الدستور السوري لا يشترط في المفتي أن يكون مسلماً

في استشارة قانونية بشأن سماحة المفتي

الدستور السوري

لا يشترط في المفتي أن يكون مسلماً!!

فؤاد الميداني

إزاء تفوهات سماحة المفتي المتتابعة، مرة بشأن الصحابة وثانية بشأن اتهام المجتمع السوري السني بالتعصب والجهل وثالثة بشأن إعلانه أنه ليس مفتيا للمذهب السني، ثم تصريحه الأخير الذي جعل فيه إيمانه بمحمد رسول الله مشروطا اجتمعت مجموعة جادة من المثقفين في دمشق وتدارست موضوع التقدم بدعوى إلى القضاء السوري تطعن فيها بصلاحية المفتي للمنصب الذي يشغله...

 في البداية اعترف المجتمعون ببراعة سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية، وبمواهبه المكيافيلية المتعددة، وبقدراته على الخداع، ورأوا أن موقع رجل بهذه المواهب هو رئاسة الوفد المفاوض مع الإسرائيليين وليس كرسي المفتي العام الذي يحتاج إلى ثوب أبيض يبتعد بصاحبه عن الممارسة التي تؤذي ضمير جميع المؤمنين من سنة وشيعة ومسلمين ومسيحيين.

 ما صدر عن المفتي في هذا الاتجاه هو ما يمكن أن يصدر عنه بشأن أي مذهب (مذهّب) وأي فكرة أو شخصية أو حزب أو هيئة تلوح له مصلحة شخصية في رحابها..

 ورأت المجموعة إن الوصف الأدق الذي يمكن أن يطلق على المفتي هو صياد الجوائز حسب مرحلة التأسيس الأولي للولايات المتحدة الأمريكية وصياد الجوائز هوالمجرم الذي يصطاد عتاة المجرمين. صياد الجوائز هذا هو الوصف الوحيد الذي ينطبق على سماحة المفتي وهو المختصر المفيد في حقه.

 منذ أيام أعلن سماحة المفتي في حضور وفد أمريكي، وسورية رأس الممانعة العربية في محاربة المشروع الأمريكي، أنه مستعد للكفر بمحمد مقابل تمسكه بالإيمان بموسى وبالمسيح!! ويتخابث سماحة المفتي وهو يخادع هؤلاء البسطاء من الأمريكيين المسيحيين لأن محمدا بالفعل قد أمره وأمرنا على ما نظن أن نكفر بموسى بني صهيون، فهو غير موسى صاحب التوراة الحقيقية الكليم من جانب الطور، كما أمره وأمرنا أن نكفر ويكفر بالمسيح الذي ضاهى به بولس وقسطنطين قول الذين كفروا من قبل فقالوا ثالث ثلاثة، وطمسوا صورة المسيح الكلمة الذي قال: إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا...

 وهكذا حشر المفتي نفسه بين كفرين، إما كفر بما جاء به محمد أو كفر بما حرفه المحرفون من التوراة والانجيل أو ما غلوا فيه بموسى وعيسى وعزير..

 وقالت المجموعة في استشارة قانونية لمحام قدير القرآن لم يترك لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا خيرة. والمفتي يشترط لنفسه خيرة. والرسول غضب من عمر عندما حمل صفحة من التوراة وقال له لو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي.

 وبعد طلب الخبرة القانونية قيل للمجتمعين إن الدستور السوري نص فقط على أن دين رئيس الدولة الإسلام، ولكنه لم يقيد دين المفتي ولم ينص عليه، ولما كان الإفتاء منصبا وطنيا عاما فيحق لكل مواطن سوري شيخا كان أو قسا أو حتى شماسا أو حاخاما أو لاييكيا لادينيا أن يتولاه فليس هناك شرط قانوني يشترط الإسلام في منصب الإفتاء..

 وقال المستشار القانوني للمجموعة المستشيرة ربما إنكم ستتهمون بإثارة النعرات، وستعتبرون الشهود الحضور على إصرار المسلمين على الاستحواز والتفرد حتى يصل بهم الأمر أن يصروا على أن يكون المفتي مسلما فكم هو جميل للتعددية العالمية أن يكون المفتي في سورية التعددية الحضارية على دين بلعام بن باعوراء مثلا.