الارتداد السياسي وانزلاقات النهج المساوم
الارتداد السياسي وانزلاقات النهج المساوم
رمضان
عمر
رئيس رابطة أدباء بيت المقدس / فلسطين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
ما بين جدل وجدل ، يقف النص القرآني الخالد حكما على تجارب الملل .... وسقطات التاريخ .
و مهما خاض الخائضون - مشرقين أو مغربين في تحليلاتهم السياسية ،أو قراءتهم للواقع التفصيلي على أرضية الحراك السياسي ، وفق معيار اختلال موازين القوى ؛ فان الثوابت العقدية في تشكيل ظاهرة الصراع على ارض العقيدة تبقى الفيصل والحكم
لقد حاول الاسلويون منذ نجاح المشروع الإسلامي- اثر انتخابات المجلس التشريعي عام 2006 في الضفة والقطاع - ان يؤدلجوا الصراع ويؤسسوا لمشروع معارض يحمل صبغة خيانية خوفا وندما ، وفق قاعدة الأرض المحروقة ، أو التطهير العرقي لظاهرة الإسلام السياسي مستندين ومستقوين - بالجملة والتفصيل- بالذراع الإجرامي الصهيوني ، وعباءة الظلم الأمريكية داخلين وفق ذلك في محظور التصور القرآني الفريد " في أدبيات الولاء والبراء "
هذه الانزلاقة السياسية في التصور الفتحاوي التي بنيت بوضوح على ثنائية الولاء والبراء المخالف لتوجيهات التصور الاسلامي ، من خلال قبولها المطلق للتساوق مع المحتل والانحياز له في حربه الظالمة ضد الأمة- ورفضها المطلق للحوار او التلاقي او التناغم مع المشروع الإسلامي المقاوم يبين -دونما مواربة أو تشكيك- ان التصور السياسي الفتحاوي – من خلال برامج التسوية القائمة على التنسيق الأمني والتفاوض العبثي _ قائم على إيديولوجية فكرية مناهضة للفكر الإسلامي ، مما يؤكد أن هذا التصور قد أفرز فريقا سلخ سلخا كليا من جسد الأمة ، وشكل ذات الظاهرة التي تشكلت في المدينة المنورة عندما نجحت اول جماعة اسلامية سياسية في تشكيل ظاهرة للاسلام السياسي ؛ قتناغمت مع بني قريضة وبني قينقاع وبني النضير .
ولعل مبررات المنافقين في المدينة هي ذات المبررات التي يتذرع بها المنافقون في رام الله ، ويمكن اختزالها في هذا المشهد القرآني العجيب:
فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ
لقد ارتد الاسلويون في سياستهم القمعية ارتدادا كليا مستجيبين استجابة مطلقة لطموحات الأمريكان والصهاينة ، حتى بات اللقاء اليومي مع المرت نمطا طبيعيا والاستهداف التعسفي من اعتقالات وإغلاق للمؤسسات التابعة للمشروع الوطني ، وتجريم المقاومة ومحاولة عزلها ومحاصرتها هو الديدن اليومي لمشروعهم واستراتيجيته الثابتة في التحديد المطلق لأنصاره وأعدائه ، حتى بلغ الحد حماية الجنود وتسليم المقاومين كما حصل مؤخرا في جنين
لكن عباس غفل وغفل أنصاره أن سنن الله ثابته ، وانه قاهر فوق عباده وان الذين عول عليهم قد تفقدوه مصداقية التمثيل السياسي . وان استمرارية البقاء لنهجه ألانزلاقي مرهونة بمشيئة الله في التغيير، ونسي عباس أن النص ألقراني خطير وانه ومن معه من الانزلاقيين قد باتوا خارج المشروع الوطني بتساوقهم وتعاضدهم مع العدو
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ
فالأمر جلل والعاقبة وخيمة وما هو آت نذير شؤم للمشروع الانزلاقي ؛ فالخطاب قطعي الدلالة في موضوع الردة السياسية للنهج الانزلاقي والبديل قادم لا محالة
1. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.