أوردغان السياسي المشاغب ماذا يريد؟
أوردغان |
خليل الصمادي [email protected] عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ المدينة المنورة |
لا أدري لمَ يغرد السيد طيب رجب أوردغان خارج السرب العالمي ، لماذا يحمل السلم بالعرض ويمشي من دون زعماء العالم وحيدا يزعِّل هذا ويغضب ذاك من بتي صهيون ومن لف لفهم وما أكثرهم.
بالأمس وأمس وأول أمس لم يكل أو يمل وهو يدافع عن الغزاويين أطفالهم ونسائهم وشبابهم وشيبتهم حتى صار البعض يظن أن السيد رجب طيب أوردغان تعود جذوره لعائلة فلسطينية معتَّرة أو مشحرة هاجرت من يافا أو السافرية أو عكا !!ّ
بالأمس صرح نتنياهو بما معناه إن أوردغان زودها أكثر من اللازم وإن ذلك سيعكر العلاقات المميزة بين البلدين تركية وإسرائيل ، ولم يترك أوردغان مناسبة وإلا تعرض لها لدولة إسرائيل ولجيش الدفاع الإسرائيلي الأخلاقي الذي ينأى عن قتل الأطفال والنساء إلا محمد الدرة وفارس عودة وهدى غالية وأطفال السموني وبحر البقر ووو ولم يبق إلا لؤي صبح وجميلة التي فقدت ساقيها شاهدين على ذلك وهم اقل من عدد أصابع اليدبن!!
لماذا يغرد السيد أوردغان خارج السرب ؟
لماذا يسير قوافل شريان الحياة مع نوابه للولوج إلى بلاد الواق الواق حيث المصير المجهول ومنع الدخول إلا بالرفس والقهر؟
لماذا ينتهز الفرص كلها لكشف الحقائق المرة التي تعري بني صهيون وفي الوقت نفسه تعري من حالفهم من بني العرب والإسلام في حين أن أكياس الساسة ينأون بأنفسهم عن الإحراج أمام أوباما وبيكمان ونتنياهو، ويا باب ما دخلك ريح ، أو الباب الذي يأتيك منه الريح سدوا واستريح حتى بجدار فولاذي قبيح ؟
لماذا لا يستكين السيد أرودغان ويجلس في الباب العالي مادًا رجليه مسترخيا غير مبالٍ لما يجري لأهل فلسطين متذرعا بما يقوله الكثيرون : إذا العرب والفلسطينيون راضين بما يجري بل يشجعون إسرائيل على قهرها وحصارها وعلى بناء جدارها الإلكتروني ومن قبل جدارها الإسمني ومصر على بناء جدارها الفولاذي ، فجحا أولى بلحم بيته!!
السيد أوردغان ربما يختلف عن باقي الزعامات العربية والإسلامية، إنه جاء إلى الحكم عن طريق صندوق انتخابات نزيه لا كذب فيه ولا تزوير إنه يمثل أصوات الذين جاؤوا به وهم كثر يحملون توجهات فكرية إسلامية جعلتهم أشقاء أهل غزة المحاصرين ، إنه وجوده في هرم السلطة استثناء في العالم الإسلامي، ربما يكون شبيهه أو نظيره السيد إسماعيل هنية فهو أيضا وصل للسلطة عن طريق انتخابات حرة نزيهة كانت غلطة شاطر عندما ظن أنه سيكشف حجم حماس التي لا شك أنها كشفت الكل ، وهذا ما جعلهما يغردان خارج سرب الإملاءات الصهيونية .
لذا لو كان أكثر زعماء العالم قد وصلوا للسلطة عن طريق انتخابات نزيهة تمثل إرادة الناس لتغير الحال ولما كان العبيد طوع أوامر أسيادهم الذين نصبوهم على العباد والبلاد وواعدوهم بتسليم الأولاد بعد الممات لقالوا أضعف الإيمان : لا ، حرام عليكم يا جماعة .
لو كان أكثرهم كما السيدان أوردغان وهنية لما خرج هذا أو ذاك يبرر حصار غزة ويبرر بناء الجدار الفولاذي بحجة تهريب المخدرات من غزة التي لا تجد قوتا لأبنائها إلى أم الدنيا !! والله إن هذا لشيء عجاب.
وربما تسألون عن زعماء العالم الغربي الذين يعتقد أنهم وصلوا عن طريق انتخابات نزيهة لا شائبة فيها ، أقول بل وصلوا عن طريق الخداع والضلال ، لقد ولَّى عهد الخداع الإعلامي، ولى مذ قاد غالوي من بلاد بلفور قافلة شريان الحياة والتي إن كشفت الضعف العربي فإنها لا شك كشفت عودة الوعي العالمي وعودة الحق لأصحابه وإن غدا لناظره قريب.