المطالبة باسلوب التغيير السلمي للحكم الدموي

المطالبة باسلوب التغيير السلمي للحكم الدموي

هو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه

م.نجدت الأصفري

[email protected]

أجمعت والتزمت أطياف المعارضة السورية على رفع شعار التغيير السلمي للنظام خوفا من :

ظن الناس أن البديل عن هذا السلوك معناه الإستقواء بالأجنبي على الأهل والوطن ، وبالتالي تكرار ما حصل في العراق الجريح بسبب سلوك  من خان أهله ووطنه وأغرى الأعداء فزين لهم احتلال العراق وتلى ذلك هذه الجرائم المأساوية التي تدمي القلوب .

اتهام الأهل لمن ينادي باستخدام وسائل أخرى للتغيير بالخيانة والعمالة والسعي لتدمير البلد وتشريد الأهل ونقل ما نراه في العراق لسورية.

إن شعار ظلم الديكتاتور ولا ذل العدو المستعمر ، ينطلق فورا من أفواه كل من يسمع بتغيير الحكم بغير الأسلوب السلمي .

والسؤال هو أليس هناك من طريقة أخرى يمكن اللجوء إليها لتغيير النظام الدموي إلا الطريقتين المذكورتين آنفا ، فإما دعوة الأعداء لإحتلال الوطن ، أو السكوت عن الحكم الظالم ، انتظارا لصحوة ضمير الحاكم الفاسق ليحمل متاعه وينصرف ، تاركا الكرسي الذي يلتصق بقفاه ، وليس من مؤشر ولو من قياس المايكرو بأن ذلك سوف يحصل قبل أن يورثنا لفلوه بعدما يزوره هادم اللذات .

ما هو تعريف ومضمون التغيير السلمي ؟؟

في منطوق التعبير، لا يحتمل إلا صحوة ضمير من الفرعون فيسمع نصيحة أمه أو أخته السيدة بشرى ، تؤنبه على هذا السلوك الكريه ، وتطلبان منه أن يترك البلاد والعباد يتصرفون ببلدهم وأنفسهم كما يحلوا لهم ؟ فهل هذا منطق سليم ، أم أنه شطحات حالمة لخيال مريض وعقل سقيم ؟

قانون التغيير يقول [لا يفل الحديد إلا الحديد ] ولا يردع الرعديد إلا الصنديد ، ولا يصلح الجسد المريض إلى النطاسي البارع .

من غريب المنازلة القائمة بين طرفين أحدهما في الساحة المطلوب تحريرها يقف معه جميع امكانيات الوطن مالا وبشرا، حتى أؤلئك المنافقين والمذبذبين الذين يبغضونه في السر ويمشون في ركابه في العلن هم أول من يدبج العبارات ، وينمق الشعارات ، ويرفع الرايات ...

فرس السباق هو الشعب السوري الأبي ، صاحب رصيد عامر بالوطنية والتضحية ، هل تذكرون معركة ميسلون قادها يوسف العظمة وثواره يحملون العصي والفؤوس لينازلوا جيش فرنسا أقوى جيوش المستعمرين العتاة ذلك الوقت ، حساب النصر أو الهزيمة لم تكن في الحسبان ، بل كان رفع العتب عنهم أمام الشعب إذا تكاسلوا وناموا عن واجب الدفاع عن الوطن ، إن ما قام به ثوار ميسلون أزكى شعلة الوطنية والكرامة في النفوس وكانت الجذوة التي استعرت وامتدت لتوقظ الغافلين وتشجع المترددين ، حتى كان النصر والإستقلال ، هذا من تاريخ الشعب السوري البطل ، أما من بطولات الأشقاء فهاكم موقف الفلسطينيين ، والعراقيين ، واللبنانيين ، والصوماليين .... كل ساحة تسقى بدماء الشهادة والبطولة ، كل ذرة من تراب الوطن ترويها دماء الأبرار ، كل أخت يقف لها أسود يدافعون عن عزتها وعفتها وشرفها دون حساب لربح أو خسارة من مال عارض وثروة زائلة .

أما على على الشاطيء الآخر فهؤلاء أخوانكم الأفغان والشيشان  البوسنية....  يحمل أحدهم بندقيته وينطلق يغوص في ثلوج الجبال وأوديتها حتى يصل إلى ما هدف إليه إما نصرا مؤزرا ، أو شهادة تنقله إلى رضى ورضوان .

في زاوية أخرى هناك نماذج من الكفاح والنضال لا يقل أبدا عما يقوم به أخوانكم ممن ذكرنا آنفا ، فهؤلاء الأوكرانيين أوقدوا الشموع وتجمهروا تحت خيام لا ترد غوائل صقيع وعواصف واستمروا حتى قطفوا ثمار ما  زرعوا ، وحصدوا ما بذروا ، كذلك في جورجيا ، كان لديهم من بقايا العهد الستالينى الأحمر ديكتاتورا (شيفرناتزه) دخل عليه المتظاهرون وهو يلقي بياناته العرجاء أمام برلمان هزيل مصنوع على قياسه كما لدينا في الشام المضطهدة ،طوفان من البشر يزحفون من نوافذ البرلمان كالجراد وقبل أن يصلوا إليه ليفتكوا به حمله حراسه وطاروا به بعيدا عن مواجهة قاتلة .

أليست هذه نماذج حية نعيشها اليوم ؟ فما بالنا لم نتعلمها ونستنسخها مع شعبنا العظيم ؟ أهناك شك في اخلاص شعبنا لقضيته ؟ إذا ما الأمر وما هو السبب ؟

تجنبت المعارضة سلوك الطريق القويم الذي يؤدي إلى تأجيج حماسة الشعب ، فلم تتخذ خطوات توصل بها صوتها لأسماع الشعب توقظه وتثير فيه ما تحتاجه المرحلة الحالية من إعلام هادف .تشرح مخازي هذا الحكم المتسلط . كأننا لا نملك من حطام الدنيا ما يساعدنا على إقامة محطة فضائية تهتم بشأن الوطن والمواطن .فإذا فرضنا عجزنا ماليا أفلا نملك أصدقاء يؤمنون معنا بتحقيق هذا الهدف الذي تصب مصلحته في صالح شعوب وأشخاص كثيرون ؟

حشد التأييد من جميع الدول والأصدقاء الذين يعلمون عن نظام الطغات في سوريا مثلما نعلم أو حتى أكثر ، إن شرح مواقفنا من مصالح هذه الشعوب والدول كفيل أن يضعهم في صف الشعب السوري ليقتلع هذا البلاء من أرضه وحياته.

إن تجهيز زيارات رسمية لأعضاء متميزيين من المعاضة لزيارة حكومات وبرلمانات معظم الدول الصديقة أو غير الصديقة ، خاصة زيارات بمناسبات ولشخصيات نافذة سواء من أعضاء الحكومات ، أو المنظمات الفاعلة في أوطانها ومؤسساتها كفيل بتوصيل وجهة نظر الشعب المغلوب إلى أسماع أصحاب الرأي والقرار .

قديما قيل : الطريق إلى الصين تبدأ بخطوة أولى ، فمتى نبدؤها ؟ ولماذا تأخرنا في اتخاذها حتى اليوم ؟

إن اكتفاءنا بتبادل المقالات ، وتجيير الكتابات ، وتبادل ما يكتب نيابة عنا الأخوة والأصدقاء ، هو ، على منفعته الضئيلة ، لا يحرربلدا ، ولا يصحي شعبا ، ولا يخيف حاكما ظالما يلعب في الساحة بحرية كاملة لا يخاف من العزل والضعاف ، خاصة تطالعنا الأخبار كل يوم عن حجب الطغمة الحاكمة مواقع على الشبكة العنكبوتية لتحرم الشعب من قراءتها والتفاعل معها ، كذلك لا ننسى أن نسبة من يملك كومبيوتر في سوريا لا تزال أقل نسب في الدول العربية  .

الله الله في الإعلام ، والزيارات على كافة المستويات ، ورص الصفوف ، واخلاص النية ، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك

ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد...