مؤتمر الخريف....

عباس يتأهب ويستعد!!

هنادي نصر الله

[email protected]

في هذا الوقت ـ وفي أي وقت ـ يتلهف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقاء أصدقائه في البيت الأبيض وتل أبيب وتبادل القبلات الحارة معهم من خلال فرصةٍ ذهبيةٍ (هي ليست الأولى من نوعها) فقد سبق مؤتمر الخريف المزمع عقده في الخريف المقبل عشرات المؤتمرات واللقاءات وورش العمل الهزلية السرية والعلنية والتي يتم من خلالها خداع الرأي العام العالمي وإيهام الشعوب ـ لاسيما المحَاصرة في لقمة عيشها وفي وطنها بأن هناك حل قريب يُوشك أن ينقض على الخلافات الفلسطينية والإسرائيلية؛ليمهد لحوارٍ شامل من شأنه أن يرأف بحال الفلسطينين؛فيمنحهم دولة وسيادة!!.

دربٌ من النفاق الواضح واللعب بالعواطف ينتهجه رئيس السلطة الفلسطينية"عباس"بعد أن أتقنه جيدًا من خلال لقاءاته مع رؤساء وممثلي العالم الغربي الذي يكيل بمكيالين؛فيظهر غير الذي يُبطن وحديثه الأجوف والأحمق عن الديمقراطية وحقوق الإنسان أكبر دليل على ذلك... 

ما من شك أن رئيس السلطة"محمود عباس" قد تعلّم من رفقاء دربه السياسي كأولمرت ورايس وبوش ومن قبله كلينتون وشارون وبيرس والراحل رابين الذي شهدّ لعباس توقيعه لاتفاق أوسلو الذي حرّم الفلسطينين حقهم في العودة والتعويض؛غير أن "عباس"لم يُلقِ بالاً لما تعلم ولم يُطبقه في إطاره ووضعه الصحيح فبدلاً من أن يتعهد بعدم تكرار هذه اللقاءات المبطنة بالنفاق الإسرائيلي ـ الأمريكي إلا أنه يُصر على الإستمرار فيها؛لينتقل كذب ونفاق الصهاينة لشعبنا الفلسطيني في صورة هزلية ملّ منها الصغير قبل الكبير...

كأن يأتي إلى رام الله بعد أي اجتماع ليقول"وعدني بوش...تحدثنا مع الإسرائيلين ...أخبرني السيد أولمرت ...الإسرائيليون والأمريكيون يتفهمون جيدًا وضعنا....هم وهم وهم...

إن "عباس"الذي يقول مثل هذا الكلام ويُصرح بهذه التصاريح يُدرك جيدًا أن ما يقوله مضيعة للوقت؛لكنه يرفض الإعتراف بذلك ويُصر على المجاهرة بالضلال السياسي والعميان الفكري بعد أن غيبّ عقله عمدًا عن الفهم واستنباط الحكم السياسية...

مخطئٌ من لا يُجزم أن عباس سيرجع من مؤتمر الخريف المشئوم مذمومًا من أمريكا باطنًا،ممدوحًا منها ظاهرًا؛إذ سينقلب إلى مقره في المقاطعة برام الله كطفل صغير مُررّت عليه اللعبة؛فغُلبّ رغمًا عن أنفه ـ مع احترامنا هنا للأطفال؛لأنهم أثبتوا جدارتهم وجرأتهم على الأقل في أرض الرباط بفلسطين الحبيبة...

بعد هذا كله...على ماذا يُراهن"عباس"؟ وماذا تبقى من عمره الحافل بالتنازلات والمغالطات السياسية والأشنع بالحروب اللاأخلاقية واللاوطنية والمتمثلة في مراسيمه الأخيرة التي أصدرها بكل غباء ناسيًا أن الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام وجمهور الغزيين بشكلٍ خاص عصي على الكسر ولا ترهبه حرب الإستنزاف التي يُمارسها الإحتلال ويُشاركه فيها للأسف "محمود عباس"والهاربين من غزة إلى رام الله.

أسابيع وسنكون مع موسم الخريف ومؤتمر الخريف ...."عباس" يتأهب ويستعد غير آبه بنداءات شعبه المتكررة التي تنادي بضرورة العودة إلى طاولة الحوار الوطني ....والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا تبقى من عمر "عباس"مُوَقع إتفاق أوسلو مع الصهاينة؟!