"اعترافات بمحاولة اغتيال هنية" تبث لأول مرة

(فيديو)

"اعترافات بمحاولة اغتيال هنية" تبث لأول مرة

إسلام أون لاين / غزة- حصلت "إسلام أون لاين.نت" على شريطين فيديو من مصادر بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" تقول إن أحدهما يضم اعترافات أفراد بالأجهزة الأمنية الفلسطينية شاركوا في محاولة فاشلة لاغتيال إسماعيل هنية رئيس الحكومة العاشرة القيادي البارز بحماس يوم 14-12-2006.

والشريط الثاني يتكون من مقطعين حول ما قالت حماس إنها اعترافات لشخصين بشأن إطلاق النار على موكب الوفد الأمني المصري بقيادة اللواء برهان حماد في أثناء خروجه لمراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" يوم 15-5-2007.

وضم الموكب أيضا ممثلين عن الحكومة والرئاسة وحماس وفتح وحركة الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.

الشريط الأول:

تقول المصادر إنه يضم اعترافات أحد المشاركين في محاولة فاشلة لاغتيال هنية إبان رئاسته لحكومة حماس الأولى خلال عودته من جولة خارجية عبر معبر رفح، والتي اتهمت حماس محمد دحلان النائب البرلماني عن فتح القيادي البارز فيها بالوقوف وراءها.

وفي هذا الهجوم قتل المرافق الشخصي لهنية، وأصيب نجله البكر عبد السلام برصاصة في الوجه، إضافة إلى إصابة المستشار السياسي لرئيس الوزراء أحمد يوسف برصاصة في يده؛ وهو ما أدى إلى بتر أحد أصابعه.

هذه العملية وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم فتح في آخر خطاب له بعد سيطرة حماس على قطاع غزة منتصف يونيو الماضي بأنها "مسرحية مفبركة"، وبثت فتح الشهر الماضي شريط فيديو قال الرئيس عباس إنه يصور محاولة اغتياله من قبل عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس ورفضت الأخيرة هذا الاتهام، وقالت إن الشريط يتعلق بعملية عسكرية ضد الاحتلال.

ويبدأ شريط حماس بعرض شعار كتائب القسام، ثم يظهر شاب يدلي باعترافات. ولا يظهر في الشريط صورة أو صوت المستجوب؛ إذ تكتب الأسئلة على الشاشة.

ويقول الشاب إن اسمه جهاد علي حسين من سكان أبراج العودة شمال القطاع، ويعمل ضمن حرس الرئيس عباس، وهو زميل لشخص يدعى إبراهيم محمد خطاب.

ويضيف جهاد أن إبراهيم أخبره أنهم يريدون منع هنية من دخول القطاع بسبب الأموال التي جلبها معه.

ويفصّل: "حدثت مشاكل وجاء أتباع حماس ودخلوا المعبر، واجتمعت قيادة الحرس والحاج مصباح البحيصي (قائد حرس الرئاسة بالقطاع).. استنفروا الشباب وأرسلوا قوة على المعبر لاغتيال هنية أو منعه من الدخول حتى لا تصل الأموال لكتائب القسام، ويسيطروا على قطاع غزة".

وأوضح أن المخطط كان يقضي بأن "يدخل هنية للمنطقة الفلسطينية، وبعد ذلك تحدث اشتباكات بين حرس الرئيس وحرس هنية، واشتبكوا وفشلت العملية".

وعن كيفية معرفته بهذه المعلومات، أجاب جهاد بأنه حصل عليها من إبراهيم، ولم تكن الإجابة واضحة حين سُئل عن كيفية معرفة إبراهيم بها.

لكنه قال إن الحرس الرئاسي بعث "إبراهيم خطاب لتلقي دورة في إيطاليا على كيفية القنص من داخل السيارة والاشتباكات".

وأوضح أن إبراهيم طلب منه المشاركة في عملية الاغتيال (اغتيال هنية)، إلا أن جهاد رد بالقول "لا دخل لي".

وأجاب على سؤال حول وجود معلومات عن مهمات أخرى: "صحيح اجتمعوا بعدما فشل اغتيال إسماعيل هنية.. اجتمعوا داخل المنتدى (مقر الرئيس عباس بغزة).. الحاج مصباح وحموده نجاح وجمال أبو الفحم، وطبعا بالتنسيق مع دحلان والدول بالخارج، اجتمعوا ليغتالوه بأي طريقة، إما بتفجير الموكب أو بإطلاق نار عن طريق وحدة التدخل في الحرس بقيادة أبو خميس السكسك.. أعطوا الأوامر لأبو خميس".

"تهريب الأسلحة"

وفي جزئية أخرى أجاب جهاد عن مدى معرفته "بتهريب الأسلحة" من مصر والأردن للسلطة، بالقول: "صحيح جاءت أسلحة عن طريق مصر على معبر كارني (شرق القطاع ويربط غزة بإسرائيل) 4 كرفانات (بيوت صغيرة جاهزة) ممتلئة بالأسلحة فيها رصاص حوالي مليون طلقة وعتاد كامل أسلحة كلاشنكوف، طلعوا بسيارات إسعاف، وكان المسئول هو محمود الفرا، وحضروا حالهم بسيارات مدنية حتى لا يشتبه فينا أحد، ووصلت إلى المنتدى ومهبط الرئاسة بعد ذلك قسموها على الأجهزة الثانية، الأمن الوقائي.. الأمن الوطني".

وردا على سؤال لم يظهر على الشريط أجاب: "صحيح إم 16 (قطع سلاح إم 16 أمريكية الصنع) ستأتي من الأراضي الأردنية لقطاع غزة بأمر من الرئيس والحاج مصباح وقيادة الحرس.. حرس الرئيس يستلم إم 16 ويأتي بمعدات كاملة.. فشلت (عملية جلب الأسلحة) وصارت الأحداث الأخيرة، ولم يستطيعوا إحضارها". وقد جاءت إجابات جهاد عن كل الأسئلة بالإيجاب.

الشريط الثاني:

المقطع الأول: يظهر فيه شاب يعرف نفسه برياض سالم سكر، يسكن منطقة الشيخ رضوان، ويعمل جنديا بجهاز الأمن الوطني.

ويقول عن إطلاق النار على الوفد الأمني المصري: "كنا جالسين أمام العباس (مركز شرطة العباس غرب غزة) 4 أفراد كانوا خارجين من العباس متجهين على رمزون المجلس التشريعي (الإشارة الضوئية المقابلة لمبنى المجلس غرب غزة) الأفراد الأربعة هم رمزي البسوس ومهند الغرابلي وسعيد الكفارنه وأشرف الزيناتي، وهم مرافقون وتابعون لرئيس العمليات العقيد محمود أبو شريف".

ويزيد رياض: "بعد لحظات من خروجهم خرج وراءهم العقيد محمود أبو شريف.. الوفد المصري كان متجها من الجنوب إلى الشمال قبل حوالي نصف ساعة أو ساعة إلا ربع.. وحين وصوله إلى رمزون المجلس التشريعي في أثناء عودته تم إطلاق النار عليه.. وفي أثناء إطلاق النار اطلعت على جهاز اللاسلكي، وسمعت طخوا عليهم.. طخوا عليهم .. بالعامية.. بعد فترة صغيرة العميد جهاد سرحان (موجود الآن بالضفة) خرج على الجهاز وقال: ماذا يجري؟، فأجابه (العقيد أبو شريف): بعدين بفهمك".

من أعطى الأمر؟ يؤكد رياض أنه العميد أبو شريف قائلا: "صوته كان مميزا، كان صوته ضخما شوية، وكان أمامنا لأنه لا يبعد عنا سوى أمتار، وحتى عندما خرجنا لنرى ما الذي يوجد عندما صار إطلاق النار قال لنا ارجعوا، والحاشية التابعة له صارت ترجع فينا".

وأضاف: "... بعد انتهاء الحدث بساعة تقريبًا كان الشباب يتداولون الكلام أن إطلاق النار صار واستهدفوا غازي حمد (القيادي بحماس والناطق باسم الحكومة آنذاك)".

المقطع الثاني: يظهر فيه شاب ملتح يعرف نفسه بماهر الزيناتي (أحد الأربعة الذين قال رياض إنهم شاركوا بإطلاق النار)، ومؤهله العلمي ثانوية عامة، ويعمل جنديا في الأمن الوطني، ومقر عمله بمركز العباس.

وفي رده على سؤال إن كان لديه معلومات حول الحادث، أجاب: "كنا موجودين داخل العباس مع العقيد محمود أبو شريف.. في أثناء وجودنا أمرنا أبو شريف بالنزول لتفقد الدوريات، نزلنا طبعا أنا ومهند الغرابلي وخليل الكفارنه ومحمد أبو شلوف (رياض قال إن الرابع هو رمزي البسوس) لتفقد دوريات العقيد محمود أبو شريف، وطبعا نزلنا على الدورية الغربية تفقدناها ومن ثم الدورية الشرقية".

وأضاف: "في أثناء وجودنا عند الدورية الشرقية مر جيب أبيض من شارع النصر باتجاه الغرب الشمال، الشباب نادوا عليه ثابت.. ثابت.. لم يستجب، فأطلقوا عليه النار بشكل مباشر، فأمر العقيد أبو شريف بعمل حاجز عند رشاد الشوا (مركز ثقافي غرب غزة)، وأمر بإطلاق النار".

وأردف: "كانت الساعة حوالي العاشرة والنصف ليلا بعد ثلاث دقائق مر الوفد.. قمنا بتوقيف الموكب، وصارت مشادات كلامية، فصار إطلاق نار، فأطلقنا النار على الوفد، والجيب بقي ماشيا وبقيت سيارة الوفد المصري، ونزل من بجانب سائق السيارة وفتح الباب وأنزلناهم من السيارة، كان واحدا مصابا في يده وأتي (العقيد) أبو شريف إلى المكان، وأرسل للإسعافات وذهبوا إلى المستشفى".

وأدانت كل القوى الفلسطينية بشدة الهجوم على الوفد المصري، وسحبت مصر وفدها من غزة، وتربط عودته بعودة الأمور في القطاع إلى ما كانت عليه قبل منتصف يونيو الماضي