لا تراعوا من مؤتمرات شرم الشيخ

لا تراعوا من مؤتمرات شرم الشيخ

محمد هيثم عياش

[email protected]

هل تعلمون لماذا فشلت المؤتمرات الدولية والعربية التي تم انعقادها بمنطقة شرم الشيخ المصرية بالرغم من الزخم الاعلامي لهذه المؤتمرات والمنطقة ؟ ليس لأن المؤتمرين تناولوا الافطار والغذاء والعشاء وتمتعوا بالمشروبات ومناظر المنطقة الجميلة واتخذوا قرارات لم يستطيعوا تطبيقها بل لأن الاسم اسم تشاؤم ، فالأشرم معناه باللغة العربية المقطوع ولذلك أطلق العرب على صاحب الفيلة أبرهة الذي كان يريد هدم الكعبة / أبرهة الأشرم / لأنه كان مقطوع الأنف فلذلك فان جميع المؤتمرات الدولية التي عقدت في تلك المنطقة لم يكتب لها النجاح لأن أكثرها كانت ضد الاسلام والمسلمين اجتمع فيها  الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون لمناقشة الارهاب ووضع حد له كما جاء جورج بوش لوضع حد للانتفاضة الفلسطينية بمؤتمر عقد هناك فعادت سهامهم في نحورهم مرة أخرى  . وقد استبشرنا خيرا لرفض الرئيس المصري حسنى مبارك بناء جسر يربط السعودية حماها الله بشرم الشيخ ليس لخوفه من وصول من يصفهم بعض العرب بالمتعصبين بل الخير للسعودية حتى تكون بمنأى عن هذا الاسم المشئوم ، وقد اجتمع في هذه المنطقة رئيس وزراء الكيان الصهيوني ايهود اولمرت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس برعاية الملك الاردني عبد الله الثاني وبدعوة من الرئيس المصري حسني مبارك يوم الاثنين الماضي  من 25 حزيران/يونيو الحالي حيث تباحثوا  في أوضاع الضفة الغربية بعد الاحداث الأليمة التي وقعت بين الأخوة الفلسطينيين أصلحهم الله ، ولن يكون هذا الاجتماع لاحلال السلام في المنطقة وسعي مبارك وعبد الله الثاني لمصالحة فلسطينية فلسطينية  بل من أجل اتخاذ سياسة جديدة ضد حماس والمقاومة الاسلامية  للحيلولة دون المضي بمحاربتهم الصهاينة والحيلولة ايضا دون استيلائهم على الضفة الغربية بأكملها .  فقد اغتبط هؤلاء بالفتنة التي وقعت وذهب الظن بهم بعيدا بأنهم  سيقولون  لحماس / باي باي / كما قال بريجنسكي  مستشار الرئيس الامريكي  السابق دونالد ريغان إثر خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان أثناء الغزو الصهيوني لذلك البلد أوائل عام 1982 / باي باي ب ل او / الا أن المنظمة عادت أكثر قوة من ذي قبل وستعود حماس أكثر قوة وشعبية ،

هل تعرفون لماذا ؟ لأن الله تعالى أكد بأنه لن يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا ، كما انه بالمرصاد والمكر السيء لا يحيق الا بأهله . وأصلح الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهداه لأن اتهاماته الأخيرة لحماس بأنهم يريدون قتله ينتهج بذلك سيرة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي اتهم الاخوان المسلمين بحادثة المنشية وانهم كانوا يريدون قتله وفعل بالاخوان الافاعيل وأقسم بأنه لن يخرجهم من السجن ما دام حبا وقال للمصريين أنا ربكم الاعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ويحاول أيضا باتهامه حماسا انتهاج سياسة حافظ أسد الذي اتهم الحركة الاسلامية في سوريا بأنها وراء الارهاب وقتل خيرة أبناء الشعب السوري ، ولعلكم تذكرون مجزرة سجون تدمر وقصفه مدينة حماة الا أن تدمر كانت أكثر ماساة اذ هبط مظليون تابعون للجيش السوري البطل وأبادوا اكثر من 800 شخصا من متخريجي الجامعات وحملة الفكر النيِّر بليل أليل مظلم ، وقرأ أحد أئمة مسجد مدينة كولونيا في مغرب ذلك اليوم / واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قرباناً فَتُقُبِّل من أحدهما  ولم يُتَقَبَّل من الآخر قال لأقتُلّنَّك قال إنما يتقبل الله من المتقين / فلم تبقى عين في المسجد إلاَّ وذرفت .

ولا تراعوا من مؤتمرات شرم الشيخ .