رسالة إلى القوات المسلحة في سورية

القيادة المؤقتة لحزب البعث العرب

رسالة من القيادة المؤقتة

لحزب البعث العربي الاشتراكي

إلى القوات المسلحة في سورية

أيها الرفاق العسكريون

في الذكرى الواحدة والستين لتأسيس الجيش العربي السوري تتوجه إليكم القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية بالتهنيئة بعيد الجيش .

في هذا اليوم الذي تستعيدون فيه تاريخ الجيش مقروناً بتاريخ سورية فإن المسؤولية الوطنية توجب عليكم إجراء مراجعة لأوضاع القوات المسلحة وأوضاع البلاد .

تعلمون جميعاً أن من طبائع إنفراد الفرد في السلطة والقرار إنتاج الاستبداد والفساد وممارسة القمع وتجاوز القانون .

هل تساءلتم عن أسباب الفقر والبطالة وانخفاض مستوى المعيشة وارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء والماء ؟ .

هل تساءلتم عن أسباب الأزمة الاقتصادية وانعكاسها على التنمية في البلاد وعن أسباب تسلط الأسرة الحاكمة على المؤسسات الاقتصادية ؟ .

هل تساءلتم عن مصادر ثروة الأسرة الحاكمة وتفرعاتها وحواشيها وانتم تعرفون كيف كان حالهم قبل التحكم بالسلطة ؟ .

هل تساءلتم عن أسباب الخوف لدى المواطنين ؟ .

هل تساءلتم عن دور أجهزة الأمن التي زرعت الشك بين الأخ وأخيه والصديق وصديقه ليسهل عليها التحكم في البلاد ؟ .

هل تساءلتم أيها الرفاق عن أوضاع أجهزة الدولة ومؤسساتها الإدارية والقضائية والأمنية وعن حالة الفساد المستشري فيها ؟ .

هل سألتم أنفسكم كيف لشعب أن ينهض ويحرر أرضه وهو مقموع بالخوف ومنهوبة أمواله وموارده بفساد الحاكم وفساد أسرته وأجهزته ؟ .

الا تتحسسون الخطر الداهم بسبب القرارات الهوجاء المغامرة التي اتخذها ويتخذها رئيس النظام ؟ .

هل قدر سورية أن تعيش في عزلة وان تكون ملحقة بإيران ؟ .

ماهي مصلحة سورية بالتمديد للرئيس اللبناني أميل لحود وبقتل رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ؟ .

ماهي مصلحة سورية بإشعال الفتنة في لبنان والمساهمة في تأجيجها في العراق وفي فلسطين ؟ .

أي مصلحة لسورية بالخصومة مع الدول العربية والتورط بالتحالف مع إيران ؟ .

كيف يمكن لسورية أن تحرر أرضها وقد أنهكها فساد الحكم وأضعفها قمعه وعزلتها قراراته الهوجاء ؟ .

من يصدق أن نظام بشار الأسد نظام مقاوم وممانع وهو يستخدم لبنان وفلسطين والعراق أوراق للتفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية ومع إسرائيل ؟ .

كيف يمكن لنظام أن يحرر الأرض وأن يدافع عن السيادة وأن يحمي الكرامة وقد حول جيش الوطن إلى جيش يحميه ويبقي الوطن دون جدار يدافع عنه ويحميه .

هل في الجيش اليوم احترام للانضباط العسكري ؟ وكيف يكون ذلك وعقيد أو رائد شقيق لرئيس الدولة أو أبن له يعطي التوجيهات لمن هم أعلى منه مرتبة وفي موقع اتخاذ القرار ؟ .

كيف يكون الجيش جيشاً حقيقياً وكان يضع تشكيلاته في عهد الرئيس حافظ الأسد ولده البكر باسل ثم ولده الثاني الوريث ؟ .

كيف يمكن للقيادات العسكري في مواقعها القيادية بحكم القانون أن تقود وحداتها وهي تقع تحت ضغط الأمن أو توجيهات ممن لا أمرة قانونية له عليها ؟ .

من يصدق أن وزير الدفاع السابق نائب القائد العام وخلفه الوزير الحالي يقود الجيش وفق صلاحياته المحددة في القانون ؟ .

من يصدق أن رئيس الأركان الأسبق أو الذي جاء بعده أو الحالي يقود هيئة أركان الجيش أو التشكيلات العسكرية التي أعطاه القانون أمرته وقيادتها ؟ .

ألا ترون أيها الرفاق خطورة التمييز في التعامل بين الضباط فمن كان من الأسرة الحاكمة أو قريب منها له كل المزيا ومن كان غير ذلك له الحرمان هل هناك أسواء في التأثير على معنويات القوات المسلحة من الشعور بالظلم بسبب المحسوبية أو القرابة أو علاقة انتهازية مع قريب أو مع مسؤول أمني ؟ .

الخطيئة الكبرى التي أرتكبها الرئيس حافظ الأسد عملياً واستمرت بعده تحويل الجيش من جيش مقاتل لتحرير الأرض والدفاع عن الوطن إلى جيش يضمن له أمنه وأمن نظامه مما اسقط الانضباطية في القوات المسلحة ليحل محل الالتزام بعقيدة الجيش الوطنية الالتزام برئيس الدولة .

إن إنفراد الرئيس حافظ الأسد بالسلطة ورفضه النقاش أو الحوار حول أوضاع القوات المسلحة من المسؤولين الرئيسيين  في القوات المسلحة ومن بعض أعضاء القيادة باتصالات مباشرة معه أوصل الجيش إلى الوضع الذي لا يريده أي منكم .

كان يعرف واقع القوات المسلحة وكان يغطي هذا الواقع بخطاب سياسي في المناسبات لا علاقة له بالواقع كما غطى في حرب تشرين خلل بعض القيادات العسكرية بمنحهم أوسمة البطولة .

أيها الرفاق العسكريون

إن القيادة المؤقتة للحزب وهي توجه لكم هذه الرسالة تدرك أن الغالبية العظمة منكم مدركة للواقع وخطورته وللفساد المستشري ولتجاوز القانون ولتحكم الأسرة في مؤسسات الدولة الاقتصادية والإدارية والقضائية وللضعف الذي تعاني منه البلاد وللعزلة التي فرضها النظام عليها .

إن مسؤولياتكم الوطنية والتاريخية تتطلب منكم العمل على إنقاذ القوات المسلحة لتستعيد دورها الوطني الذي يريده شعبكم والجيش دائماً في موقع القلب لدى الشعب السوري .

إن سورية أمام خيارين الأول خيار التغيير وقيام نظام ديمقراطي مدني يتساوى فيه المواطنون بالحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس وبناء دولة ديمقراطية تضمن الأمن والكرامة والعيش الكريم واحترام

القانون وتوفير سبل تحرير الوطن برعاية القوات المسلحة وتوفير متطلباتها ، دولة مرجعها الشعب .

أما الخيار الثاني فهو استمرار النظام وذلك سيؤدي إلى نمو التطرف وانتشاره وقد بدت ملامحه وعندئذٍ فإن البلاد ستصبح عراقاً آخراً وهذا أمر خطير القبول به أو الصمت عنه وأن السماح بقيامه دمار للوطن .

السوريون وأنتم منهم أمام أحد خيارين خيار الوطن بأجراء التغيير واستعادة الشعب السوري موقعه والقوات المسلحة دورها أو خيار الأسرة الحاكمة ويعني ذلك دمار الوطن .

إن الشعب يتطلع إليكم أيها الرفاق لتكونوا عوناً له وليس عوناً عليه وسنداً له وليس سيفاً مسلطاً ضده ، ليكن خياركم خيار الوطن وخيار شعبكم .

تحية لكم أيها الرفاق ضباطاً وصف ضباط وجنوداً والنصر قريب بإذن الله

القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية

01/08/2007