عن حيفا وهيفا.. عن كنعان المنسي

عبد السلام العطاري

عن حيفا وهيفا.. عن كنعان المنسي

عبد السلام العطاري

 العلاقات الدولية / اتحاد كتّاب الانترنت العرب

ما بين الــ حاء والــ هاء.. جمهور عربي طافح بهذيان الردة ونشوة الوسط وقباب القرميد الحيفاوية وقباب النهد الهيفاوية.. لذلك لا تلم يا صديقي وكالة ‘’جوجل’’ المعرفية أو الاستخبارية حين تشق بحثك عن حيفانا لتكون الهيفانا رابضة بإحلال قسري لخلل فلسطيني قبل أن نعلق ذلك على شمّاعة البعد والعمق والدنو العربي.

ما يحدث هنا أبعد من حيفا وأقرب إلى هيفا وأدنى من مدينة كنعانية ما زال كرملها يسهر على حداءِ عرسٍ في ساحة الحناطير أو في قاع واد النساس.

وها أنت الشاعر الذي أردت وكنت تتوقع بلحظة أن تحصل على حيفا وخيّل لك أن ‘’الجوجل’’ سوف ينعف ما يجعل جبهتك التي تجهمت بعد فجيعة البحث أن تتصبب عرقاً لتجدك تتصبب أرقاً وقلقاً عمّا يحدث في ظل اكتساح كتاب العرب من أدب وثقافة وشعر ونثر وحكاية لقرى وضياع وحواري الشبكة العنكبوتية لتقف أمام هول المرّ والأمَرّ مما وجدته.. ليست حيفا وحدها التي تغيب وليست يافا تنال من حظ ‘’جوجل’’ أكثر من عكا ومن صفد ومن جليل الله على هذه الأرض.. لا عيب ولا نعيب أن يكون لهيفا ولنانسي ولروبي ما يشأن من تجول كاسحٍ لصورهنّ على عالم النت العربي والغربي والشرق أوسطي.. ولكن من يسأل عن ثقافة كنعان وفجر البشرية ومعرفتها وأمجاد لا تحتاج إلى ‘’جوجل’’ كي ندركها ونعرفها، وها هم أحفاد، أحفاد كنعان وفلست والعمالقة يحرفون وينحرفون.. فمتى نفيق من غفوتنا.

* تأتي هذه الكتابة تفاعلاً مع عمود الزميل خالد الرويعي (حيفا وهيفا.. حينما تختلط النار بالعلم)

حيفا وهيفا.. حينما تختلط النار بالعَلم

خالد الرويعي*

(Did you mean to search for: (Haifa) بهذه العبارة يقترح عليك محرك البحث (جوجل) إعادة اكتشاف ما تبحث عنه، وكما يلاحظ القارئ من العنوان اللبس الحاصل في النطق الانجليزي بين مدينة ضاربة في عمق التاريخ كـ(حيفا) والمطربة (هيفا(

ومناسبة هذا البحث هو أني كنت احاول جاهدا الحصول على صورة متميزة لموضوع صديقة الوقت (شرين مغربي) والمنشور في الصفحة الثالثة من الملحق، لكنني كلما حاولت تقليب الحروف وغربلتها لتوافق اسم هذه المدينة العريقة، رأيت في وجهي (هيفا)، حتى أن محرك البحث لم يجد سواها، وهكذا غدت (هيفا) أهم وأعرق من مدينة تمتد جذورها إلى (الكنعانيين(

لكن لماذا حاصرت (هيفا) هذه المدينة رغم الفارق الزمني الشاهق والخرافي بينهما؟ لماذا غدت مهمة حتى أثرت في تاريخ بأكلمه؟ الجواب بسيط وساذج، وهو أن اسم (هيفا) انجليزياً.. تحج إليه قوافل لا أول لها ولا آخر، واسم (حيفا) لا تكاد تذكره سوى ذاكرة بسيطة، وربما تكون في مهب النسيان.

ولعل الشيء بالشيء يذكر، فعندما زرت الأردن مؤخراً لم أجد مطاراً او طريقاً أو حتى بائعاً متجولاً إلا ويلهج باسم ذلك المعلم العريق (البترا) وكان ذلك في إطار الحملة العالمية التي تزعمتها الأردن لدخول (البترا) ضمن قائمة عجائب الدنيا السبع، أقول حملة عالمية لأنهم نجحوا بالفعل في تسويقها، مما سيضاعف المردود السياحي لهذه المدينة أضعاف وأضعاف ما تربحه السياحة في الأردن الآن. وهو الأمر ذاته عندما يتعلق الموضوع بأهمية ترويج مواقعنا الأثرية وتاريخنا.

 لكن ماذا سنفعل عندما (يتشابه البقر علينا) لمجرد أننا سنخطئ على الدوام في الترويج لهذا التاريخ ودراسته؟ ماذا سنفعل عندما تكون كل معالمنا مرتبطة بـ(هيفا) وإخواتها؟ ماذا نفعل وهؤلاء أشهر من نار على علم؟ هل تقترحون تسميات أخرى لمدننا؟ أو تيمناً بـ(هيفا) سنسمي كل مدننا (هيفا).. وعاشت (هيفا) حرة وأبية!!

*شاعر بحريني / المحرر الثقافي لجريدة الوقت البحرينية