الإخوان والأسد والثيران الثلاثة !!؟
الإخوان والأسد والثيران الثلاثة !!؟
د.خالد الأحمد *
الإخوان المسلمون حركة إسلامية تدعو المسلمين إلى الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وسبيلها إلى ذلك العمل التربوي والإعلامي والسياسي ، ودليل ذلك نشاط الإخوان السوريين من (1945) وحتى (1958) وكذلك في (1962) ، ونشاط حركة مجتمع السلم اليوم في الجزائر ، والإخوان الأردنيون ، واليمنيون والكويتيون والمصريون وغيرهم ...
حافظ الأسد للقضاء على الإخوان المسلمين :
وقد صرح بهذه المهمة في المؤتمر القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي عام (1965) حيث قال : الإخوان المسلمون لاينفع معهم إلا الاستئصال ، وكرر ذلك عندما قال للشيخ الشقفة رئيس جمعية العلماء في حماة الذي زاره عام (1973) بعد أحداث الدستور يتشفع للمعلمين المعتقلين من حماة ، فكشر الأسد عن أنيابه وقال للشيخ الشقفة : لأقطعن اليد التي لم يستطع عبد الناصر أن يقطعها ...
وصار السلطة الأسدية تضغط على الشباب المسلم وتتحداه في دينه وكرامته ، وهدمت مسجد السلطان في حماة عام (1964م) ، وقتلت الشباب المسلم تحت التعذيب أثناء التحقيق ، حتى أجبرت شباب الطليعة المقاتلة على استخدام السلاح للدفاع عن دينهم ودمائهم ، فاتخذ الأسد ذلك ذريعـة للبطش بالإخوان المسلمين السوريين ، فقتل منهم ومن أنصارهم قرابة ستين ألفاً ، وسجن وشرد أكثر من مائة ألف ....
حافظ الأسد يستخدم الإخوان المسلمين العرب ورقـة ضغط :
وفي عام (1979م) راح حافظ الأسد يطالب الصهاينة بالانسحاب من الجولان ، بعد أن انتهى عقد الإيجار وهو ثلاثين سنة (1967-1979)، واجتمع بكلينتون في جنيف على انفراد، وألح على الصهاينة وفاوضهم ولكنهم ماطلوا بالانسحاب ، فأراد حافظ الأسد أن يضغط على الإدارة الأمريكية ، ويلعب ورقة ضغط على الإدارة الأمريكية ، وهي إظهار التعاون مع الإخوان المسلمين العرب ...
وأكبر دليل على ذلك ماقاله حافظ الأسد للسفير الأمريكي المتجول ( مورفي ) بعد عدة لقاءات معه في أواخر التسعينات ، قال له حافظ الأسد : أرجو أن لاتتأخر علي ، وإذا تأخرت ستجدني بلحيـة !!!
وقد شاع هذا الخبر وتناقلته الصحافة العالمية يومذاك ... وبالفعل وجه حافظ الأسد دعوات لزيارة دمشق لكل من قادة الإخوان الجزائزيين ، والإخوان السودانيين ، والإخوان الأردنيين ، والإخوان اللبنانيين ، والإخوان الفلسطينيين (حماس)... وكان الإخوان السوريون يبعثون رسائل شفوية للطاغوت الكبير مع قادة الإخوان الزائرين دمشق ، يطلبون فيها إلغاء المرسوم (49) وإطلاق سراح السجناء والكشف عن مصير المفقودين ، والسماح بعودة المهجرين ... فكان جواب حافظ الأسد لهم : لايوجد عندنا إخوان مسلمون سوريون !!!
وورث حافظ الأسد أوراق اللعب هذه لولـده بشــار ، واستمرت رسائل الإخوان السوريـين الشفوية مع إخوانهم العرب ، وصار جواب بشار أن الملف موجود على مكتبـه للدراسـة ، وسوف يـبـت بـه قريباً ، وانتظر الإخوان السوريون من (2000) وحتى (2005) وإذ بشار يقول : الإخوان المسلمون لاينفع معهم إلا الاستئصال ... ( مقولة والده عام 1965) !!!!
ومن المؤلم والمبكي دماً ؛ أنه مازالت صلات بشار مع كثير من الإخوان المسلمين العرب حتى يومنا هذا !!!
وربما يشكل تواجد الأخ خالد مشعل ( وهو الوحيد المعذور من قبل إخوانه السوريين ) ، تواجده في دمشق أكبر ورقـة ضغط يلعب بها النظام الأسدي ، يضغط بها على الإدارة الأمريكية كي تضغط على الصهاينة للانسحاب من الجولان ، وربما صارت الآن ورقـة ضغط على الإدارة الأمريكية لتعيـد المخابرات المركزية الأمريكية التنسيق مع النظام السوري الأسدي ، وبالتالي تدعم بقاء ه في كرسي الحكم ...
النظام الأسدي يسخر كل طاقاته وأوراق اللعب التي يملكها كي يحافظ على كرسي الحكم ، وإيواؤه للأخ خالد مشعل في شقة عادية متنكرة في دمشق ، دون السماح لهم بأي نشاط سياسي علني ، يفهم ضمن أوراق اللعب هذه التي يلعب بها النظام الأسدي ، وكما قلت يعذر الأخ خالد مشعل ، بعد أن أغلقت جميع الأبواب أمامه ....
من آثـار الأســد :
ونلحظ انشقاق مؤسس الحركة الإسلامية في لبنان الدكتور فتحي يكـن ، انشقاقه عن حركة الإخوان المسلمين اللبنانيين ( الجماعة الإسلامية ) ، بل وقوفـه في الصف المعادي لهم وللإخوان المسلمين السوريين ، وهو صف النظام الأسدي وحزب الله وميشيل عون ...وهذه خسارة كبيرة بل مؤلمـة للإخوان المسلمين ...وبدون شك هي من ثـمرات النظام الأسدي ....
كما يجب الإشارة إلى أن أصابع النظام الأسدي موجودة في الفتنـة التي وقعت في غـزة بين الأخوة الفلسطينيين ، وعندما نسلم أن ( إسرائيل ) كانت تدعم ( فتـح ) دعماً لوجستياً ، فيجب أن نسلم أن النظام الأسـدي كان محرضاً للأخوة في حماس ، وربما يحرض فتح أيضاً بطرقه الملتوية القائمة على ( التقيـة ) ...والنظام الأسدي لايقل عن الصهاينة في حقدهم على الفلسطينيين ،ولابد من الانتبـاه إلى دور النظام الأسدي الذي لايقل عن دور الصهاينة في فتنـة غــزة ...
فمتى ينســق الإخوان المسلمون العرب أنشطتهم !!!!؟ ويتضامنون مع إخوانهم السوريين كما فعل الإخوان اليمنيون الذين لم يقبلوا دعوة النظام الأسدي عندما وجهت لهم لزيارة دمشـق ، وعللوا رفضهم بسوء تعامل النظام الأسدي مع إخوانهم السوريين ... !!!؟ ومتى يتعلم الإخوان المسلمون درس الأسـد والثيران الثلاثـة !!!؟
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية