ما صرح به الدكتور مصطفى الفقي خطير
ما صرح به الدكتور مصطفى الفقي خطير..
وخطير جداً!!
محمد فاروق الإمام
تصريحات رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري الدكتور مصطفى الفقي التي قال فيها إن الرئيس القادم لمصر لابد أن يحصل على موافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيل.. كلام خطير وخطير جداُ، لأن مصر هي حاضنة العروبة وبوتقة الإسلام، فإذا ما ارتهنت مصر لأمريكا وإسرائيل – كما يصور ذلك الفقي – فهذا يعني أن بلداننا العربية كلها باتت – شئنا أو أبينا – هي تحصيل حاصل.. مرتهنة لأعداء الأمة والطامعين بها، لأن مصر إذا ما ارتهنت للإرادة الأمريكية والصهيونية فهذا يعني أن قاعدة العرب الصلبة مصر، التي تشكل بالنسبة للعرب والمسلمين الحصن الحصين بعمقها البشري والروحي والثقافي والحضاري، وقد تخلت عن دور قيادة الأمة التي تصدت له عن جدارة منذ أن وقف سلطانها العظيم المظفر قطز متصدياً لجحافل المغول والتتار في عين جالوت قبل سبعمائة وخمسين سنة، وحافظت على هذا الدور القيادي في كل الأزمنة التي تلت تلك المعركة الخالدة.
الدكتور مصطفى الفقي أراد ترميم ما صرح به فأوقع نفسه في مطب آخر، عندما أجاب في لقاء أجرته معه صحيفة (المصري اليوم) التي سألته: هل أمريكا وإسرائيل ستشاركان في اختيار الرئيس؟ فقال: (لن يشاركوا، ولكن سيفتحون الأبواب أو يغلقونها)، ويفهم من هذا الجواب أن (مفاتيح) هذا الأمر و(مغاليقه) بيد الصهاينة والأمريكان وحدهم، يفتحون بها لمن شاؤوا ويغلقون بها أمام من شاؤوا.. وهذا يعني أن الأمريكان والصهاينة باتوا أوصياء على مصر، فصيروها ولاية أمريكية، يسيطر عليها اللوبي الصهيوني كما هو الحال في معظم الولايات الأمريكية.
ربما قبل المصريون على مضض أو مرغمين أن يعيشوا في ظل حكم شمولي مهيمن على كل شيء، ولكن مما لا يمكن أن يقبل به الشعب المصري أن يفرض عليهم حكام بإرادة أمريكية وصهيونية، فالقبول بالحكم الشمولي شيء وقبول الوصاية الخارجية شيء آخر، بمعنى أن قبول المصريين الاستبداد وإن طال، لا يمكن أن يُفهم منه قبول المصريين بحاكم يأتي بإرادة خارجية أو برغبة أعداء الأمة والطامعين بها.. فهل يعي حكام مصر ذلك؟!