مفاتح النصر والتمكين..

مفاتح النصر والتمكين..

والإخوة في حركة المقاومة الإسلامية حماس بكل أجنحتها

تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

بسم الله الرحمن الرحيم

(( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تُحشرون ))

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......

أحبتي في الله إني والله أحبكم في الله....

لقد مكنكم الله في جزء عزيز من أرض فلسطين المباركة فماذا بعد ؟ ولينظر الله ماذا أنتم فاعلون .

كنتم مستضعفين في الأرض يتخطفكم الناس ، والآن مكن الله لكم كما مكن لأجدادكم من قبل ، في بلاد الأندلس ، ومصر، والشام ، والعراق ، وشرق البلاد وغربها ، وطولها وعرضها ، لعل الخلافة الراشدة تعود على أيديكم بإذن الله وفضله ؛ ولعلكم تخرجون العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام ، وليس ذلك على الله بعزيز .

هكذا بدأ المجد والعز يعود على أيديكم بفضل من الله ونعمته  ، فإن كان ولاؤكم لله وحده ، فابشروا بمزيد من النصر والتمكين ، لأنكم في معيته سبحانه ، فمن كان معه ربه فمن ضده ؟ ( وما النصر إلا من عند الله ) وإن كان ولاؤكم لأنفسكم - وهنا كلام دقيق - أو لتنظيمكم ، أو لأشخاصكم ، أو لأوطانكم ، أو لقوميتكم ، أو لعشيرتكم ، أو لمرتباتكم من دون الله تعالى ، فاعلموا أن سلب النعمة هو أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، أعاذني ربي وإياكم من السلب بعد العطاء ، ومن القطع بعد الوصل ، وتذكروا أن إلى الله ترجع الأمور .

أن الأمة المعذبة في الأرض تستصرخكم ، وتستنهض هممكم ، فنحن في حاجة إلى الأيدي المتوضئة ، والجباه الساجدة ، والعيون الساهرة الباكية ، فرسان في النهار رهبان في الليل ، فسيروا على بركة الله ، وفقكم الله ، أيدكم الله ، نصركم الله ، رعاكم الله وسدد خطاكم .

أنتم في غنى عن نصائحي ، وأنتم تعلمون ما أقول ، ولكنها الذكرى التي تنفع المتقين .

شعبكم في حاجة إليكم ، أمتكم في حاجة إليكم ، فلسطين في حاجة إليكم ، فاتقوا الله ... اتقوا الله ... اتقوا الله فينا نحن الضعفاء ، كونوا بشعبكم رحماء ، عليكم بحسن الخلق ، تحلوا بالصبر ، ولا تأخذكم في المنافقين والكفار رأفة ولا رحمة ، نحن أمانة في أعناقكم وأنتم مسئولون عنا يوم القيامة ، ولو لساعة واحدة ، استرعاكم الله فينا لينظر ماذا تفعلون ، أروا الله منكم خيرا ، يريكم عزا وفخرا ونصرا ، تذكروا القائد صلاح الدين رحمه الله ، حيث كان يتفقد جنده ليلا ، وجمْع الجند بين قائم ساجد وراكع إلا خيمة وجد فيها الجند نيام فقال قولته المشهورة : من هما تأتي الهزيمة، لاحظوا أحبتي ، الجند نيام لا يتسامرون ولا يلهون ولا يلعبون .

أخي المجاهد وأنت في موقعك ، عوّد لسانك وقلبك على ذكره ، واستعذ بالله من الغفلة والقسوة  .

إياكم أن تأخذكم العزة بالإثم ، ولا تغرينكم نشوة النصر ، ولا تلتفتوا ، لأن ما هو أمامكم أعظم بكثير، إن اتقيتم وتحاببتم ، فرّوا إلى الله بعد كل إنجاز، وتخلصوا من كل حول ومن كل قوة إلا به ، وإياكم وسلطان النفس فهي مطية الشيطان .

تذكروا أن العاقبة للمتقين ، وأن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ، وأنه محيط بكل شيء ، وعليم بكل شيء ، وأنه لو شاء ربك ما فعلوه ، وأن الأيام جعلها الله بين خلقه دولا ، فإن ربطتم قلوبكم بالله ، وتوكلتم عليه حقا ، وتخلقتم بأخلاق المجاهدين من قبلكم ، أخاف الله بكم أعداءكم ، وقذف قي قلوبهم الوهن ، وأيدكم بمزيد من النصر والتمكين ، واحذروا من مكر الله واستدراجه كما فعل بمن قبلكم ، فلا زال خطاب طارق بن زياد يدوّي عبر التاريخ : البحر من خلفكم والعدو من أمامكم وليس والله لكم إلا النصر أو الشهادة .

إياكم والوقوع في ممارسات وأخطاء من كان قبلكم ، احذروا من الواسطة ، وتذكروا أنه ما كان لله دام واتصل ، وما كان لغير الله انقطع وانفصل ، وأن الانتماء إلى الله ورسوله يجب أن يتغلب على الانتماء السياسي والحزبي والتنظيمي ، فإن غلب الثاني على الأول ، فقد تساويتم في صفات عدوكم ، ولا تسلكوا سلوك من كان قبلكم ، وكانوا سببا في إرهاق وظلم وجلد شعبنا ، لا تغلقوا طريقا ، ولا تهملوا ضعيفا ، ولا تُربكوا أعصاب الناس بمواكبكم ، وبأبواق سياراتكم كما كان يفعل غيركم ، واحذروا دعوة المظلوم ، فليس بينها وبين الله حجاب ، فإنما أهلك الله من كان قبلكم بظلمهم ، وتذكروا أن ما انتم عليه أمانة ، وأنها يوم القيامة خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأهلها ، واعلموا أنه يجب أن تتحلَّون بأفعال وبصفات وبأقوال ، تميزكم بها عن غيركم ، وفي ذلك تقرباً إلى الناس بعد الله تعالى ، فبودكم لهم تكسبون قلوبهم  ،  فهم قاعدتكم العريضة ، ومصدر ضخ دمائكم ، ولا تغُرَّنكم قوة ، فالقوي بحق هو الله ، ولا تميلوا إلى الدنيا وزخرفها ، ففي ذلك مداخل الهزيمة والضياع ، وإن نجحتم في التفهم ، وعن عمق ، لطبيعة البنية السيكولوجية للإنسان الفلسطيني ، حققتم نجاحات كبيرة في استقطابه والتعامل معه ، فالمدرك لأهمية الصراعات على الساحة ، يدرك أهمية استقطاب العنصر ، وذلك سبب من أسباب السمو والنجاح ، وثقوا تماما ، أن ما يجري في الضفة الغربية ضد المجاهدين ، وضد مؤسساتهم وأسرهم ، وما يصدر من تصريحات هناك، إنما هو إرهاصات النصر القادم بإذن الله تعالى ، يصب في مصلحة الأمة بإذن الله سبحانه ، وفي مصلحة حركة المقاومة الإسلامية ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، ولن يغلب عسر يُسرين .