العمل الصالح لا يلاقي إلا الاشاده

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

العمل الصالح لا يلاقي إلا الاشاده

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

(هذه المقاله كتبتها منذ فتره ، ووضعتها بين يدي الاخ الفاضل مرشد الخزنوي وأرسلتها الى موقعه ، ولم أتلقى الاجابه عليها ان كان له ملاحظات عليها ؛ وربما كان السبب الخطأ في العنوان ، فأثرت نشرها في مبادرة مني لتقريب وجهات النظر والحوار الهادئ مع جميع الاطياف سائلا الله سبحانه أن يعيننا على توحيد كلمتنا ومزيدا من الاحترام فيما بيننا )

قرأت ماكتبه الشيخ الفاضل والاخ الكريم مرشد معشوق الخزنوي بكل الحب والموده حول موقفه من المعارضه، وكان لزاماً علي الرد عن بعض النقاط للتبيان ،فله التحية منّي أولا ولاسرته الكريمه مثلها ،ولكنني وددت الوقوف قليلا عند قوله أنني لم أستوعب قصده في الذي لمته فيه ، فأقول لشيخنا الفاضل بل قصدت كل كلمة كتبتها ، وكنت متتبع لكل كلمة قالها وكنت أعي ماوراءها ؛ ولكنني تعودت دائما على ايجاد الاعذار للاحباب والاصدقاء ؛ وتقدير الظروف دون الخوض في التفاصيل

 وقبل أن أدخل في الموضوع أود أن أنوّه أن ماذكرته عن الشيخ الوالد الشهيد كان بعضاً مما أؤمن به ، وما أنا عليه من قناعه فيه، وخاصةً عندما تحوّل آخر عمره رحمه الله من مسايرة السلطه والتماشي معها في الخطوط العريضه كي لايصطدم مع طغاتها لما كان يعتقده رحمه الله المصلحه العامه للبلد في هذا النهج ، شأنه شأن الكثير من المتربصين بهذا النظام الذين ينتظروت ساعة الصفر للانقضاض عليه والتخلص منه ، الى أن شعر الشيخ معشوق بضرورة القيام بالخطوة التاليه ؛ وأن التغيير لايأتي على طبق من ذهب وطول انتظار ولابد من التصعيد ،فتحرك بعدة اتجاهات ومحاور للتأثير في الوضع ودخول الساحه

الاول : كان عبر اعلانه الموقف الواضح عن عدم رضاه عمّا يجري في البلد من التدمير الواضح للمقدرات وتبديد الثروات وزيادة وتيرة الظلم والاستبداد

والثاني : عبر تحركه للقاء المعارضه والافرقاء طمعاً منه لتوحيد الجهود والانضمام الى القوى الحيّه لمواجهة المشكلة المستعصيه في البلد وطغيان الاسره الحاكمه ، فاالتقى الاحرار في الداخل والخارج ومن كل الاطياف متحديّا السلطه الغاشمه وقراراتها وكان على رأسهم من سُمّي بالخط الاحمر زعيم الاخوان المسلمين السيد المرشد علي صدر الدين البيانوني ، دون ان يأبه بالمخاطر والتبعات وكان همه الوطن بكل ماتعنيه هذه الكلمه من معنى ، على عكس زميله الغادر محمد حبش الذي شرب من ماء الذل والمهانه وقام على الوشاية بالشيخ ليخلوا له مركز الدراسات ويفعل مايريد دون أن يكون هناك من يؤنبه كأمثال الشيخ الخزنوي ، وأبى الحبش الا أن يكون صعلوكا عند هذه الاسره يسترزق من ورائها على حساب امته ودينه ووطنه ، بينما كان هناك صنف آخر من الرجال الذين نحترمهم ونقّدر تضحياتهم ، وان جاءت متأخره  ولكنها كانت مؤثره كالسيد عبد الحليم خدام الذي ترك السلطه في عزّها وترك الجاه وانشق عن النظام في موقف يحسب له ونشجع عليه لكل من يريد الخروج ويخشى العواقب كي تكون الارض ممهده لكل أبناء سوريا وبكافة شرائحها للعمل الوطني من أجل التغيير

وتعلم ياأخي الشيخ أننا كمسلمين منبع عطائنا وإلهامنا هو محمد صلى الله وعليه وسلم وما جاء به وأننا دعاة ولسنا قضاة،وأننا لسنا في موضع يجيز لنا تناول أحد وخاصة بعد اعلان موقفه الواضح باالانحياز الى الشعب وتبرئه مما كان وتوجيه سهامه الى قلب الاسرة الاسره الحاكمه ،وبالتالي فان موضوع توقيعه على قانون التوريث هو تحصيل حاصل ، ولم يكن بمقدوره أن يفعل غير ذالك ، ولو خيّرته حينها أو خيّرت أيّ واحد فينا ان كان له الخيار في هذا الموقع فسيكون للاصلح  ،ولكن هذا الخيار لم يكن مطروحا على بساط النقاش،  وأنا هنا لاأريد أن أضع المبررات لأحد ولكن للحق أقول، كما وأنه لابد علينا أن نشيد بالاعمال الطيبه للاشخاص والمجموعات وان كانوا على عداوة بيننا ونتجاوز حتى لمن أساء الينا ان كان صادقا في انضمامه للحق وأهله ، والسيد خدام  ومنذ خروجه الى يومنا هذا وهو يسقي هذا النظام الزقوم، ويكشف اسراره وخباياه بشكل تدريجي مغيظٍ وضاغط فنغّص عليهم حياتهم وأرّقهم في نومهم ولا ندري الى أين يريد الذهاب بهم في آخر المطاف، وصار رصيداً مهماً وفاعلاً في عملية التغيير ،ولا زال يقوم بالكثير وفي أوسع عملية فضح لأساليب وألاعيب وخبايا النظام وممارساته الاجراميه في سورية ولبنان وسواهما ، بينما غيره لم يفعل شيئاً واكتفى بالظهور والاستعراض والادعاء بالمعارضه مع تمنياتي لكل الاطراف التي كانت على علاقه بالنظام ان تحذو حذو الاستاذ خدام ومهما كنّا معها على خلاف فستلقى منّا الترحيب والاشاده والتعاون، ولكننا في نفس الوقت سنرفض منها توجيه الاتهامات الباطله على الغير ، وليكن همنا وتوجهنا باتجاه واحد هو الطغيان والاستبداد للاسرة الحاكمه في سوريا ، مع عدم الهبوط في المستوى الاخلاقي في تناولها

وأنا كمسلم لاأحاكم الناس على النوايا وما تخفيه الصدور ولكن على مايتبين لي من ظاهر الامور، وفي ديننا الحنيف حتى المذنب ان أعلن توبته عن ماضيه من قبل أن نقدر عليه له حكم خاص، فما بالك بمن يصر على قبوله لأي محكمه تتوفر فيها شروط العدالة بينما غيره لم نسمع عنه حثيثاً ولا أي شيء من هذا القبيل ، فكيف لنا ان نبتعد  عن طرف كان عنوانه الوضوح ونقترب من أطراف لازالت مغمّة على كل شيء، وما يهمني من وراء حديثي هذا القول للشيخ أنني كنت على استيعاب كامل لكل كلمة نطق بها ، وأنني ماقصدت في مقالتي من النيل من أحد حاشا لله، لأن معركتنا ليست هنا بل مع ذالك الغاصب في سوريا الذي قتل والدك الكبير وقتل خيرة أبناء شعبنا ولايزال يقوم بعمليات التدمير في كل من سوريا ولبنان ولايزال يثير النعرات الطائفيه ويسن القوانين المجحفه بحق شعبنا وحريته وكرامته وبشكل خاص الاكراد؛ الذي خصّهم في خطابه بالاسم بالتهديد والوعيد لمن يفتح فمه ويعترض عمّا قدّره لهم من مصير

وأما عن انتقاد الشيخ مرشد لعملية التحالف في جبهة الخلاص وغيرها فهو حق مشروع ، وهناك البعض ممن انتقد من داخل صفوف الاطراف المتحالفه ، وهذا لايعتبر انتقاص بحق أحد بل هو تعبيرعن الحريات وأغناء للتجربه لاستدراك الاخطاء، والاختلاف في وجهات النظر لايفقد للود قضيه ، ولكن ياحبذا للشيخ لو يُنورنا بوجهة نظره ان كان هناك بديلاً من التوحد وتجميع القوى، وكما وأني أدعوه مخلصاً للعب دور مهم وفاعل وكبير بين كل الفرقاء المعارضين كونه يعيش في الغرب،لنوسع دائرة العمل الوطني الموحد ،ولن يتأتى ذالك الا عبر ابتعادنا عن التصريحات الناريه وتناول الاخرين بالسوء ؛ لنكون جميعنا على طاولةٍ واحده وكلمةٍ واحده نهزّ فيها عروش الطغيان ،ولأنني أعتقد تماما لما يمكن أن يتاح للشيخ من مساحة للتحرك وقبول عند الاخرين ؛ ممايفسح له المجال واسعاً للعمل الجاد والجامع والانطلاق الى الامام