاحذرهم" وكيف كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحذر المسلمين من الضعف أمام سطوة الخوف و إغراء الشهوات،  وألّا يكونوا مدخلاً لاختراق المجتمع المسلم، وغرس في كل فرد مسلم  قناعة لا تتغير بأنه جندي يحرس ويدافع عن المجتمع الاسلامي قائلاً:-

" أنت على ثغرة من ثغر الاسلام، فلا يؤتينّ من قبلك"

وأغلب المسلمين يعلمون كيف تعامل المسلمون مع الذين تخلّفوا عن اللحاق بالجيش الاسلامي حباً وركوناً للراحة وإحجاماً عن التضحية، وكيف تمت مقاطعتهم حتى من قبل نسائهم، وكل تلك الأمثلة تبين كيف أنّ الاسلام عمل على تحصين المسلمين ومجتمعهم ودولتهم من الاختراق، ووضع مسؤولية مقاومة الاختراق على كاهل الفرد والأسرة والمجتمع والدولة بكافة مؤسساتها.

كما أنّ الاسلام حضّ المسلمين على التّحفز الدائم ضد الاختراق، وبيّن لهم أنّ الاختراق ممكن أن يأتيهم عبر العديد من الوسائل، من أهمها الاختراق عبر شياطين الانس والجان، وعبر النفس التي تأمرهم بالسوء، والركون للخوف أو الملذات، و حذّرهم من منح المخترقين الفرصة للنيل منهم ومن مجتمعهم عبر اختراقهم هم. وصنّف الاسلام المسلمين لثلاثة أصناف:- 

( صنف لا يستطيع كل أنواع المتآمرين أن يخترقوهم، أو يخترقوا جدار المسلمين عن طريقهم، وصنف مثل اللعبة في يد المتآمرين، يحركونهم كيفما شاؤوا، وصنف يعمل عليه المتآمرون للنيل منه ومن المسلمين، وكلّما لاح لهم أنّهم نالوا منه، ردّهم على أعقابهم خائبين).

محاولات اختراق المسلمين من الفرد حتى رأس الدولة استمرت  منذ بعث الله رسالته حتى انهيار الدولة الاسلامية، واستمرت حتى الآن، وكان السبب الرئيسي لانهيار دولة الاسلام، هو تكالب الاختراقات التي نهشت المسلمين حتى وصلت لعقولهم، وأدت في النهاية إلى انهيار شامل للدولة التي جمعت المسلمين، و عملت على منع  العدوان والاختراق الخارجي عليهم.

بعد انهيار الجدار الحامي للمسلمين من الاختراق، قامت العديد من الحركات في العالم الاسلامي والعربي لمقاومة هذا الخرق الكبير، وقدمت هذه المقاومة - ولا تزال - تضحيات كبيرة في سبيل تحجيم ورد الأذى والاختراق  عن المجتمع الاسلامي. وباستطاعتنا القول أنّ هذه الحركات هي "جهاز المناعة" للمجتمع الاسلامي ضد الاختراق المعادي، وبالتالي يتم استهدافها بطرق شتى من قبل أعداء الأمة:-

* الاستهداف والاستئصال المباشر عبر شن الحروب عليها وملاحقتها وتجفيف كل مصادر الدعم والتمويل لها، وباستطاعتنا أن نقول أنّ حرباً كونية تشن على تلك القوى الممانعة، ليس فيها محرّمات ولا ممنوعات.

* يتم العمل ضدها عبر من هم ألعوبة بيد المتآمرين، واللذين تم اختراقهم وقولبتهم حسب المراد، وهؤلاء أصبحوا نسخة عن المتآمرين، ويتمثل دور هؤلاء الأدوات، في الحرب على جهاز مناعة الأمّة عبر وسائل إعلامية متعددة، تهاجم وتشوه وتستهدف النيل من كل من يقاوم الاختراق المعادي للجسد العربي والاسلامي، وتصوره على أنّه جسم غريب عن الأمة يريد توريطها وجلب الدمار لها، وأن لا حياة إلا حياة العبودية والتلذذ بذل ومال أعداء الأمة، وتسعى لكشف عورة القوى الممانعة، واختلاق ما يسيء إليها، وتتغاضى عن الايجابيات وتسلّط الضوء على السلبيات.

هذه الطبقة من المخترقين ( بفتح الرّاء) تسربت إلى مواقع القرار السياسي العربي والاسلامي، وتعمل لاتخاذ كافة القرارات التي تجعل الأمة بأكملها مثلها، فاقدة للإرادة مستسلمة لقرارات أعدائها، فهي عبارة عن طبقة من "المماليك" لعدو الأمة، تتحالف مع العدو الخارجي ضد مناعة الأمة الحقيقية، حتى تستأصلها، وتعتبر أنً جهاز مناعة الامّة ضد الاختراق الخارجي هو عدوّها وعدوّ سيدها.

تسللت هذه الطبقة من المخترقين إلى مفاصل الاقتصاد العربي والاسلامي، وتعمل على تنفيذ الاختراق الاقتصادي للأمة، برهن لقمة عيش الشّعوب العربية والاسلامية بالمال العابر للحدود، مال يزيد غنى الغني المرتبط بالمخترق العدو، ويقصم ظهر المواطن البسيط، ويقضي على رأس المال الذي لا يخضع للتبعية الخارجية، مال يقضي على الانتاج المحلي، ويلحق الاقتصاد المحلي بشكل كامل بالعدو الخارجي، ويصبح المخترقون وكلاء تجاريين للشركات التابعة للعدو الخارجي.

وصلت هذه المجموعة إلى مواقع القرار الأمني والعسكري في بعض الأنظمة العربية والاسلامية، وتقوم بحرب لا هوادة فيها خدمة للمخترقين الخارجيين للجسم العربي والاسلامي، ولم يقتصر عملها على الخدمات المحلية فقط، بل تعدى ذلك لتقديم خدمات خارجية تتعدى الاقليم لتصل إلى مواقع لم يحلم بها المخترق الخارجي، ووصلت الثقة والتعاون بين المخترق ( بكسر الراء)  والمخترق ( بفتح الراء) إلى مرحلة بات فيها هذا التعاون علنياً ولا يستدعي الخجل ولا التبرير ولا التفسير، والوقائع تتحدّث عن نفسها. 

تعمل هذه المجموعة على اختراق العقل المسلم و العربي، والثقافة الاسلامية والعربية، وتغيير نمط التفكير، وقلب الأولويات والثوابت، عبر جلب مفاهيم معادية للأمة، وغرس أفكار تقلب البدهيات، من خلال عملية قيصرية تتم بالعلن لتغيير القناعات الوطنية و المناهج التعليمية والحياة الثقافية والعقيدة الدينية، والتنصّل من الموروث العقائدي والثقافي والوطني، بهدف الرضوخ نهائياً، وتقبّل فكرة الاستعمار، ورفض فكرة الحرية، بل أصبح هناك من يدعو علانيةً للعودة لعهد الاستعمار المباشر، ويرفض التحرر من الاحتلال، بل يعمل ويسعى بكل ما يستطيع لعودة الاستعمار ويحارب القوى المقاومة لهذا الاستعمار، الذي يستهدف اختراق الأمة بكل الوسائل، وهو ما يتجلى بأوضح صوره عبر اختراق بعض العقول المسلمة والعربية، التي حينما تستمع لطرحهم ورؤيتهم، تجدهم أشدّ حماسة لوجهة النّظر المعادية للأمّة من الأعداء أنفسهم، ولولا أنّ الأسماء عربية وإسلامية، لاعتقدت أنّك تستمع لأحد غلاة اليمين المسيحي العنصري، أو لأحد غلاة  الحركة الصهيونية. وعند قراءة الخلفيات التي صنعت هؤلاء المخترقين ( بفتح الراء) من بني جلدتنا، يسهل فهم تصرّفاتهم ومواقفهم فيما بعد.

* الوسيلة الثالثة لمحاربة جهاز مناعة الأمّة ضد الاختراق، تكون عبر محاولات الخرق الداخلي لجسم جهاز المناعة، وهذه تتشعب لعدة وسائل:-

- تبدأ هذه بالحرب والتهويل والتهديد والتضييق على الحرية والأرزاق و المسّ بالحياة نفسها، وبهذا الأسلوب قد يخضع بعض الأفراد لهذا النوع ويقبل أن يكون أداةً لمن يحمل العصا.

- عبر المغريات والمنافع، وبهذا تتم محاولة احتواء شخص أو أشخاص عبر مساعدات وتمويل ومنافع مادية وإغراآت متعددة، من الممكن أن يسقط فيها من يسقط من ضعاف النّفوس.

- عبر التغرير والتضليل لبعض المندفعين والحمقى، اللذين يعملون ولا يفكرون، وبالتالي يقوم هؤلاء بتنفيذ رغبات من يخترقهم بدون معرفة أنهم يعملون ضد ما يؤمنون به، وهؤلاء يعتبرون من أخطر أنواع الخرق الداخلي للحركات المقاومة.

بالتأكيد يوجد الكثير من الوسائل التي يعرفها الناس، وأخرى مستحدثة ومخفية، وأخرى قد تستحدث في المستقبل من أجل الاختراق، ولكن بالتأكيد مداخل الاختراق محدودة، والقابلية النفسية للاختراق أيضاً واضحة المعالم، وهناك من تظهر عليه نتائج الخرق عبر الملامح والتصرفات والتّفوهات، ويصنّف الظاهرون من المخترقين إسلامياً على أنّهم "المظاهرون بنفاقهم"  وهؤلاء ( أفراداً وجماعات ومؤسسات وحركات ونظم سياسية واقتصادية وأمنية وإعلامية) يصطفّون بشكل علني مع المخترق الخارجي الذي يهاجم ويحتل أراضي الامة ويسرق خيراتها، ويجاهرون بتحالفهم معه عبر عناوين كثيرة، ولكن كلما زاد هذا التحالف وتقدّم به الزّمن تكشفت سوءة هؤلاء أكثر وظهرت معايبهم لحد لا يمكن تبريره من اللذين يحسنون الظن دائماً ويرفضون تسمية الأشياء بمسمياتها.

أم الصنف الآخر فهم المنافقون الذين يظهرون بصورة تختلف عن حقيقة أنهم مخترقون ( برفع الرّاء) ويعملون لصالح أعداء الأمّة المخترقين ( بكسر الراء)، وهؤلاء ينقلون المعلومات التي تؤدي لطعن الممانعين في ظهورهم، وتؤدي لقتلهم وتخذيلهم وأسرهم وضرب روحهم المعنوية، وتعرقل مخططاتهم للتحرر من قيد الاحتلال والاختراق الخارجي، كما أنّ بعض هؤلاء يتم تهيئته لتبوّء مناصب معيّنة في حركات مقاومة بعد إزاحة من يقف في طريقه، عبر الاعتقال أو الاغتيال، حتى يتم لهم في النهاية تحوير أهداف الحركات المقاومة للاختراق من مقاومة للاختراق، إلى أداة طيّعة ومجتهدة في يده، تنفذ ما يامرها به العدو، وهذه العملية ممكن أن تنجح  تحديداً في الحركات والمؤسسات والأنظمة التي لا أيديولوجية لها، وكذلك التي لا تحكمها مؤسسات ويتسيّد عليها شخص محاط بقلة من المتنفذين الفاسدين، ومن السّهل معرفة هذه التّفاصيل بدراسة متمهلة للحركات السياسية والمقاومة في العالم العربي والاسلامي، و قراءة التّحولات المنهجية والفكرية و الممارسة الميدانية، لتقدير حجم الاختراق الذي تمّ في عدد منها.

 وبالتالي فالحركات الممانعة والمقاومة التي تتبنى أيديولوجية معينة، من الصّعب اختراقها، فكيف بمن يتبنى العقيدة الاسلامية في  الفكر و الممارسة والتربية والتنشئة؟.

فالحركات الاسلامية التي تعتمد تربية أفرادها على التتّحصّن الدائم ضد الاستهداف من الاختراق الخارجي ومن وساوس النّفس، وتكون غالباً محصّنة أكثر من غيرها ضد الاستهداف بالاختراق، ولكن هذا لا يعني أبداً أنها في منأى عن الاختراق، فهذه الحركات عبارة عن مجموعة بشرية، تخطىء وتصيب، ومن المؤكد أن حالات من الاختراق حصلت لجسم هذه الحركات الممانعة للاختراق الخارجي، وهذا ليس سراً، ولكن السؤال المطروح هنا، هل هذه الحركات تتسامح مع ظاهرة الاختراق في صفوفها؟ وهل تغضّ الطرف عنها؟ وهل الخرق إن حصل من قبل فلان أو إبن علان أثّر على مسيرة الحركة ورؤيتها لطبيعة الصّراع مع المخترق الخارجي؟ وهل تمكّن المخترق ( بكسر الرّاء) من الصعود والتقدم في جسم هذه الحركات الممانعة والمقاومة وحرف بوصلتها أم وجد نفسه ملقى خارجها بين ليلة وضحاها وفرّ هارباً خارج الوطن واحتمى بأعداء الأمة أو بتنظيمات أخرى رحّبت به؟.

هذه الأسئلة وإجاباتها كلها تجيب على حالة ( التّغويش) من قبل المخترقين ( بفتح الراء) والمخترقين الخارجيين ( بكسر الرّاء) للمس معنوياً وإعلامياً بالحركات الممانعة للاختراق الأكبر للمنطقة العربية والاسلامية، فمقياس تقييم قوة وقدرة الحركات الممانعة ليس بأن يقوم المخترق من رأسه حتى أخمص قدميه ليقول أنّ فلاناً أو إبن علان تم اختراق حركات المقاومة من خلاله، وبالتالي تم كشفه وألقي خارجاً، فهذا اختراق تكتيكي للعدو، أم النجاح الاستراتيجي في الخرق، فهو أن يتم اختراق حركات ومؤسسات ونظم سياسية وأمنية واقتصادية من رأسها حتى أخمص قدميها، ثم تقفز فرحة بخرق تكتيكي مفترض في جدار قوى المقاومة، التي لم تنحرف بوصلتها لتصبح أدوات في يد أعداء الأمة، بالرغم من استنفاذ كافّة الوسائل في محاولات تطويعها، وابتزاز المواقف  منها، أي كما يقول المثل الفلسطيني :-

( في عينك عود، وتبحث عن القشة في عين غيرك).