السياسات الإيرانية- تصريحات
خدمة الحوارات الخاصة
السياسات الإيرانية- تصريحات (خاص)
محمود احمد الأحوازي
منسق لجان "الجبهة الديمقراطية الشعبية" الأحوازية لـ"قدس برس": ما وصلت إليه إيران اليوم من موقع استراتيجي هو ثمرة من ثمار تصدير الثورة الذي أوجده الخميني
لندن ـ خدمة قدس برس
حذر ناشط سياسي من عرب الأحواز في إيران من استمرار صمت المؤتمر القومي العربي والإسلامي على التدخلات الإيرانية بالشأنين العربي والإسلامي بحجة الوقوف في وجه الإعتداءات الأمريكية، واعتبر أن ذلك لا يخدم الأمن القومي العربي.
واعتبر محمود أحمد الأحوازي منسق لجان الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي
الأحوازي، في حوار خاص مع "قدس برس" أن إيران أكثر خطرا على العالم العربي من الخطر
الأمريكي، على اعتبار أنها تريد التدخل في كل شيء وخلق الفتن بما يخدم مصالحها،
وأشار إلى أن العراق يمثل نموذجا عينيا للسياسات الإيرانية في المنطقة، وقال بأنها
"نصبت وعيّنت معظم رجال الحكم من الفرس وممن ربتهم في حضيرتها"، حسب تقديره.
وأكد قيادي الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي الأحوازي أنهم لم يخططوا
للقدوم إلى إيران على ظهر الدبابات الأمريكية، لكنهم يعتقدون أن كل ما يضعف من
القوة الإيرانية سوف يخدم مصالح الأقليات غير الفارسية التي تعاني من استبداد كبير
وصل حد منعهم من تسمية أبنائهم بمسميات عربية، مرجعا ذلك إلى استمرار هدف تصدير
الثورة الإسلامية الإيرانية على الرغم من كل ما جرى من تحولات سياسية وأمنية في
المنطقة، وفيما يلي النص الكامل للحوار:
ـ ما هو تقييمك للسياسة الإيرانية في المنطقة في الوقت الراهن؟
سياسة السلطات الإيرانية في المنطقة رسمها السيد الخميني في حياته وهي سياسة
تمركزت على "تصدير الثورة" لكن انتصار العراق في الحرب مع ايران واضطرار الخميني
لقبول "كأس السم" مثل ما وصفه هو، أجل هذه السياسة وأعطى الخميني أوامره للتحرك
المدروس والبطيء في هذا المجال بعد ذلك حتى يتسنى لإيران أولا: بناء علاقات قوية
ومحكمة مع التجمعات الشيعية في المنطقة وخلق جماعات وتجمعات شيعية جديدة بالمال من
جهة ومن جهة أخرى تطوير القدرات الدفاعية والهجومية والتسلح المؤثر خلال فترة يكون
هذا السلاح قادر على حماية تنفيذ هذا الشعار وطرحه بقوة، وفي نفس الوقت عملت إيران
خلال هذه الفترة على إتباع سياسة إبعاد أعدائها الأقوياء إقليميا من الساحة وهذا
كان الدافع وراء مساندتها لتغيير الحكم في أفغانستان و في العراق وها هي اليوم وصلت
الى نقطة في هذه الإستراتيجية، أصبحت فيها قادرة على التدخل في الدول المجاورة
بواسطة حلفائها وأنصارها من المجموعات دون رادع إقليمي يذكر ولا حتى دولي نظرا
للتغييرات التي ساعدت ايران بقوة لحصولها في المنطقة، وها هي إيران أصبحت القطب
الإقليمي الأول، تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في المنطقة، لا يمكن لأحد ان يطرح حلولا
لأي قضية داخلية دون مساهمة ايران التي بدأت تحصد ثمار تدخلها وبناءها للقواعد التي
أسستها في المنطقة خلال الفترة الماضية. وبالنهاية، ايران اليوم هي دولة اقليمية
كبرى على الجميع ان يحسبوا لها حسابا وأصبحت عمليا تهدد دول المنطقة بتدخلاتها
وقدرتها لخلق الفتن وبؤر التوتر.
ـ لكن البعض يرى بأن انتقادك لإيران يخدم مصلحة أمريكية في الوقت الراهن، حيث أن
الإدارة الأمريكية تحاول حشد التأييد العربي والدولي لتطويق الدور الإيراني
بالمنطقة، فهل أن تعرض إيران للضغوط الأمريكية يمكن ان يضعف الموقف الأحوازي؟
إذا كان القصد من هذا السؤال هو ان القوميين الأحوازيين وبسبب تدخلات الهجوم الأمريكي على ايران عليهم ان يوقفوا نشاطهم ونضالهم، فهذا أمر لا يخص الأحوازيين ولا يمكن ان يؤثر ولا يؤخر نضالهم من أجل إعادة حقوقهم الوطنية والقومية على أرضهم وفي وطنهم المحتل ولا توجد قوى ثورية في العالم أوقفت نضالها بسبب هجوم دولة أخرى على عدوها وعلى الدولة التي تحتل أرضها وشعبها، بل بالعكس هناك نماذج من استفادة الثوار من الفرص التي تأتي بها تجاوزات الدول الاستعمارية على بعضها، والثورة البلشفية أفضل نموذج في هذا الخصوص. ان فرصة إضعاف العدو المحتل هي فرصة للمناضلين للضغط عليه من أجل نيل حقوقهم وهو ليس عدو رفض خلال 82 عاما الاعتراف بأي حق عربي في الأحواز ويقتل ويزج بالسجون آلاف المناضلين كل عام من اجل إخماد النضال الأحوازي. الأحوازيون لا يجمعهم مع السلطات الإيرانية أي موقف مشترك أو أي مصلحة مشتركة بل بالعكس، كل ما قامت به السلطات الإيرانية عدائي وعنصري وسياسة تفريسها وحرمانها للأحواز مستمرة وصلت أخيرا الى منع تسمية الأطفال بأسماء عربية. الأحوازيون سيستثمرون أي فرصة تضعف النظام وتمكنهم من نيل حقوقهم الإنسانية والقومية وحقهم القانوني في تقرير المصير الذي ناضلوا من اجله ثمانية عقود ونيف. لذا المواجهة الأمريكية- الإيرانية وان ترتبت عليها آثار سلبية كثيرة، لكن الأحوازيين الذين حرموا من أي حقوق في وطنهم لا يرون ذلك تعديا باطلا على سلطة هي بالأساس تغتصب حقوق جميع الشرائح الإيرانية وخصوصا الشعوب المقهورة التي تتجاوز نسبتها في ايران الـ 62 في المائة وهم الأكراد والأذربيجانيين والعرب والبلوش والتركمان وغيرهم.
ـ هل لديكم علاقة بمنظمات المجتمع المدني العربية، خصوصا المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي وهل لكم تواصل معهم وهل قدموا لكم أي مساندة؟
للأسف الشديد، القوميين والإسلاميين العرب لم ينتبهوا حتى الآن للخطر الإيراني ومازال الكثير منهم يعتبر إيران دولة مسلمة حليفة للعرب مقابل الأمريكان ومساندة لحركات تحررية ونضالية عربية. وهذا بعيد كثيرا عن الواقع وعما يعرفه المرتبطون بإيران بشكل مباشر ولمسوا عنصريته بشكل مباشر وعدائه للعرب والعروبة خصوصا.
إن هذه المؤسسات للأسف أصبحت ليست بعيدة عن الأهداف القومية للعرب فقط وإنما أصبح بعضها يؤيد التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية بحجة ان هذه الدول هي دول عميلة للأمريكان، دون ان يعترفوا بان الخطر الإيراني وهي دولة اقليمية مجاورة للعرب، اكثر بكثير من الخطر الأمريكي الذي يأتي من خلف البحار، حيث ان ايران لن تكتفي ان قررت التدخل، بقواعد وجنود في هذه الدول، بل وتتدخل في كل صغيرة وكبيرة وتبحث عن تمدد واحتلال مباشر وغير مباشر مثل ما فعلت في العراق، حيث نصبت وعينت معظم رجال الحكم من الفرس وممن ربتهم في حضيرتها، وما تقوم به من تدخل في سوريا ولبنان والكويت والإمارات العربية المتحدة واليمن وحتى مصر والمغرب نماذج حية أمامنا ونيجيريا التي لم تكن تعرف التشيع أبدا، فيها اليوم رجال دين شيعة ومليشيات تستلم رواتبها من طهران وتتدرب علنا في الشوارع.
على التجمعات القومية والإسلامية ان تعرف ان ايران دولة قومية وعنصرية تجاه العرب ومصلحتها لا تجتمع في أي حال من الأحوال مع المصلحة العربية في المنطقة وهي تريد الهيمنة على المنطقة وتعتبر الدول العربية المجاورة هي حديقتها الخلفية وتتعامل مع الأمريكان على هذا الأساس واذا يوما حصلت إيران على ما تريد من الأمريكان وهو السماح لها بالتدخل في هذه الدول بشكل مباشر، سيكون ذلك اليوم هو الأسوأ لمستقبل الدول المجاورة لإيران.
ـ لو هاجمت أمريكا إيران، كيف ستتعاملون مع هذا الفعل؟
ليس لنضال الأحوازيين أي علاقة بأي هجوم أمريكي على إيران ولن يأتي الأحوازيون مستقبلا على ظهور دبابات الأمريكيين حتى يحرروا وطنهم، لكن هذا لا يعني ان الأحوازيين لن يستثمروا فرصة إضعاف ايران للحصول على حقوقهم الى جانب الشعوب غير الفارسية الأخرى وكافة شرائح المجتمع في ايران. إن الأحوازيين ليسوا مسئولين عن أي هجوم يتم على ايران من أي طرف كان، لكن القوة الإيرانية الفعلية التي أصبحت تخيف حتى الدول الإقليمية الكبرى ومنها العربية، لا يمكن للأحوازيين ان يتمنوا لها النصر! بل وإنهم يبحثون عمن يضعف ايران ويقلل من قوة قمعها وحرمانها للشعوب وهذا حقنا المشروع دون ان يرتبط النضال الأحوازي بأي قوة دولية أو اقليمية تدخل ايران أو تهاجم منشئاتها النووية والصاروخية. الأحوازيون لديهم حقوق مشروعة وإنسانية بالدرجة الأولى وحقهم في تقرير المصير أقرته المؤسسات الدولية لكثير من الشعوب المقهورة والمحتلة قبل ذلك وحقهم في النضال لإعادة الحقوق ايضا مضمون بالقوانين السماوية والعصرية معا.