بعض جرائم النظام الأسدي ضد الجزائريين والمصريين
بعض جرائم النظام الأسدي
ضد الجزائريين والمصريين
د.خالد الأحمد *
لم يكتف النظام الأسدي بجرائمه التي لم يعرف لها التاريخ مثيلاً ، ضد الشعب السوري ، كمجزرة تدمر الأولى حيث قتلت سرايا الدفاع بأمر من رفعت الأسد قرابة ألف من خيرة أبناء الشعب السوري داخل الزنازين، ومجزرة حماة الكبرى حيث قتلت السرايا والوحدات الخاصة أكثر من أربعين ألف مواطن معظمهم من النساء والأطفال ، أو مجزرة تدمر المستمرة التي قتل فيها سبعة عشر ألفاً من المواطنين على مدى بضعة أعوام خلال الثمانينات من القرن العشرين ...
ولم يكتف بجرائمه ضد الشعب اللبناني ، التي وصلت إلى حد اغتيال رئيس وزراء لبنان الرئيس رفيق الحريري ، واغتيال عدد كبير من رجالات لبنان ، ونهب خيرات البلد ومنها بنك المدينة ...
ولم يكتف بجرائمه البشعة ضد الشعب العراقي ، عندما وقف مع إيران ضد العرب العراقيين ، ووقف مع أمريكا ضد رفاقه البعثيين العراقيين ، ومازال يؤجج الحرب الطائفية في العراق ليبقى العراق مكسور الجناح، ويأمن النظام الأسدي على كرسيه من الخطر ....
وصار القتل والتعذيب والنهب والسلب صفـة ملازمـة لأزلام النظام الأسدي ، لايستطيعون العيش بدونها ، وقد امتدت أصابع الاخطبوط الأسدي نحو مصر ، والجزائر ، وغيرها كما سنرى اليوم :
جرائم النظام الأسدي ضد الشعب الجزائري :
نشر موقع أخبار الشرق خلال شهر حزيران (2007) يقول : طالبت عائلات الجزائريين المعتقلين بسوريا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه بالتدخل العاجل لإطلاق سراح أبنائها، الذين اعتقلوا بشكل "تعسفي" منذ نحو شهر ويتعرضون لـ"التعذيب والتجويع" في عدة معتقلات بحسب قولهم، وعزوا طلبهم ذلك إلى عجز القائمين على شؤون سفارة الجزائر بدمشق عن التدخل لحل هذه الأزمة.
وذكرت بعض عائلات المعتقلين أن المسألة تعتبر "منعرجاً خطيراً" باعتبار أن حملات الاعتقالات الأمنية في سوريا تطال الجزائريين بشكل خاص من الوافدين العرب والأجانب إلى سوريا، وذكرت صحيفة "الخبر" في تقريرلها أن عدد المعتقلين الجزائريين وصل إلى 45 شخصاً تم توقيفهم عبر الحدود البرية ومطار دمشق الدولي.
جرائم النظام الأسدي ضد الشعب المصري :
ونشر موقع أخبار الشرق يوم الأربعاء 20 حزيران/ يونيو 2007 يقول :
عبرت القاهرة عن اهتمامها بمصير طبيب مصري اختفى في سورية قبل شهر كامل، وأعلنت أن عصابة قامت بابتزاز عشرات المواطنين المصريين في سورية، ولم تخل سبيلهم إلا بعد أن دفعوا لها أموالاً لم يعرف حجمها بعد.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية المصرية أن السفارة المصرية في دمشق أثارت مع السلطات السورية مسألة التعدي على المواطنين المصريين في سورية والمبالغ التي دفعت والتي تم تحويلها إلى عصابة السماسرة السوريين عبر مؤسسة "ويسترن يونيون" للحوالات المالية.
ودعت الوزارة المواطنين المصريين الذين عادوا إلى مصر بعد احتجازهم في سورية إلى تقديم جميع المستندات التي تثبت تحويل الأموال إلى العصابة.
من جهة أخرى، ذكرت الصحفية هدى الساعاتي في صحيفة المصري اليوم المصرية ( 20/6/2007) أن مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية أحمد القويسني، عبر عن أمله في الكشف عن الطبيب المصري عمرو أحمد يوسف الذي اختفى في سورية منذ 21 أيار/ مايو الماضي بعد وصوله لزيارة أصدقاء في حلب.
وجاء في الصحيفة : يقول المواطن أحمد محمد يوسف، المقيم في برج العرب بالإسكندرية ، ل"المصري اليوم": إن ابنه عمرو حصل علي درجة البكالوريوس في الطب من روسيا، وتزوج طبيبة روسية، وقرر السفر إلي سوريا لزيارة صديقيه ياسر ونضال في حلب، وسافر بالفعل أول مايو الماضي على الخطوط السورية، ثم انقطعت أخباره تماماً منذ اليوم الواحد والعشرين من الشهر نفسه.
ويستطرد الأب: "قدمت خطاباً لنائب مساعد وزير الخارجية عن اختفاء ابني، وسافرت إلى سوريا يوم ٣ يونيو الجاري، والتقيت صديقيه السوريين، فقالا لي: إنه كان معهما يومي ١٩ و٢٠ مايو في حلب، ثم غادر عمرو في الثانية من صباح الاثنين ٢١ مايو إلى دمشق".
وتوجه الأب إلي دمشق، وسأل أحد عمال الفندق، الذي كان يقيم فيه ابنه، فقال له العامل: إن عشرة أشخاص يرتدون ثياباً مدينة ومعهم مقدم أو عقيد من جهة أمنية، أخذوا نجله، ورفض العامل الكشف عن هوية هذه الجهة.
ويضيف المواطن السكندري: اتجهت لرئيس النيابة العامة بدمشق، الذي "أشر" على المحضر، وأرسل رئيس الشرطة جندياً معي إلي الفندق لسؤال العامل، ولما أعاد كلامه السابق، أخذه الجندي جانباً ليسأله عن هوية الجهة الأمنية التي أخذت عمرو، ولم يفصح لي عن اسمها، فحررت محضراً يوم ١٤ يونيو، وقدمت مذكرة للسفير المصري في سوريا حازم خيرت، لكنني لم أتلق رداً حتى الآن.
كما تقـول صحيفــة المصري اليوم المصريــة - الخميس 21 حزيران/ يونيو 2007:
( تتفق شهادات العائدين من سوريا ، على أن عصابة سورية استدرجتهم وأغوتهم بالسفر ثم احتجزتهم في «زريبة» داخل محافظة حمص السورية، وابتزت عائلاتهم في مصر لدفع فدية وصلت إلي نحو ٥ آلاف دولار للمخطوف الواحد ).
( ويروي أسامة أحمد عبدالله «٢٣ سنة» أحد الناجين من يد المافيا الأسدية فيقول :
ذات يوم كنت جالساً مع زملائي المصريين في أحد المقاهي الأردنية، فجاءنا أحد السائقين الأردنيين وسألنا: «أنتم مصريون»؟ فقلنا «نعم» فتعرف علينا، وهو يدعي زياد محمد المجالي «٣٥ سنة»، ثم قدم لنا ورقة مكتوباً فيها العديد من الدول منها إيطاليا واليونان وفرنسا وأمريكا ولبنان، وقال كل واحد منكم عايز يسافر دولة من الدول دي يعلم عليها فاخترت أنا لبنان لأنها كانت أرخص الأسعار، وطلب من كل واحد سداد ثلاثة آلاف جنيه، ونصفها مقدماً والباقي بعد السفر ثم تركنا وانصرف.
وبعد يومين حضر معه رجل بلباس ضابط شرطة أردني ، وهذا ما جعلنا نطمئن له ونوافق، وأخذ من كل منا مبلغ ٢٥٠ دولاراً بدل ضيافة ثم اصطحبنا إلى منطقة الرمثا عند أحد الأردنيين أيضاً، ويدعي «أبومصعب» وشهرته «الحاج» «٣٨ سنة» وظللنا في ضيافته لمدة ١٢ يوماً وزاد عددنا من ٦ أشخاص إلى ٣٨ مصرياً، وكنا كلما سألنا عن موعد سفرنا قال: «العدد لم يكتمل يا مصري، وإحنا كده نخسر، وإنتم زي الزبالة ضايعين ضايعين ولو بلدكم فيها خير لكم ما كنتم جيتم هنا مثل العبيد، وبعدين إنتم أصلاً سعركم رخيص والجملة منكم تفرق معانا كتير ونحن لا نتعامل بالقطاعي».
طلبنا منه العودة مرة أخري إلى عمان للعمل هناك بعدما شعرنا بالخوف، ففوجئنا بعدة أشخاص ملثمين ومعهم سلاح آلي، وقالوا إللي هيطلع نفسه من بطنه سيكون آخر نفس له، ولازم تعرفوا إن أنتم هنا في الآخرة، وعلمنا بعد ذلك أن كبيرهم يدعي أبوعمرو، ثم جاء أبوعمرو وقال: ماذا تريدون «يا أولاد كلاب الفراعنة» وأشار إلى أحد الواقفين معه وقال «بعد يومين يتم شحن الجثث» وتوسلنا إليه كثيراً لكنه ركل أحدنا في بطنه،
وقال «مستعجل على الموت ليه»، وبعد يومين جاءوا بسيارة ثلاجة وكان نصفهافيـه خضراوات ونصفها الآخر فارغاً وأمرونا بالصعود على سطح الثلاجة وقال «كل واحد ينزل»، ونزلنا جميعاً من فتحة إلى الجزء الخلفي لكابينة السائق وبقي الجزء الأمامي المواجه لباب الثلاجة مليئاً بالخضار والفاكهة، بحيث لا يظهر أحد منا، ثم تم إغلاق الفتحة وتشغيل الثلاجة وكان هذا في ٢٢ أبريل الماضي.
وبعد ١٨ ساعة وصلنا سوريا في منطقة درعــا وكانت هناك سيارات مغلقة تماماً في انتظارنا، ولم يكن بها سوي فتحات صغيرة، قرأنا منها لافتات تقول إننا في محافظة «حمص» ثم مضت بنا إلى مزرعة بقرية الحزمية، وكانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وقبل أن ندخل إحدى الغرف بالمزرعة قاموا بتجريدنا من ملابسنا تماما،
والاعتداء علينا بالضرب والجلد وقاموا بتفتيش ملابسنا وأخذوا ما بها من موبايلات وكان معي ١٥٠٠ دولار، وكان البعض منا معه ٢٠٠٠، وهكذا ثم ارتدينا ملابسنا مرة أخرى، وكنا نبكي لكن لا يسمع أحد صوتنا وكل ما نسمعه منهم أننا كفرة ومشركون ولا نحتاج إلى توسلات.
وفوجئنا بإدخالنا غرفة ٣ متر × ٣ متر وبها ضحايا آخرون عددهم كان يتجاوز الـ٥٠ شخصا منهم ٢ من بنجلاديش وواحد باكستاني، لم يقترب منهم أحد بأذى، وأدخلونا الغرفة وأغلقوا الباب فاختنقنا من الرائحة السيئة، وقمت وطرقت الباب ففتح أحد البلطجية الخاطفين، وقام بصفعي على وجهي مرتين وعندما حاولت منعه قام بضربي في صدري فتدخل بعض من معي « رضا فرج ومصطفى حسب الله وأحمد محمد علي» من الشباب الصعايدة وتغلبنا عليه، ولكننا فوجئنا بزملائه الملثمين يهجمون بالسلاح وجردونا من ملابسنا وجلدونا بكابلات الكهرباء وعصي الخيزران وخراطيم المياه، وكنا نصرخ كالكلاب، وتدخل باقي الموجودين وتوسلوا إليهم ليتركونا، وبتنا ليلتنا بالشورت عقابا لنا.
وفي الصباح جاء أحدهم وقال: كل واحد منكم مطلوب منه ٥ آلاف دولار لازم تدفعوها، وبصراحة كده إما الموت وإما الدفع، وقالوا «اللي مش ناوي يدفع يطلع بره» وخرج ٢٢ واحداً فقالوا لهم «بعد أن احضروا لكل واحد فأساً ومقطفاً» وقالوا: «كل واحد يحفر قبره بيده إحنا لن نخدمكم حتى في الموت، وإلا فتتصلوا بأهاليكم ويدبرون لكم المبلغ، إن كانت لكم أي فائدة في بلادكم».
وهنا بدأنا الاتصال، وكانت هذه المكالمات على حسابنا «الدقيقة بـ حوالي ١٠٠ جنيه »، وعندما كان يرد أحد من أسرنا في مصر يقومون هم بجلدنا و«الأسبيكر» مفتوح.
إنها ساعات عصيبة.. حتى إننا فكرنا في الانتحار بقطع شرايين أيدينا ـ هكذا يقول أسامة ـ بعد أن أنهكت قوانا تماماً واستسلمنا للموت، وبعد أن استقر بنا الأمر فكرنا في الهروب وعندما حاولنا يوم ٦ يونيو الجاري، خرجنا من الغرفة وأمسكوا بنا وأدخلونا الحمام القذر، وكنا ثلاثة «أنا ورضا ومصطفى» زملائي الصعايدة، أجبرونا على النوم فيه لمدة يومين، وكأننا كلاب، ثم قاموا بضربنا مرة أخرى حتى نزفت عيوننا دماً من شدة الجوع والضرب والقسوة والرائحة الكريهة، ومع ذلك تم دفع المبالغ التي طلبوها، إذ اضطر والدي أن يرهن المنزل الوحيد الذي نملكه، ووقع على شيكات وإيصالات أمانة وأرسل المبالغ عن طريق الويسترن يونيون بلبنان، وبعد ذلك اتضح أنه ليس هناك سفر.
وأن الهدف الوحيد لهذه العصابة هو الابتزاز ...
وهكذا يتلذذ أزلام النظام السوري ، وعملاؤهم بتعذيب المواطنين العرب ، وابتزازهم ، كما جرى مع المواطن السعودي ( فارس الشعلان ) وزميله هذا العام في دمشق ....
وسـوف تطول أيدي الإخطبوط الأســدي ، إذا لم تسرع دول المنطقة للتكاتف والتعاون مع المعارضة السورية لإسقاط نظام المافيا الأسـدي ، وتحرير الشعب السوري واللبناني والعراقي وغيرهم من هذا الإخطبوط ، الذي اعتاد على مص دمـاء العرب، أينما كانوا .......
* كاتب سوري في المنفى باحث في التربية السياسية