عائدون من دمشق

أبو الفرج الناعوري

أبو الفرج الناعوري

بداية فإننا نجد أنفسنا أمام الابتلاءات التي نزلت في بلدنا المصابر سورية نردد ما جاء في المثل العربي ، عِش رجباً ترَ عجباً !!

ونطلق بعض التساؤلات التي هي استنكار و استهجان في حقيقتها ، يشعر بها كل من زار دمشق العروبة والإسلام هذا العام بالذات ، فهل يعقل أن يجد المواطن العربي في دمشق ،  التضييق يحاصره في كل مكان بدءاً من نقطة الحدود ، وانتهاءً بالخروج منها مرة أخرى ؟

وهل يظن أسد قرداحة الصغير أنه بتصرفاته ورعونته وارتمائه في أحضان الصفويين الفرس يستطيع  أن يطمس الوجه العربي المسلم لسورية ، إلى درجة صار بيت المتنبي حقيقة ترددها الألسن :

ولكن الفتى العربي فيها               غريب الوجه واليد واللسان

وهل يتصور الأذناب المرتشون داخل القطر وخارجه أن يستمر سكوتنا الناجم عن قمع الأجهزة الإرهابية إلى ما لا نهاية ؟!

الزائرون لسورية لا يتحدثون فقط عن انقطاع الماء و الكهرباء لساعات وأيام، ولا عن موجة الغلاء التي ترتفع مع كل صباح ؟!  ، ولا عن الرشاوي التي تزكم الأنوف عن طريق أعمام أسد قرداحة الصغير وأخواله ؟ ولاعن انتشار الفساد الأخلاقي وتدني مستوى الحياء والقيم ؟ ومحاربة الأخلاق الإسلامية والمروءة العربية ؟ ولا عن الطفيليات التي تعشش في مفاصل الحكم ومراكزه ؟ ولا عن أدعياء العلم والدين والثقافة مثل (الحبش والشعيـبي و الحسون) الذين يضيفون للنظام محاسن لا يعرفها هو عن نفسه ؟!  و لا عن ظهور العصابات التي تسرق قوت المواطنين وأملاكهم جهارا نهارا ! ولا عن أوكار الدعارة  الثابتة و المتحركة التي أصبحت بالمئات ؟ ولا عن القوّادين بدءا من نقطة الحدود وحتى شارع البرلمان وسوق الحميدية ؟! كل هذا يعرفه القاصي والداني ! يضاف إليه _ وهنا تبدأ المأساة _ أن يضيق على العرب القادمين ، وأن تسرق أموالهم بشتى التهم و الحيل ! فحينا تهجم عصابات مقنعة بأقنعة رسمية ، على أماكن سكناهم وتصادر ما معهم بلا أي مبرر ، وحينا يضعون لهم أفخاخاً ومطبات عن طريق الساقطات اللواتي نشأن في ظل النظام ورعايته وحمايته ، وأخرى يلقى القبض عليهم بتهمة الإرهاب ويهددون بتسليمهم للمخابرات الأجنبية إذا لم يفتدوا أنفسهم ..

وأخيرا نهمس أو نصرح في وجوه الذين خدعوا أنفسهم قبل أن ينخدع أحد بمقولتهم حين رددوا طويلا أن بشار غير أبيه ، وبنوا أوهامهم على خطاب القسم الذي فهموا منه ما ليس فيه ، واستمروا يدندنون بإعطاء الفرصة لأسد قرداحة الصغير أكثر من خمس سنوات ناسين أنه : لا يجنى من  الشوك العنب ؟!!.