كيف تنظر فتح إلى القضية الفلسطينية

أحمد الفلو /فلسطين

[email protected]

بدعم إسرائيلي أمريكي مطلق يمارس محمود عباس وعصابته مختلف صنوف الزندقة السياسية بكل صلف واستعلاء على الشعب الفلسطيني، وعلى الطريقة الفتحاوية بادعاء الفهم والتكتيك و إجادة مهارات الرقص العشر بلدي وعلى الشناكل ، عشرون عاماً قضاها هؤلاء في المفاوضات السرية وثمانية عشر عاماً في المفاوضات العلنية أوصلوا القضية الفلسطينية خلالها إلى الحضيض بينما أنعشوا أرصدتهم المالية وأوصلوها إلى التخمة تبوَّأوا خلالها مناصب مكَّنتهم من التصرف بأموال المساعدات العربية المخصصة لتحرير فلسطين حتى أنهم ورَّثوها لأبنائهم وزوجاتهم .

ومن يسمع أحاديث عباس وأزلامه المحشوَّة بالأكاذيب فإنه لا يلبث أن يكتشف كم هو الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بوجود تلك الحفنة الوضيعة التي نصَّبها الصهاينة على قمة الهرم السياسي الفلسطيني في رام الله سواء فيما يُدعى اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي لمنظمة التحرير واللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح اللتان يرأسها عباس ويعين أعضائهما هو دون أن يعرف عنها الشعب الفلسطيني أي شئ، أو ما يُطلق عليه حكومة فياض غير الشرعية التي تأتمر بما يمليه عليها الجنرال الأمريكي دايتون أو قيادة السلطة وعصابات المتنفعين مستلمي الرواتب الضخمة والامتيازات في قصر المقاطعة ومعهم اليسار المزيف ، جميع هؤلاء يمتلكون تصوراً وحيداً لحل و فكفكة القضية الفلسطينية ، حيث يقوم هذا التصور على الأسس التالية :

- الأرض مقابل السلام ، وذلك يعني أن يتخلى الفلسطينيون عن أربعة أخماس أرض فلسطين مضافاً لها أربعون بالمائة من أرض الضفة والتنازل الفلسطيني الطوعي عنها للعدو الإسرائيلي مقابل أن تعطيهم إسرائيل السلام.

- الالتزام التام باتفاقيات أوسلو واعتبارها نقطة نهاية للصراع ضد إسرائيل ، و تقيّد السلطة بخارطة الطريق و قرارات اللجنة الرباعية و إملاءات الجنرال دايتون باعتبارها مرجعيات أساسية لحل القضية الفلسطينية.

- اعتبار قضية اللاجئين الفلسطينيين منتهية من خلال تجنيس الفلسطينيين في أماكن تواجدهم في الدول العربية أو منحهم جوازات سفر فلسطينية وبقائهم مقيمين في تلك الدول وهذا ما عمل عليه محمود عباس في زيارته للبنان ، مع الأخذ بعين الاعتبار عودة بعض الفلسطينيين تعدادهم بالمئات إلى الضفة الغربية.

إن أهم معالم النهج السياسي الفتحاوي يمكن إيجازه بالآتي :

- الإسراع والتعجّل للانتقال من مرحلة الثورة إلى مرحلة السلطة ثم الدولة ، مما وضع العمل السياسي الفلسطيني في مسار خاطئ ومغاير تماماً لما يتوق له الشعب الفلسطيني وبعيداً عن المصالح الوطنية لشعبنا فأعلنت الدولة الفلسطينية بلا أرض وعلى بعد آلاف الكيلومترات في الجزائر عام 1988 م  ولعل فتح ومعها تنظيمات اليسار قد ركبها غرور التذاكي والفهم المعشش في رأسها لتحقيق ذلك الانتقال المتعجل، حيث أوقعها ذلك أيضا في فخ الوعود الأمريكية الخادعة والارتهان الواضح لسياسات القادة الإسرائيليين، واستمرت على ذلك النهج من مبدأ من يهن يسهل الهوان عليه.

 - المراهنة الفتحاوية على تغيير قد بحدث في المواقف الإسرائيلية لعلها تستجلب بعض العطف الإسرائيلي على قياداتهم الهزيلة من خلال اعتقال وقتل مجاهدي حماس أو على الأقل أن يأخذ الإسرائيليون بعين الاعتبار ما قدمته لهم قيادات فتح من تنازلات في مسائل القدس واللاجئين، وهذه المراهنة الحمقاء تدل على جهل و بلاهة قيادة فتح لأنها تجاهلت حقيقة أن العدو المحتل لا يجلس على طاولة المفاوضات و يذعن للمطالب الفلسطينية إلاّ بعد أن يتوجع من ضربات المقاومة و تخرج أمهات وزوجات جنوده في مظاهرات عارمة مطالبةً بوقف مسلسل أبنائهن القتلى، وليس ما يقوم به الراقصة عريقات أو اللص ياسر عبد ربه من استعراضات كلامية سوى تهريج فارغ لا يهز حتى شعرة على قفا أي صهيوني، كما تشمل تلك الممارسات السياسية مثلاً محاولة كسب تعاطف الجاليات اليهودية في فرنسا والبرازيل والولايات المتحدة وبريطانيا بدلا من التلاحم مع الشعب والثبات على حقوق الشعب الفلسطيني وتبنيها أمام العالم كله، وكم هي الجهات المناصرة لقضية فلسطين التي بدأنا نفقدها بسبب التساؤلات التي أثارتها سياسات عباس حول كونه فلسطينياً يدافع عن الصهيونية أو أنه صهيونياً ضد الشعب الفلسطيني ؟

 - إن التعنت والغرور الذي ركب رؤوس الفتحاويين من القاعدة إلى القمة وكذلك الإعجاب المطلق المستحوذ على شخوصهم و اعتبارهم أنفسهم هم الجديرون الوحيدون فقط بقيادة الشعب الفلسطيني أوصلهم ذلك الغرور الأجوف إلى تحويل مسار القضية الفلسطينية من صراع ضد إسرائيل إلى إثبات وجود، وحرب مريرة ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس، لدرجة أنهم وضعوا أنفسهم في خدمة إسرائيل ومخابراتها بل و تطوعوا للعمل جواسيس في المخابرات العسكرية الإسرائيلية من أجل القضاء على حركة حماس، وهذا ما يتفاخر به عباس نفسه وهو أيضاً ما يعتز به عناصر فتح في غزة ناهيك عن عمليات الاعتقال والتعذيب والقتل للمجاهدين الفلسطينيين التي يقوم بها الفتحاويون نيابة عن السلطات الإسرائيلية.

- تعتقد القيادة الفتحاوية ومعها قوى اليسار أن انضمامهم لتحالف القوى المعادية للإسلام سوف يحقق لهم ثلاث غايات الأولى هي الإفلات من إدراجهم في قائمة الإرهاب السنوية التي تصدرها الخارجية الأمريكية، والثانية هي كسب رضا الغرب كي يساعدهم في بناء دولة مهما كان شكلها ، وهذا مخالف تماماً للسنن الكونية حيث أن الحقوق تنتزع انتزاعاً ولا تأتي على شكل منحة أو هبة وأما الغاية الثالثة فهي التخلص من حركة المقاومة الإسلامية.

 - تمارس حركة فتح سياسة التقارب مع الدول والقوى المعادية للشعب الفلسطيني بل والتحالف معها كالنظام المملوكي المصري و-النظام الطائفي في العراق و بقايا القوات اللبنانية والكتائب و الرئيس الفرنسي، وجميع هؤلاء تلطخت أيديهم بدماء الفلسطينيين بشكل مباشر أو غير مباشر ، وأصبح الاعتراف بأحقية الصهاينة في أرض فلسطين وقرارات الرباعية هي من أهم المطالب الفتحاوية لتحقيق أي مصالحة داخلية فلسطينية ودون خجل.

 - وبعد كل ما سمعناه من محمود عباس وبقية دجاجلة اليسار من تشويهات وأكاذيب ضد حركة حماس تقلب الحق باطلاً والباطل حقاً يريد هؤلاء إقناعنا بأن قيادة حماس التي هي أكثر التنظيمات الفلسطينية في عدد الشهداء بين قادتها هي حركة من صنع إسرائيل، ثم يكيل هؤلاء الآن المديح للجدار الفولاذي المصري والإشادة بحقوق مصر في حماية حدودها فيا لهم من مسوخ هم ومن يمتدحون، ولكن شعبنا العظيم قادر بعون الله على أن يسحل هؤلاء على أقفيتهم فوق أعتاب قصر المقاطعة سئ السمعة.